اخبار الفن

الجدل يشتعل في “المشهد تاغ”: غياب محمد سامي ضروري .. ونادين نجيم “أم كلثوم الدراما”!

حسن شرف الدين

 

في حلقة ساد فيها الاختلاف الفني، ضمن موسم درامي مشتعل، دار نقاش حاد بين الناقدين د. جمال فياض وعبد الكريم واكريم، إذ لاقت حلقة جديدة من برنامج “المشهد تاغ” هجومًا على واقع الدراما المصرية التي تتجه نحو العنف.

وقال فياض: “أشعر بغضب شديد تجاه الوضع الذي وصلت إليه الدراما، من حيث التعامل مع النصوص وتركيب الشخصيات وتصويرها بشكل سيئ جدًا، وخصوصًا في مصر، لأنها تعكس صورة سلبية للغاية عن الشارع المصري. في الوقت نفسه، هناك أعمال محترمة لم تحقّق مشاهدات مثل هذه الأعمال التي تكرّس الفوضى. من الضروري جدًا التوقف عند هذا الأمر، لأن الحرية لها حدود، ومجتمعاتنا بحاجة إلى رقابة دائمة. فالتصوير العنيف في الدراما المصرية لم يعد مقبولًا، لا محليًا ولا عربيًا”.

وأضاف: “العنف اللفظي الذي نشهده في المسلسلات المصرية، والتي كنت أحد أنصارها سابقًا، وصل إلى مستوى لم يعد أحد يتحدث به في الواقع. المخرج يتحمل المسؤولية أولًا، وقد علمت أن محمد سامي هو من كان يصرّ على هذه المشاهد في أعماله”.

واعتبر أنه “على الرغم من كل سيئاته، كان صفوت الشريف في عهد الرئيس حسني مبارك أحد الذين يضعون ضوابط لهذا النوع من الدراما. أما اليوم، فالدراما المصرية في حالة فلتان. أين مسلسلات الأسرة؟ هل هناك خطة مبرمجة لتصوير الشارع المصري بهذه الطريقة؟”.

من جانبه، قال عبد الكريم واكريم: “الدراما المغربية مختلفة عن المصرية. في المغرب، هناك تطور على مستوى الإنتاج، إلا أن القيمة الفنية شبه غائبة. بعض المسلسلات بدأت تسير على خطى أعمال محمد سامي، وهناك حاجة إلى تدخل سياسيين لتغيير وضع الدراما في العالم العربي”.

وعن الدراما السورية وتعيين مروان حسين رئيسًا للجنة الدراما، أشار إلى أن “الدراما السورية تزخر بأسماء كبيرة قادرة على إدارة هذا المنصب، لكن النظام الجديد في سوريا يفضّل أسماء بعينها حتى لو لم تكن معروفة. الشخص المعيَّن ليست له أي علاقة بعالم الفن، وهذا التعيين في غير محلّه”.

بدوره، قال فياض: “الرقابة السورية مختلفة عن المصرية، فالدراما السورية تخضع لرقابة المحطات الخليجية، التي تعدّ المموّل الأول لهذه الأعمال. إن لم تلبِّ شروطها، ستخسر، ما يجعلها مضطرة للبيع لهذه المحطات، لأن سوقها عربي وليس محليًا كالمصرية. هذه المحطات تضع شروطًا فنية واجتماعية إيجابية إلى حدّ ما، لذا ليست بحاجة إلى رقابة إضافية، لأنها تراعي المحتوى الذي تقدّمه”.

أما عن الموضوع الأبرز اليوم، والذي فاجأ العالم العربي، وهو اعتزال المخرج الأهم والأشهر في مصر خلال السنوات الماضية، محمد سامي، قال فياض: “اعتزاله مفاجئ لكنه ضروري. هو مخرج موهوب ويعرف ما يريده الجمهور، حتى لو بالغ في بعض الأحيان. لكن هذه الاستراحة التي قرر اتخاذها مهمة، لأنه قدّم تقريبًا كل شيء بما يملكه. ربما يكون ذلك لدراسة الإخراج السينمائي في هوليوود أو للتحضير لانطلاقة سينمائية جديدة. لكن علينا ألا ننسى أن أغلب أعماله تدور حول شخصية مظلومة من إخوتها، أي أنه يكرر نفسه. لذا، هذا القرار ذكي، وسيترك فراغًا في الدراما، وستظهر آثاره لاحقًا”.

من جهته، اعتبر عبد الكريم أن “المخرج الحقيقي لا يحتاج إلى راحة”، وقال: “المخرج الحقيقي يجب أن يكون متمكنًا من أدواته، ولديه رؤية فنية واجتماعية. هناك مخرجون يقتصر دورهم على التنفيذ، ولا يعطون أهمية لرسالة العمل، بل يركزون فقط على الانتشار. الجمهور قد يملّ من هذه الأعمال. صحيح أن محمد سامي حظي بجماهيرية كبيرة، لكن هل ستدوم؟”.

ولفت إلى أن “من لا يطوّر معلوماته وقدراته في مجاله سيخسر. جميع أطراف العمل الدرامي بحاجة إلى تطوير مستمر”.

وبالعودة إلى الدراما المغربية، أشار إلى أن “الدراما المغربية لم تصل إلى المستوى المطلوب كما هو الحال في مصر أو سوريا، والسبب الأساسي يكمن في السيناريو، إذ لم تتجه نحو التطوير كما فعلت الدراما العربية في مجالات أخرى”.

أما عن خروج نادين نجيم من السباق الرمضاني، فكشف جمال فياض أنها حاليًا في مرحلة تصوير عمل جديد.

وقال: “غيابها عن السباق الرمضاني نوع من التميّز، لأن الفنان عندما يصل إلى مستوى معين من النجاح يصبح قادرًا على تقديم عمله بمفرده، ولا يحتاج إلى من يشاركه، كما كانت تفعل أم كلثوم. نادين اعتبرت نفسها أم كلثوم الدراما، فانسحبت وتركت الساحة لمن فيها”.

وأضاف: “العديد من الممثلين تركوا فراغًا بغيابهم هذا العام، أبرزهم يحيى الفخراني، الذي كان يجب أن يكون حاضرًا، لأن المشاهد ينتظره. حتى نبيلة عبيد كان بإمكانها تقديم قصة جميلة. ماجدة الرومي، على سبيل المثال، سألتها إن كانت ترغب في التمثيل، فأجابت بأنها تودّ تقديم قصة الكاتبة والأديبة مي زيادة”.

وعن الغائبين عن الساحة الفنية المغربية، قال عبد الكريم: “غياب النجم الكبير محمد مفتاح أمر مستغرب، فهو اسم مرغوب إنتاجيًا”.

لمشاهدة الحلقة الكاملة من “المشهد تاغ” :

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى