اخبار الفنكتب جمال فيَاض

إنه راغب … على أعلى قمة، يختتم نجم القمّة … قمّة الحفلات !

كتب جمال فيّاض

في فاريا،بل من على أعلى قمة في فاريا، حيث يعانق الجبل الغيوم،ثم تمرّ الغيوم من تحت إبط الجبل، وقف نجم النجوم،راغب علامه مرة بعد آلاف المرات،ليختتم حفلاته الصيفية لهذا العام بعد عشرات الأعوام وهو القمّة المتربّع على القمّة !
لم يعد في اللغة تعبير جديد ولا فيها مستجد يمكن به كتابة سطر واحد عن الذي يفعله راغب بالجمهور منذ إطلالته على مسرحه،حتى استدارة “تصبحوا على خير”.
رغم كل هذا التكرار سأحاول أن أصف لكم مرة أخرى بعد مرات ومرات، ما الذي فعله هذا النجم البطل الإستثنائي…
يطلّ راغب علامه، كما كل المطربين النجوم، مع موسيقى صاخبة وفرقة موسيقية محترفة وممتازة ومميزة بقيادة المايسترو حسن علامه. يستقبله جمهور الساهرين بشوق وتصفيق وحب،كما كلّ المطربين..
يغني أغنيته الأولى، وهي عادة تكون أبرز أغنياته الناجحة والإيقاعية،كما كل اامطربين… ينتهي من الأغنية الأولى،وينطلق الى أغنية ثانية .. كما كل المطربين!
لكنه في الأغنية الثالثة،لا يعود أبداً كما كل المطربين، بل لا يعود أبداً كما كل حفلاته السابقة،بعد الربع ساعة الأولى،سنجد نجماً ولا كل النجوم،سنكتشف مطرباً ولا كل المطربين، سينتفض راغب على نفسه وينسف كل ماضيه ليخترع لنا حاضراً جديداً ليس كما نتوقع. في كل حفلة يصبح راغب جديداً، ونصاب نحن الجمهور بمتلازمة “راغب علامه” تعرفون ما هي خصوصية هذه المتلازمة؟ إنها “هذه أجمل حفلات راغب علامه” في كل مرة ومنذ حوالي نصف قرن من النجاح المبروك والمتصاعد، ونحن نخرج فنقول لبعضنا البعض “هذه أجمل حفلات راغب علامه”.. إنها متلازمة لا شك فيها.
في قرطاج كما في جرش كما في الموازين كما في موسم الرياض كما في الإمارات كما في الساحل الشمالي كما في دور الأوبرا كما في الأفراح، كما في كل مكان من هذا العالم، وفي كل حفل سواء حفلات الألف شخص أو مهرجان الخمسين ألف … هو، هو راغب علامه الذي ينثر علينا سحراً ورذاذ حب وإعجاب لا نعرف من أين يأتي به، لكنه حقيقة دامغة مثبتة، راغب علامه بيده مفتاح سحر يسحر فيه الحاضرين رجالاً ونساءً شيباً وشباباً كباراً وصغاراً … كل من حضر مسّه السحر والسرور ، فيخرج بمتلازمة راغب علامه، “هذه أجمل حفلة لراغب علامه”…
هل أحكي لكم أكثر؟ والحديث لا يُملّ ،
راغب لديه رصيد من الأغاني يمكّنه من الوقوف على المسرح لساعات طويلة، وكل أغنية لها عنده حكاية،وعند الجمهور رواية… راغب سخيّ جداً بالغناء،فلا يترك للموسيقى أن تأخذ أكثر من حقها، ولا أكثر منه في الغناء، فهو يغنّي ويتنقّل على مسرحه، يُتعب الجمهور ولا يتعب، ولا يملّ من تحية الذين وقفوا عند حواف مسرحه يغنون له!
نعم، يغنون له… جمهور راغب يغني له، لا يغني عنه. فالناظر الى الوجوه الواقفة عند حافة المسرح،تغني مع مطربها، سيراها تنطر إليه وتغنّي له، ولا تغني معه. هناك حالة عشق واضحة فيها سرّ متى اكتشفناه، سقط سحره وتأثيره. فليبقَ لراغب وجمهور هذا السرّ الكبير المختبيء تحت أجنحة الحب الكبير، والذي أظنه الأول والأخير !
لو كتبت كل الكلام لما توقفت الحروف ولا مداد الكلام… هي بالإختصار المفيد، حفلة قمّة، لمطرب في القمّة، على أعلى قمّة في لبنان… ونحن كنا في قمّة الفرح والسعادة والإنسجام ، وهنا خلص الكلام!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى