حكيمة... وعلى راحتي

حكيمة وعلى راحتي… حكيمة تضرب من جديد!

نحن العرب متدينون جدا لهذا نتجاوز الغرب في مسألة الأخلاق و الآداب العامة …
كانت هذه جملة قلتها على مائدة العشاء مع صديقة إسبانية عندما كنا نتبادل أطراف الحديث فسألتني : كيف ذلك ؟؟
قلت لها : إسألي أي عربي بما يفتخر سيقول لك بدينه مع أنه ولد وتربى على هذا الدين أي أنه متدين على دين أجداده لم يبحث و لم يقرأ و لم يختر و لكننا نعتبره إنجاز فهل ستعترضين ؟؟ إن إعترضتي إذن انت كافرة !! و إن حاولتي أن تناقشي بلغة العقل و المنطق فستسمعين من الشتائم و التهديدات ما لا تتوقعين لأن هناك أمور لا نقاش فيها ولا جدال …
ثم إن لدينا قانون تعجز اوروبا عن الإتيان بمثله .
فقالت : وما هو هذا القانون ؟
قلت : لدينا جهاز كامل خاص بالآداب العامة فهل لديكم مثله ؟؟ قالت : واااو رائع نحن أيضا لدينا قانون يشبهه مثلا رمي الزبالة في الشوارع من السيارات او المارة مخالفة يعاقب عليها القانون ، وضرب الحيوانات مخالفة ، و الموسيقى العالية أو إزعاج الغير مخالفة ، حتى بين الأزواج إغتصاب الزوج لزوجته جريمة … وبدأت تسرد لكني أوقفتها قائلة : لااا من حق الزوج أن يغتصب زوجته حسب الشرع و القانون ، والمرأة ليس من حقها أن تمتنع عن أداء واجبها الزوجي مهما كلف الأمر فستلعنها الملائكة والناس أيضا …. ثم إننا نستأنس بالأزبال في الشوارع فنحن نرمي القاذورات من نوافذ السيارات وفي كل مكان ولكننا للترفيه عن انفسنا نشتم الدولة لأنها لا تهتم بالنظافة ونحن ندفع الضرائب …. كما أن ضرب الحيوانات و حرقهم متعة عند البعض يصورونها في مواقع التواصل ولديهم متابعين يصفقون لهم وربما تصبح رياضة تقام لها البطولات … فسألتني: إذن ماذا تقصدين بجهاز كامل للآداب العامة و ماذا يفعل هذا الجهاز ؟؟
قلت بفخر : ضد الدعارة مثلا ….
قالت : تقصدين مافيا الدعارة عن إستغلال عاملات الجنس و الأطفال و القاصرات ؟؟
قلت لها : لااااا في البلاد العربية القاصرات يتزوجن ويصبحن أمهات و هناك نماذج كثيرة .. والعاهرات ليس لهن مكان ثابث بل يتجولن في كل الأماكن ولا قانون يحمي فتاة ليل تعرضت للإغتصاب … لأنها ستتعرض للمساءلة القانونية وطبعا الرجل لا ذنب له لأنه سيذهب إلى بيته مع أنه مارس معها نفس الفعل لا القانون ولا المجتمع يحاسبه وهي ستسجن … فتحت فمها مستغربة ….
فقلت : سأشرح لك … هذا الجهاز يتحرك بأكمله إذا علم أن شخصين بالغين وفي كامل قواهما العقلية قررا ممارسة الجنس برغبة منهما خارج إطار الزواج ، أو إذا شاب قبل حبيبته ، لأن هذا فعل فاضح !! ولكن رؤية طفل فقير يأكل من القمامة شيء عادي نتقبله ولا تهتز له القوانين ولا المجتمع ..
نحن يا عزيزتي متدينون جداااا و فاسقون جداااا و لا مكان للإنسانية في قلوبنا و لكننا نفتخر بأننا شعوب محافظة …
قالت لي محافظة على ماذا ؟؟
قلت : محافظين على الجهل والتخلف والعادات البالية …
كان هذا مجرد حوار افتراضي تخيلته وأنا على مائدة العشاء مع أصدقائي الإسبان وتمنيت أن لا يناقشوا معي موضوع الفرق بين الغرب والعرب لكي لا أنافقهم و لكي لا أقول لهم أنا لا أكذب ! أنا فقط أتجمل ! لأني أحب وطني العربي بكل مساوئه ولا أحب أن تنتقدوه في حضرتي .
حكيمة على راحتي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى