إنتهت الحفلة … فلنتحدث عن وجهها الآخر !
كتب جمال فياض
قدّمت السيدة الرائعة ماجدة الرومي حفلها الغنائي الكبير، في الليلة الأولى من ليالي مهرجان جرش في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي ليلة افتتاح المهرجان، حضر جمهور هائل، وغنّت السيدة أجمل أغانيها، وبالطبع كلّنا سمعنا عن حالة الإعياء التي أصابتها وهي على المسرح، وكيف استراحت قليلاً، لتعود بعدها وتكمل حفلها الكبير، وأمام جمهور لم ييأس من “الوقفة الإضطرارية”، فانتظر بقلق ولم يغادر حتى عادت إليه وتابعت الحفل، وتابعها محبّوها بسعادة …
وانتهى الأمر بحمد الله وشكره على خير وسلام.
هنا، ينتهي الكلام عن ليلة جرش، ونفتح صفحة أخرى، أراها مكمّلة للحفل، بل هي صفحة من ضوء مشرق، لا يجب أن نعتبره أمراً هامشياً عابراً.
هي زيارة قامت بها السيدة اللبنانية ذات الوجه المليء بالتفاؤل والطاقة الإيجابية. هي زيارة طويلة، غلّفتها البهجة لمركز الحسين للسرطان.
هناك استقبلتها الأميرة غيدا بنت طلال رئيسة المركز وراعيته، وجالت بها على غرف وأجنحة يرقد فيها أطفال بعمر الزهور، يعانون الأمرّين ليتعالجوا من المرض الخبيث الذي أصاب براءتهم بخطر. هذه الزيارة تكاد تتفوّق بأهميتها عن نجاح الحفل الكبير في جرش. فالسيدة ماجدة الرومي مصابة بمتلازمة الإنسانية الزائدة. هي التي لا تحتمل رؤية محتاج أو حزين، إلا وسارعت لتقديم محبتها ومساعدتها، وبصمت لا يعلم به إلا الله، ومن يحيطون بها. لقد نجحت الماجدة في تزيين زيارتها للأردن الحبيب، بلفتة إنسانية، تمتعها وتسعدها شخصياً. وفي مركز الحسين، رسمت بسمة فرح على وجوه بريئة تتعذّب طويلاً لتتعافى وتعود الى بهجة حياتها. لم تتصنّع ماجدة الرومي محبتها، ولا ابتسمت للصورة، بل بمشاعرها الدافئة قدّمت حنّيتها وضحكتها وبلسمت بكلمات حبها بعضاً من ألم، لا بد وبإيمان كبير أن تخرج منه هذه الوجوه البريئة سالمة معافاة.
أعرف جيداً أن ماجدة تقول في سرّها كلماتها التي تكرّرها دائماً، فليسقط كل مجد وكل نجاح وكل شهرة وكل مال، أمام وجع طفل بريء، ولأجل ابتسامة طفل سعيد.
هكذا أعرفها، وهكذا نعرفها، وهكذا هي … تردّد دائماً ، لا أريد شيئاً من هذا العالم سوى السلام لكل الناس، لكل الناس في كل مكان…