تكريم المنتج السينمائي صادق أنور الصباح في النبطية برعاية وزير الإعلام
رعى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري الاحتفال الذي نظمه مركز كامل يوسف جابر الثقافي والاجتماعي في النبطية وجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية لتكريم مالك ”شركة سيدرز آرت برودكشن – صبّاح أخوان“ المنتج السينمائي الاستاذ صادق أنور الصباح .
وحضر الاحتفال الحاشد الى الوزير المكاري، وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان، النواب هاني قبيسي، ميشال موسى، نزيه البزري، علي عسيران ، النائب السابق ياسين جابر، محافظ النبطية بالتكليف الدكتور حسن فقيه، المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ممثلان عن النائبين محمد رعد وناصر جابر، علي قانصو . ومحمد حجازي .رئيس مكتب شؤون الجنسية والجوازات والاجانب في الامن العام العميد فوزي شمعون، رئيس رابطة ال الزين سعد الزين، رئيس جمعية المقاصد الاسلامية في النبطية المهندس حسن شاهين، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية العميد الركن علي اسماعيل، رئيس جمعية تجار محافظة النبطية محمد ملي .رئيس اللجنة التنظيمية لجمعية تجار النبطية والجوار محمد جابر، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية. اعلامية وفنانين وعائلة المكرم.
بعد النشيدالوطني افتتاحا، وكلمة ترحيب من الاعلامي جمال فياض، جرى عرض فيلم وثائقي عن ” عائلة صادق انور الصباح ومدينة النبطية” ، ثم ألقت رئيسة جمعية “تقدم المرأة” في النبطية زهرة صادق كلمة قالتها فيها: بين عهود الوفاء التي تتميز بها النبطية من خلال أبنائها الميامين تأتي الأصالة اليوم لتكرم الأصالة في أبنائها وفي طليعتهم صادق أنور الصباح السائر على خطى الإبداع والوفاء المتوارثين بعدما طورهما ومنحمهما كل إلهامه وذكائه وسيرته الحسنة لتصبح شريكته شركة الصباح في طليعة الشركات العربية والعالمية بعدما منحب بنجاح قل نظيره للفن في لبنان نكهة متطورة ألصقته بالعالم المحيط في الشراكة الفنية العربية وأعطته سمة الشمولية ليكون فنا ناجحا من إدارة حكيمة وجدية، فبأمثالكم نفتخر يا إستاذ صادق الصباح أنتم الذين تبيضون وجه الوطن، ما ينم عن وفائكم له وعن حرفية عالية وعن جدية يحتاجها لبنان في مختلف مجالات حياة أبنائه ليخرج مما هو فيه، والوفاء فيكم وبكم يجعلكم لا تنسون أهلكم وبئتكم الإجتماعية والثقافية والتربوية فنراكم تسارعون الى دعم المدارس والمؤسسات الرعائية وغيرها لكي تبقى النبطية معطاءة رائدة بشيم التطور الحضاري والتقدم المعرفي.
وألقى الدكتور عباس وهبي رئيس لجنة الصبّاح الوطنية “لجنة تكريم العالم حسن كامل الصبّاح ” كلمة بإسم لجنة حسن كامل الصباح الوطنية فقال:
أيها النسرُ الصادقُ الصبّاحيُّ المرفرفُ إنّنا إن كرّمناك أم لم نُكرمْك فإنّ الزمن يُكرّمك والأعالي تأنسُ بك و تزدادُ شموخاً ، و إنّ تكريمَك لهو تكريمٌ لوطنٍ بأكمله … ولكم يسرّني باسمِ لجنةِ الصبّاح الوطنية أن أكون اليومَ مشاركاً في هذا الصرحِ العريقِ في حفلِ تكريمِ صاحبِ الفيضِ الدافقِ بذلاً و سموّاً، و برعايةٍ ساميةٍ من معالي المهندس زياد المكاري و بمبادرةٍ طيّبةٍ من الأفاضل … و يتساءلُ العبقريُّ حسن كامل الصبّاح :” ألم تسمعْ بكثيرٍ من كواكبِ السينما و كبارِ المتمولين الذين لم يسمحوا لمقاصدِهم في الحياة أن تنموَ النموَّ اللازم ، بل صرفوا كلَّ قواهمُ الحيويةَ للتوصّل إلى الرغائب الأوليّة ، فلما توصلوا إليها وجدوا أن لا رغائبَ غيرَها لديهم ، وأنْ لا قيمةَ لهم في نظرِ أنفسهم فأسلموا الروحَ أو أسلموا العقلَ وانصرفوا إمّا الى المخدّرات و إمّا إلى الموت ؟؟”. و كأني بصادقِ الصبّاحِ يسيرُ ليس على خُطى أبيهِ فحسبُ بل و على خُطى ابنِ عمه العالمِ المخترعِ مُتّعظاً لا تغرُّه رغائبٌ ، و لا تميدُ به مفاسدٌ محقّقاً الأهدافَ الاجتماعيةَ والمهنيةَ السامية ، ومُحقّقاً النجاحَ تلو النجاحِ في عالمِ صناعةِ الفنّ الدرامي الهادف للاصلاح الاجتماعي ، و مستخدماً التقْنيةَ الرقمية و التقْنياتِ الحديثةَ كلّها من أجل تحقيقِ الأهداف الوظيفيةِ والجمالية من الصورةِ السينمائيةِ التلفزيونية، وأيضاً لطالما كان داعماً لتمكينِ المرأةِ في المجتمعاتِ العربيّةِ. وكلما حقّق الصادقُ الصبّاحُ هدفاً شعر بالسعادةِ والسموِّ مُصرّاً على الابداعِ والتألقِ ، و لو بلغَ السيلُ الزبى ! لقد ترعرعَ في البيتِ السياسيِّ العريق أباً عن جد انطلاقاً من جدّه المختار حسين الصباح مروراً بجدّهِ علي حسين الصبّاح رجلِ الديناميةِ السياسيةِ الذي كان رئيساً لبلدية النبطية بين عامي 1926ألفٍ وتسعمائةٍ و ستٍّ وعشرين -1931 وألفٍ وتسعمائةٍ وواحدٍ وثلاثين ، و جدِّه نجيب نصار الذي كان من رواد الاغتراب إلى أفريقيا و اليابان ، وصولاً لمعالي الاستاذ أنور الصباح أطال الله عمرَه صاحبِ التاريخِ السياسي المشرف، والذي نُطلقُ له أحلى التحايا العطرةَ المُفعمةَ بالمحبّةِ والتقديرِ والوفاء والإكبار . و كلّ إنجازات أ. صادق قد تحقّقت جنباً إلى جنب مع أخيه الفاضل الأستاذ علي الصباح . و هكذا نشأ هذا الفارسُ الرافلُ بالتواضع ،المؤمنُ بالدينِ و مكارمِ الأخلاق ، الصائمُ العابدُ الخاشعُ في صلاتهِ محاكياً نورَ الفجرِ كي يحملَ المحبة والهداية لكل المحبين والأتقياء .. لقد قال رسول الله ص” عن حاتم الطائي :” “إنّ أباكَ طلبَ شيئاً فأصابَه” أي الشهرةَ والذِكر “، و هذا ما ينسحبُ عليكَ يا صاحبَ السخاء ، الذي يعشقُ السرُّ كرمَهُ و لن أفضحَ السرّ .. ومنذُ نعومةِ أظفارنا عرفتكَ ودوداً وديعاً وارفَ الرقّة ، يشعّ الذكاءُ من عينيك ، مُتّسماً بالجدّ حيث كان يطيبُ لقاؤنا في العطلة الأسبوعية في حيِّ الميدان في النبطية…فيا أخي الحبيب هنيئاً لك هذا التكريمَ بين أهلِك و خلّانك والشكرُ كلُّ الشكرِ لراعي الحفلِ و لأصحابِ هذه المبادرةِ الطيبةِ المُفعمةِ بالإخلاص والوفاء.
ثم ألقى رئيس نادي الشقيف المحامي سمير فياض كلمة نقل فيها اجمل تحيات واطيب تبريكات وامنيات الهيئة الادارية في جميعة نادي الشقيف في هذا اليوم التكريمي الرائع احتفاء بالصديق العزيز الاستاذ صادق انور الصباح بما يمثل من انموذج متألق للطموح والنجاح المتجلي للشباب النبطاني الجنوبي اللبناني ، في ظل الواقع الراهن المأساوي الذي يلقي بظلاله السوداء المتلبدة على البلاد والعباد، وانعكاساته الانهيارية على مجمل الاصعدة لا سيما الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقطاعات الانتاجية عموما.
وقال: في ظل هذه الاوضاع الاستثنائية الصعبة لم يتوان الاستاذ صادق عن التحدي ومتابعة الاستمرار في مغامرة الاستثمار في الانتاج الفني التلفزيوني والسينمائي، مدفوعا بإيمان وجرأة وتحد كواحد من الإقتصاديين المقتحمين الميدان بتفان ونجاح مثالي سعيا الى الأجمل، والأكمل متشبثا في البقاء هنا من غير ان تراوده يوما فكرة الهجرة او المغادرة.
وقال: صادق أنور الصباح إسم مجلل بالتضحية والإقدام تحبه تلال الجبل الجنوب العاملي الذي يشمخ إباء واعتزاز بصمود أهله وتضحياتهم وتحديهم لكل صعب ومستحيل فهنئيا لما تستحقه من تكريم وفخار لشخصك الكريم ولشريكتك المظفرة ولعائلتك العريقة المشهود لها بالمكانة العلمية والوطنية الأصيلة.
وفي كلمة لرئيس جمعية المقاصد الاسلامية في النبطية المهندس حسن شاهين استهلها بالترحيب بمعالي وزير الاعلام الاستاذ زياد المكاري القادم الينا من شمال الوطن ليحط الرحال في شمال القلب الذي يوصله الى قلب الجنوب ، هذا الجنوب الذي ألغي كل الأتجاهات وأصبح قبـلة الوطن يفتح ذراعيه لكم من قلب مدينة النبطية، التي علمتنا فـك الحرف في كتاب الوطن، وأشرقت منها بواكير العلم من قناديل جمعية المقاصد وشبابيكها ، وأبوابها المشرعةللمعرفة منذ ما يزيد على المئة وثلاثون عاما”، المقاصد، التي أصبحت المقصد والهدف ، حملت الجمر بأيديهـا ليضيئ الدرب ويبدد الجهل ويشرع الأبواب للنـور والثقافة…
وقال: أختار الكلام الصادر من القلب عن العزيز صادق، خصوصا” عندما يكون شهادة حق تقال عنه أمام اناس أصولهم من ذهب ، وهو من النخبة المضئية في حنايا الفؤاد والتي يشهد لهم البعيد قبل القريب، فالحديث عن الصديق صادق الصباح لا يدع مجالا”
لشهرزاد أن تصمت….كيف لا وهو الصديق الأقرب والأحب لي، انه الرجل المعطاء، الذي يزرع الخير في حدائق بلادي ليزهر ورودا” غناء ، تعطي يمينـه ما تجهلـه شمـالـه، هو قصة نجـاح ، ورجل الأعمال على مستوى الوطن العربي ، المنذور لعمل الخير وصاحب الأيادي البيضاء الذي تعرفه الناس وتلجأ اليه .
وقال: له منّـا آيات الشكر والتقدير وستسجل جمعية المقاصد وهو من أركانها، وسواها له بأحرف من ذهب ما جادت به يمينه حتى تستمر كما أراد لها من أنشأها من أجدادنا، وكما شاء لها كل من شرب من معينها وكما نشاء لها نحن، نحن من نكمـل الدرب ونحمل رايتها عاليـا” حتى تبقى المقاصد مقصدا” ومحجا” ومحرابا” للعلم والمعرفة
وختم: أطال الله، أحيي صادق الصباح ووالـده معالي الأستاذ أنور الصباح اطال الله عمره، وهي أسماء لن تنسى على مستوى الوطن
وفي ذاكرة النبطية ووجدانها وتاريخها المعاصر، بـهـم نفتخر ونعتـز
والقى النائب السابق ياسين جابر كلمة قال فيها : باسم مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي في النبطية ، ارحب بكم في رحاب هذا المركز الذي عاد مؤخرا لمزاولة نشاطاته بعد انقطاع قسري فرضته الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وبسبب جائحة كورونا التي أغلقت الكون بأجمعه في سابقة لم يشهدها العالم منذ ماية عام ، وقد أحببنا ان تكون العودة مناسبة نباطنية بامتياز من خلال تكريم أحد أبناء هذه المدينة المميزين وبشراكة مع أحد أعرق الجمعيات في هذه المدينة ” جمعية المقاصد ” والتي يتوسع نشاطها اليوم وتعيش نهضة مميزة بقيادة رئيسها الأستاذ حسن شاهين ورفاقه من الشخصيات المميزة أعضاء مجلس الأمناء ، كما اردنا ان يكون التكريم جامعا بمشاركة أعرق الجمعيات في النبطية .
وأضاف النائب جابر منذ حوالي السنة تلقيت دعوة من دولة رئيس مجلس الوزراء الصديق السيد نجيب ميقاتي لحضور احتفال في السرايا الحكومي في بيروت لتكريم السيد صادق الصباح وقد كان احتفالا مميزا ومع نهاية الاحتفال كنت قد قررت انه من الضروري ان نبادر في النبطية الى تكريم أبناء هذه المدينة من المميزين في مجالات عملهم ولتكن البداية مع الأستاذ صادق الصباح الذي يلمع اسمه واسم شركته صباح اخوان ليس في لبنان فقط بل على مستوى العالم العربي ، كانت بداية معرفتي عن قرب بالاستاذ صادق في عام 1996 عندما كنا في بداية تأسيس محطة ” ال ان بي ان “، وكنت رئيسا لمجلس الإدارة في حينه وقد شارك معنا الأستاذ صادق في عدة اجتماعات وكان دائما جاهزا للدعم والمساعدة من خلال شركة صباح اخوان التي تملك مكتبة ضخمة من الأفلام والمسلسلات ، وصباح اخوان ما زالت حتى اليوم تدعم هذه المحطة ببعض البرامج .
وأضاف جابر في تلك الفترة بدأ البث الفضائي للمحطات العربية وبوشر بانشاء محطات فضائية في مختلف الدول العربية ، ومن الطبيعي ان هذه المحطات تحتاج الى برامج والى مسلسلات لتعبئة الهواء ، وقد كان الأستاذ صادق من الرواد الذين وجدوا الفرصة مناسبة لتوسيع أعمال شركة صباح اخوان والدخول في مجال انتاج المسلسلات وقاد بنجاح عملية التوسيع هذه وأصبحت هذه الشركة ” شركة صباح اخوان ” من اهم شركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في العالم العربي .
وقال جابر هذا وقد يسأل البعض لماذا التكريم ، فهذا عمل خاص يحقق أرباحا لصاحبه والجواب هو اننا نكرم صادق صباح كرمز اقتصادي ناجح لان ما قام ويقوم به هو ما يحتاجه الاقتصاد اللبناني ونحن بحاجة الى كثيرين من أمثاله وفي مختلف المجالات لنبني اقتصادا لبنانيا مزدهرا ، الانسان العادي يشاهد على الشاشة مسلسلا فيه بعض الممثلين ، هذا هو الظاهر للعين ولكن هل نعلم فعلا الحجم الحقيقي للعاملين خلف الستار لخلق هذا العمل الناجح على الشاشة من المؤلف الى المخرج الى كاتب السيناريو الى المصور الى اختصاصي الانارة والصوت والماكياج والمؤثرات الخاصة الى مصممي الديكور الى النجارين والحدادين الذين ينفذون الديكور ألخ ، والسائقين وغيرهم كثيرون ، هذه الصناعة السينمائية تخلق مئات الوظائف وفرص العمل وتساهم في تحسين الدورة الاقتصادية ، إضافة الى ذلك ان الاعمال الفنية تصدر الى الخارج الى مختلف محطات التلفزيونات العربية ومعنى ذلك انها تأتي بالعملة الصعبة الى لبنان في وقت نحن أحوج ما نكون اليها .
وتابع “أضف الى ذلك ان هذا الإنتاج الفني وضع لبنان في مقدمة الدول المنتجة للاعمال الفنية ، وهذا دور كان يحلم به كثيرون منذ عقود ، واذكر ان المرحوم يوسف بيدس رئيس مجلس إدارة بنك انترا والذي كان صاحب رؤيا اقتصادية ومالية ، قام في الستينات ببناء استوديو بعلبك للإنتاج السينمائي ايمانا منه بأن لبنان يجب ان يكون رائدا في هذا المجال ، وقد حققت شركة صباح اخوان هذا الطموح وجعلت من لبنان اليوم مركزا للإنتاج الفني برغم كل الصعوبات التي واجهتها
وقال جابر كلمة حق تقال لم يكن سهلا على صادق صباح ان يبقى لبنان مركزا لاعماله فقد تعرض لاغراءات كبيرة وضغوطات اكبر لاجل ان ينقل مركز اعماله الى خارج لبنان وقد قاوم كل هذه الاغراءات والضغوطات واصر وكافح لان يبقى في لبنان برغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهته وهذا احد الأسباب الجوهرية لتكريمه فقراره هذا لم يكن سهلا ولكن ايمانه ببلده كان كبيرا ، نحن اليوم في عصر لم يعد فيه النجاح الاقتصادي مقتصرا على السلع ان كانت زراعية او صناعية ، بل في هذا العصر اصبح الإنتاج الفكري والابداع الفني والابتكار العلمي من اهم عناصر النجاح الاقتصادي ، اليوم اصبح حجم شركة” APPLE المالي يفوق3تريليون دولار أي ما يوازي الناتج المحلي لكثير من دول العالم وشركة Apple” قامت على ابتكار علمي لمؤسسها ستيف جوبز ، كما ان شركةNetflix
للإنتاج الفني تقدر اليوم بمليارات الدولارات
وختم جابر كلامه ان لبنان بحاجة ان يشجع الابداع والابتكار والانتقال باقتصاده الى مستويات أرقى ، هذا ما فعله صادق صباح في مجاله ، اضاء شمعة بدل ان يلعن الظلام ، ارتقى بشركة للإنتاج السينمائي أسستها عائلته منذ سبعين عاما الى مجال العالمية وجعل منها احدى أنجح الشركات العربية في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني ، ونحن بحاجة الى كثيرين من أمثال صادق صباح طبعا علينا ان نوفر لهم البيئة المناسبة على مستوى الدولة وهذا هو ما يجب ان نعمل لاجله في القادم من السنوات .
والقى راعي الاحتفال معالي وزير الاعلام المهندس زياد المكاري كلمة قال فيها:
نجتمع اليوم في النبطية في هذا الصرح الثقافي – مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي بدعوة كريمة من الوزير والنائب السابق الأستاذ ياسين جابر لنكرم كبيرا من لبنان استل من مدينته الاصيلة انفتاحا وعمقا وثباتا وتجذرا وشموخا ومن عائلته العريقة إنجازات ونجاحات وتجليات وابداعات وعطاءات .
وقال المكرم قامة وقيمة وقدوة ، طيب المعشر نقي القلب ونزيل القلوب ولم يدخر وسعا في خدمة لبنان على اتساعه ، والمكرم عابر للمناطق وعابر للطوائف وعابر للقلوب وقد عبر حدود لبنان الى العالم العربي ، ومنه الى الإنسانية ، وكلنا منه نعتبر ، فيه تجتمع الفضائل ويكرم التكريم بتكريمه ، وبما انه احد اعلام لبنان من حقه علينا ان نرفع اسمه علما على احد شوارع لبنان .
وأضاف الوزير المكاري قديما قالت العرب لكل امرىء من اسمه نصيب ، ولذلك هو اسم على مسمى ” صادق الصباح ، صادق الصادق وكلما تقلب قرص الشمس يبزغ منه صباح ، الرجل الذي ينثر عطر بخور الأرز أينما يحل ، يحمل شركته اسم الأرزCeaders art production ولذلك ” شلوح ارز الرب اجنحته الى العالم وبتحليقه في عالم الدراما أعاد للدراما اللبنانية القها وجعل منها صناعة ، الته لم تتوقف يوما عن الابداع ، وقد نجح في تأريخ ذاكرة جميلة عن لبنان الذي لا يريده الا جميلا .
وتابع الوزير المكاري الوطني حتى النخاع ، مؤمن بقدرات الانسان اللبناني حتى العظم ، لذلك تحدوه رغبة لتحويل لبنان الى مقر ومستقر للإنتاج الدرامي والسينمائي مع ما تعنيه عملية الاحياء من تحريك لعجلة الاقتصاد، ولذلك أصر في عز الازمة المالية على جذب اتحاد المنتجين العرب الى لبنان ، وقد بات له مقرا في بيروت بفضل جهوده – وتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاعلام لتعزيز وتسهيل الإنتاج الدرامي في لبنان على اعتبار ان الانفتاح اللبناني والغنى الثقافي والمهارات البشرية والقدرات التقنية والتنوع الجغرافي والاعتدال المناخي عوامل مريحة تساعد على تأمين حاضنة مريحة لكل أنواع الإنتاج .
وختم الوزير المكاري الصادق مكرما وعطر بخور اجنحة الأرز يفوح وكم جميل ان يكرم المرء في مسقط رأسه بين اهله وأصدقائه ومحبيه
ثم جرى عرض فيلم وثائقي عن صادق الصباح ، المنتج السينمائي الذي حمل اسم لبنان الى العالمية .
وختم الاحتفال بكلمة المحتفى به الاستاذ صادق الصباح فقال :
أيها الأصدقاء والأخوة والمحبين، من قلبي سلامٌ لكم جميعاً …
وسلامٌ حارّ من والدي أخوكم الحج أنور الصبّاح الذي علّمَنا المحبة والخير بلا قيود.
في البداية أشكركُم جميعا على كلماتِكُم الدافئة / الفرحة اليوم كبيرة في قلبي وممنون لحسنِ الإستقبال والكرمِ والوفاء.
ما أجملَها لحظة، وما أحلاهُ لقاء / هنا في النبطية، جوهرةُ المدنِ الجنوبية اللبنانية، وملعبُ الصَبا والجمال، والأملُ المنشود، وكلُها ما ضاعت ولا هانت .. كلُها ما زالت في الذاكرةِ والقلب، والعروقِ والدم ..
النبطيه، مدينةُ الشعرِ والعلمِ والإيمان والأديانِ المنفتحة على كل عقلٍ ، والمستنيرة بهدى الأنبياءِ بحبٍ وألفة وبلا تعصّب، نلتقي، ونستعيدُ للحظةٍ، ذكرياتَنا المشتركة، وأيامَنا الحلوة، وبراءةَ الطفولةِ والولدنات، التي حوّلنَاها كُنا الى بناءٍ ومشاريعِ نجاح، منّا من وصل، ومنّا من يحاول، وما بدّلنا تبديلاً، ولا إصراراً على أن نكونَ هنا أولاً وأخيراً …
أنا إبنُ هذا الوطن، وهذه المدينة، التي تعودُ بجذورِها الى بلادٍ بعيدة، حملَت من اسمِها الصفات، وانتسبَت إليهِم، فكنَا وما زِلنا وسنبقى عرباً، من قبائل نتشرفُ بها وبأصولِها… ولا نُنكِرُها أبداً. وكنا وما زِلنا نعملُ بأصلِنا وأصولِنا، فنساعدْ ونخدمْ ونقدّمْ ما قدّرَنا الله عليه، وبلا أهدافْ… هي فقط تربيتُنا الأُسرية والعائلية، تدفعَنا للوقوفِ الى جانبِ الصديقِ والقريبِ والجارْ، إذا ما احتاجَنا، كما يقفُ إلى جانبِنا إذا ما احتجناه… كيف لا، وأنا إبنُ بيتِ علي حسين الصبّاح والحجة رسمية نحلة، والحاج نجيب نصّار، أصحابَ الأيادي البيضاء، والتي تشهدُ لهم السماء وكلُ من عايَشَهم على الأرضْ؟
بتوصيةٍ من أجدادِنا وجدتي إم حسين والحج أنور الصبّاح، الذي خدمَ مجتمَعَهُ بالسياسة أيامَ كانت السياسَة تكليفْ لا تشريفْ، والذي أوصانا ألا ندخُلَها ولا نتعاطَاها، وأن نتحوّلَ الى الخدمةِ المباشرة، وهي الأسلمْ والأجدى، والأنفعْ للناس ، لأننا نؤمن، أن خيرَ الناسِ أنفعَهم للناس! …
ما معنى أن تأتي جماعةٌ كريمة لتكريمِ شخص؟ ومن هو هذا الشخص بدونِ مجتمعِه ومحيطِه؟ وكيف يكونُ النجاحْ لشخصٍ إذا لم يكن حولَه من يصنعْ معهُ نجاحاً ويجعلُ لعملَه قيمةْ… لا شيء في هذا الكون له قيمة، إذا لم يكن هناكَ من يقدّر قيمتَه.
لطالما أردنا أخي علي وأنا أن لا نظهر وقوفنا مع أهلِنا لأنه واجبُنا. ولولا إصرارِ الأصدقاءِ الأعزاءْ معالي الأستاذ ياسين جابر الرجل المثقفْ/ المعطاء/ والاستثنائي في خدمةِ الوطنْ وأهلِه بكلِ امانة/ والاستاذ حسن شاهين الشهمْ المحبْ لأهلِه وناسِه الذي يعطي الكثيرْ من وقتِه للمقاصدْ، لفضَّلنا أن لا تعلمَ يدُنا اليسرى بما تصنَعْه يدٌنا اليمنى.
لكنَّ شقيقي علي وانا أحسسَنا أن النيةْ كانت من بابِ إلقاءِ الضوءْ لأهلِنا وأصدقاءِنا وأقاربِنا النبطيين وخاصةً الذينَ هم في المهجرْ/ أن نكونَ عبرةً بسيطةً لهم لتشجيعهم للبقاء على تواصلٍ مع أهلِنا في هذه المدينةِ الأبيّةْ وقتَ الصعابْ. خصوصاً في هذه المرحلةِ الدقيقةْ التي نعيشُها، وواجبُنا عدم التخلي عن مجتمعِنا وبيئتِنا.
ولا أُخفي عليكم خلالَ حربِ تموز 2006 اتصلتْ بأحدِ الأصدقاء الأقاربْ الموجودْ بيننا اليوم طالباً بإصرار معرفةْ حاجاتِ أهلِنا الذين ما زالوا موجودين في النبطية/ وقد بدأ المشوارْ/ حيثُ ساهمنَا في تقديمِ مستلزماتٍ طبيةْ وحياتيةْ ضرورية. ومنذُ ذلكَ اليوم كرّتِ السُبحةْ / ومع تأزمِ الوضعِ الاقتصادي ساهمنَا في تقديمِ الأدويةِ والمستلزماتِ الطبيةْ والمساعدات الإجتماعيةْ والتعليميةْ من خلالِ جسرٍ امتدَ من الخارج الى النبطية . وعمِلنا بصمتٍ لكي تكون مساهماتِنا في المكانِ الصحيح. ورب العالمين ضاعفَ نعمَتَنا لكي نُكملَ هذا الواجبِ الانساني مع أهلِنا. لذلك أدعو الجميعْ وكما يقولُ الإمامُ علي سلام اللهِ عليه أن يساهِموا ولو بالقليلِ لأن الحرمانَ أقلّّ منه.
أُحيي ميرنا الصبّاح الشقيقة الاستثنائية التي كانت المحرِّك الاساسي في الكثيرِ من المساهماتِ في بلدةِ النبطية وفي كلِ لبنان.
كعائلة تعلَمنا أن نعملَ على بناءِ مجتمعَنا، بالتكاملِ والتكافلِ الإجتماعي، ولا أهدافَ سياسية لنا، رغمَ أننا عِشنا ونشأنا في بيتٍ سياسي، فلا نسعى لهذا العالمْ، الذي كان في زمنٍ سابقٍ ومع احترامي لحضراتِكُم أكثرَ نقاءً وأمانةْ منه اليوم.
نحنُ بحاجةْ لنهضةْ، لمزيدٍ من العملْ، لكن بشفافيةٍ وأمانة وإخلاص، أكثر بكثير مما نحن فيه اليوم، نحن بحاجة لاستعادةْ وجهَ بلدِنا الحقيقي بمّدنِه وقُراهْ وبيوتِه، وجهُ السلامْ والتضامنْ والتكافلْ، والتعايشْ، ونبذُ البغضْ والتعصّبْ، وما أدراكُم ما هي أثمانُ التعصّبِ التي دفعنَاها وما زلنا …
النبطيه، مدينةٌ الإنفتاحِ، لا العزلِ والأنعزالْ والأبوابِ المقفلةْ/
نبطيةُ الحاراتِ المنفتحةْ على بعضِها، والمتشاركةِ الأفراحِ والأحزانِ، والأعيادْ … بدونِ أيِ نظرةِ استبعادٍ أو استغرابْ،
نبطيةُ الجارِ للجارْ، الذي يحبُنا ونحِبٌه، ويسندُنا ونسندُه، فلا يرانا غرباءْ، ولا نراهُ غريباً …
انهَضوا بالنبطيه ، نبطيةِ الأنباطِ ، وشبابِها وناسِها، لتستعيدَ مجدَها العلميْ والثقافي والإنساني… مدينةُ العلماءِ والشهداءِ والادباءِ والشعراءِ والفنانينَ والمناضلينْ..
ما نعيشُه اليوم، مطبٌّ موجعٌ ومؤلمٌ ومحزنٌ، لكننَا لم ولن نستسلمَ له، ولن نترُكَه يفترِسُنا واحداً تلوَ الآخر، بل سنقاوِمَه كما قاوَمْنا دائماً، الشرِّ والأشرارْ، والمحتلَ والغاصبْ والمسيءْ … لن نتركَ الفجوةَ تكبُرْ بين الخيرِ وأهلَ الخيرْ، ليملأَهَا الشرُّ والتعصّبْ والإنغلاقْ…
ستكون للدولةْ والجيشِ اللبناني دورَهُما الأساسي في تنظيمِ وإدارةِ حياتِنا، وحمايةِ الوطنْ والمواطنْ … ولو بعد حين..
نريدُ من يمثلَ بلدَنا ويرعاه أن لا يكونَ مأموراً، بل حراً في خدمةِ الوطنْ، كلِ الوطنْ.
نحنُ في النبطيةِ، ولِدْنا وعِشْنا أحراراً، وتاريخُنا يشهدُ علينا، وقلعةُ شقيفْ أرنون تشهدُ على نضالِنا ورفضِنا لأي ذلٍّ أو خضوعْ… نحن نخضعُ فقط لربٍّ واحدٍ نؤمنُ به، ولا يمثِلْهُ في قلوبِنا إلا الضميرَ والإيمانَ بهِ وحدِه، لا شريكَ لهُ. مسلمينَ ومسيحيينْ ومن كل مذهبٍ وطائفةْ ..
في الفنِ / النبطيةْ هي الملهمةُ الأولى الشاهدةْ على بناءِ أولَ دور سينما في الجنوبْ والتي عرضْت عشراتِ الأفلامِ السينمائيةْ التي شكلْت مفترقٌاً أساسياً في السينما العربية. وقد ورِثنا في شركةِ الصبّاح، أصولَ الفنِ السابعْ وعمِلْنا بضميرْ لرفعِ إسمَ لبنانْ في كلِ العالمْ.
صدقوني، كل منا بإستطاعَتِهِ خدمةْ الوطنْ وأهلهِ بحسب مجالِه، وأستغلُ الفرصةَ لأشكرَ معالي وزير الصناعة الأستاذ جورج بوشكيان الذي ساندَنا في السنواتِ الأخيرةْ لكي تتحولَ الدراما المحلية إلى صناعةٍ وطنية تؤمّنُ دورةً اقتصاديةً كاملةْ للبلدْ. كما أدعو كل الأهلِ في النبطية للتوجهْ إلى الصناعاتِ المحليةْ التي أثبتَتْ أنهَا يُمكنْ أن تؤمّنَ إكتفاءاً ذاتياً للبلدْ. ويداً بيدْ يُمكِنْ أن نصنعَ المعجزات وننقذَ البلدْ ، بحثاً عن مستقبلٍ واعدٍ وآمنٍ لأولادِنا وأحفادِنا الذينَ “ربيانهن برموش العين” ليعيشوا بيننَا ومعَنا لا في الخارج.
ومن القلبْ كل الامتنانْ والشكر لوزيرِ السياحة الأستاذ وليد نصّار الذي لطالما ساندَنا إيماناً منهُ أن صناعتَنا هي ركنٌ أساسي في السياحةِ اللبنانية.
والشكرْ الأكبرْ لوزيرِ الاعلام راعي هذا الحفل المهندس زياد المكاري الذي أظهرَ طوال هذه الفترة حسّاً وطنياً استثنائياً يستحقْ التقديرْ.
وعلى أملِ أن تحملَ السنواتِ القادمة الفرحَ والفرجَ الحقيقي لهذا الوطن الحبيب، أشكركُم، وأشكرُ كل صديقٍ وقريبْ حضرَ لنحتفلَ معاً، بمدينتِنا، فالتكريمُ اليوم، هو لمدينتي ، وأتمنى ونتمنى أن يقولَ فينا تاريخُها أننا كنا مِنهُم، وهذا يكفينَا ليرتاحَ ضميرُنا ..
عُشتُم وعاشتِ النبطيه، مدينةُ الإشعاعِ، وعاشَ لبنان وطنَ النورْ، والقيامةِ الدائمةْ من رمادِ الحرائقْْ ..
بعد ذلك قدم الوزير المكاري وجابر وشاهين درعا تقديريا للمحتفى به صادق الصباح ، وجرى قطع قالب حلوى احتفاءا بالمناسبة.