اخبار الفنكتب جمال فيَاض

أنا انغرمت ….

كتب جمال فياض

كتب جمال فياض

أظهرت الأيام والخبرة، أنه إذا كان لكل شيء حدود، فالحب لا حدود له،ولا وقت ولا مدة صلاحية… وهو ما ترويه لنا تلك الحكاية البسيطة والبريئة في أغنية وفيديو كليب …
ذات يوم، أعلنت ماجده الرومي على الملأ وبكل ثقة ورباطة جأش،أنها “اعتزلت الغرام”، هي كتب المطلع، وأكمل نزار فرنسيس الفكرة وترجمها، وبصم على المؤامرة موسيقار جيله الراحل ملحم بركات … يومها قالت:
لا بدّي تحاكيني ولا بدّي تراضيني ولا تصبّحني ولا تمسّيني … أنا اعتزلت الغرام!
هكذا، ختمت القلب بالشمع الأحمر، وبحكم محكمة الحب والغرام .
وعشنا سنوات نستمتع بهذا الختم الجميل، حتى استيقظ القلب، وقال: أنا انهزمت،أنا استسلمت ورفعت الرايه البيضا … أنا انغرمت!
هذه المرة كتبت ماجدة الهوى والشباب،كلمات استسلامها بيدها،وبيدها رفعت الراية البيضاء، وأعلنتها بكل جرأة ورباطة جأش، نزع الختم وشمعه الأحمر … وأنا انغرمت!
بصم على الإذن بنزع لشمع وفك جميع الأختام موسيقار جيله يحي الحسن …
وُلد الهوى، بحب كبير وبفرحة لا مثيل لها.. وصارت الأغنية الجزء المكمّل لسابقتها ، فلا نحن اعتزلنا الغرام، ولا نحن تركناه ولا استغنينا عنه، بل استسلمنا ورفعنا الراية البيضا… بحب جارف، وغرام المراهقين وكل العاشقين،الذين دوّبهم السهر وهزمتهم الليالي…
ثم جاء دور الكليب، للكليب حكاية تستحق أن أحكيها،
فقط إتبعني الى السطور التالية …
تولّى المخرج الفنان تصوير وإخراج الكليب، وجاء بموديل من إيطاليا ليقوم بدور الحبيب المجهول ، والذي أعلنت له بطلة الكليب الراية البيضا ..
وخرج الكليب للعلن في أسبوع عيد المحبين”الفالانتاين” .. وظهر علينا سعيد الحظ!
قلت في نفسي ، ما هذا الرجل الهرم؟ لماذا أتوا برجل سبعيني، ليقوم بالدور المنتظر؟ وعبّرت عن هذا لزوجتي وقلت لها: هل يمكن لامرأة أن تقع بغرام شخص بهذا السن؟ وتتراجع عن قرار باعتزال الغرام ؟ وفاجأتني بالإجابة النارية…
ولمَ لا؟ هذا الكليب هو أكثر كليب واقعي يحمل رسالة رائعة،
وهي ؟
وهي أن الحب والغرام ليس فقط لعمر محدد ولسنّ محسوب، كل إنسان مهما بلغ من عمره، يحب ويعشق ويُحب ويُعشق ، لماذا يجب أن نتجاهل أن المشاعر والعواطف لا حدود لها، ولا عمر لها .. فالحب، موجود طالما القلب ينبض، لا تحسبوه بالشهور ولا السنوات، وانزعوا من بالكم أن للحب مدة صلاحية، وتاريخ انتهاء صلاحية … قل عن لساني لماجدة الرومي، أنها أجمل وأنبل وأحلى فنانة، قدمت للإنسان أجمل رسالة بهذا الكليب …
أنا الذي نادراً ما أقتنع بالأفكار الغريبة، وجدتني مقتنعاً ومتحمّساً ومؤيداً …
عاشت ماجدة الرومي، وعاش الممثل الإيطالي الذي لم يعجبني أولاً، وعاش المخرج والملحن والموزع وكل المشاهدين والمستمعين ..
وعاشت زوجتي، التي تحمّست للمحبين الذين بلغوا من العمر عتيّا …
بصراحة، وبكل بساطة وسلاسة وهدوء واقتناع …
أنا انغرمت !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى