اخبار الفنكتب جمال فيَاض

بين منى أبو حمزه ومحمد قيس … ما بعد الدراما


كتب جمال فيّاض

قد تكون المرّة الأولى، التي تقوم بها محطة تلفزيونية بتصوير سهرات حوارية وغنائية ترتبط مباشرة بما عرضته من أعمال درامية خلال شهر رمضان. فبعدما عرضت شاشة “أم تي في” اللبنانية مسلسلات حققت نتائج ونسب مشاهدة ممتازة، أطلّ المذيع محمد قيس (قدّم برنامجه اليومي خلال شهر رمضان –إنت قدّا – ) واستضاف في سهرة خاصة النجمة نادين نسيب نجيم (بطلة مسلسل خمسة ونص)، والفنان الشامل مروان خوري (كتب ولحّن وغنّى تتر مسلسل إنتي مين) . ثم في اليوم التالي إستضافت المذيعة منى أبو حمزة (صاحبة البرنامج الشهير حديث البلد) الفنانة كارين رزق الله (كاتبة وبطلة مسلسل إنتي مين) والممثلين عمار شلق، نقولا دانيال، عايده صبرا ، جوليا قصّار، أنجو ريحان ، شربل زياده وأسعد رشدان، ثم المخرج إيلي حبيب. أبطال المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً.
في السهرة الأولى، كان الحوار بين محمد قيس ونادين نجيم هادئاً عقلانياً لا مشاكل فيه، ولا تحديات ولا عنتريات. ولا لطشات. بل على العكس، كانت نادين نجيم تتحدّث بتواضع المنتصرة، الفائزة، الواثقة التي لا تجد في الإطلالة الوحيدة خارج إطار ال”خمسة ونص”، أي سبب لتغضب من تعليق أو يفسد عليها فرحتها نقد. وذهبت الى أبعد من هذا، عندما أعلنت مصافحتها ودعوتها للسلام بين صديقتها اللدودة و(منافستها) في السباق الدرامي الرمضاني سيرين عبد النور. في الحوار “السهل” معها، لم تجد نادين حرجاً من الظهور بشعرها الذي توهّم البعض أنها قصّته في المسلسل بحقّ. كانت صريحة وواضحة، وإن كان واضحاً أن الأسئلة تمّ تحضيرها، بحيث لا تتفاجأ بأي سؤال محرج، أو يجعلها مضطرة للوقع بالإحراج. كانت نادين طبيعية وعادية، بسيطة بالشكل، باطنية بالمضمون. والأهم من كل هذا، كانت سعيدة جداً وواثقة جداً من أنها حصلت على المرتبة الأولى، رغم كل الكلام الذي وزّعته شركات الإحصاء وتبنته شركات الإنتاج، عن أن هذا المسلسل كان الأقوى، وذاك كان الأكثر متابعة. محمد قيس في حواره، قام بدور المحاور اللبق، الذي يرد أن يخرج من لقائه بصفر خسائر أو ملاحظات. فلا هو استفزّ ضيفته، ولا هو تفسلف بأسئلته. وكان واضحاً أن الإعداد كان ممتازاً، وكان المذيع بكل جهوزيته ليثبت أنه بات قادراً على الإنفراد ببرنامجه على الشاشة التي تصنع النجوم في لبنان. وبعد شهر من اللقاءات اليومية المباشرة، كان خلالها محمد قيس محاوراً جيداً، في السياسة كما في الدراما والموسيقى والغناء والصحافة النقدية، إختتم شهره بسهرة مزدوجة الضيوف. حيث عاد وانتقل الى مروان خوري، الفنان الشامل الذي يطلّ على شاشة “أم تي في” بعد كلام كثير عن خلافات بينه وبين إداراتها. مع مروان، وهو الفنان المتعدد المواهب، كان محمد قيس أكثر راحة، وعرف جيداً أن هذه السهرة ليست لانتزاع السكوبات من ضيفيه. واكتفى بأن قدّم مروان خوري المطرب الممتاز، والملحن الرائع، والشاعر الغنائي المميّز، ثم المذيع المثقّف فنّياً. لقد كانت إطلالة مروان خوري هنا، كما كان يريدها ويتمناها. سهرة يغنّي فيها ويطرب، ويتحدث فيها ويستفيض بثقافته وحديثه الحلو. وبأناقة المذيع المحترف، خرج محمد قيس رابحاً وأنجز مهمته على أكمل وجه.

منى أبو حمزه بدورها، عندما حاورت أسرة مسلسل “إنتي مين”، كانت محاورة بمنتهى الشياكة، والثقافة والدراية. مطّلعة على تفاصيل ضيوفها، حتى أدقّ تفاصيل حياتهم الفنية ومشوارهم الفني الطويل. خرجت منى من الرتابة في هذه السهرة الحوارية. وحوّلتها الى جلسة عائلية ممتازة. وكشفت شخصيات أبطال المسلسل الجميلة، بعيداً من التمثيل وتقمّص الشخصيات. وكانت عملية إستعادة بعض المشاهد والحوارات شكل من أشكال الإشارة بعين التوجيه لما جاء في هذا المسلسل من رسائل، لم تغب عن المشاهد النبيه. لم تكن سهرة “إنتي مين –القمرّ عنّا” أقلّ من سهرة محمد قيس مع نادين ومروان.
وإذا كان محمد قيس قد أضاف دعماً شديداً لتأكيد كفاءته كمذيع يمكن أن تكون له مساحته في برنامج حواري، فقد أكّدت منى أبو حمزه أنها حاجة وضرورة لتكون في مكانها على الشاشة، بشكل دائم، لا متقطع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى