تونس … والسفير، الأكثر من وزير!
سفارة تونس وملتقى فرطاج الدولى يحتفلان بالشيف العالمي منير العارم

كتب جمال فياض
بدعوة من سفارة الجمهورية التونسية في بيروت و”ملتقى قرطاج الدولي”، إحتفلنا نحن الذين نحب تونس، بالمطبخ التونسي، وبالشيف التونسي العالمي سفير المنظمة العالمية للسياحة منير العارم. وقد لبى الدعوة حشد من المحبين لتونس وتاريخها وتراثها وصلات القرب بين لبنان وقرطاجنة والبحر المتوسط بيننا. وزراء ونواب وشخصيات سياسية وديبلوماسية وإعلامية ورجال أعمال وشخصيات ناشطة في مختلف المجالات الإجتماعية والإنسانية، الجميع حضروا بسعادة كبيرة، وشغف بالتعرّف على المطبخ التونسي وتراث السفرة التونسية. وقد رحّب بالحضور سعادة السفير التونسي في لبنان بوراوي الإمام، وكالعادة، وجّه لنا أحلى الكلام وأجمل الترحيب، وبأناقته وشياكته وذوقه أضاف الى قلوبنا المزيد من الحب لتونس والمزيد من الإعجاب. ثم قدمت رئيسة الملتقى الدكتورة نسرين الأشقر بصفتها الجهة الداعية، الشكر للحضور على تلبيتهم الدعوة، والشكر للشيف العارم على حضوره وتقديمه لمختلف أنواع الأطعمة التونسية… وهي السيدة التي طالما اهتمت ورعت العلاقات التونسية اللبنانية بكل رقيّ وحب…
سهرة لطيفة، تذوق فيها الضيوف ما لذّ وطاب من سفرة الشيف منير، وأثنوا وتلذذوا، وهو وقف يقدّم أطباقه بكل ذوق ولطف، مع شرح مفصل عن مكونات كل طبق، على وقع موسيقى عازف الكمان الذي مزج بين أغاني وموسيقى البلدين الشقيقين بكل حرفية وذوق وإحساس …
سهرة مميزة، في فندق “لانكاستر إيدن” الفخم، تركت في القلوب أحلى الإنطباعات، وكان السفير بوراوي الإمام هو الأنشط بين الحضور من ضيوف ومضيفين. فقد حرص على استقبال كل ضيوفه فرداً فرداً بحفاوة، تشعر كل واحد بأنه ضيف الشرف، بدءاً من وزيري الإعلام الحالي بول مرقص والسابق زياد مكاري، حتى آخر شخص حضر،مروراً بالنواب والوزراء والإعلاميين… لم يترك السفير ضيفاً إلا واستقبله بلطفه وذوقه…
ليس غريباً مثل هذه الديبلوماسية على التونسيين عموماً، لكن هذا السفير يُعتبر حالة خاصة في لبنان. فهو ليس مجرد سفير يجلس على كرسي السفارة، ويكتفي بالمنصب الرسمي، بل هو أفضل وأحلى شخصية تمثل بلداً في بلد آخر. فقد بنى منذ حضر الى بيروت، شبكة علاقات ودية جداً مع مختلف الفعاليات اللبنانية، من سياسيين وإعلاميين. ويلاحظ أنه كتلة من النشاط الإجتماعي، لا يترك مناسبة إلا ويجعل تونس حاضرة.. سواء للترويج الثقافي أو السياحي أو الفني. حتى باتت تونس حاضرة في بيروت وفي المجتمع اللبناني بمختلف مدنه من خلال هذا الدينامو المحرّك. تحسبه وزير الثقافة التونسية في بيروت، ثم تراه وزير السياحة التونسية في لبنان، وفي حين تراه وزير الخارجية. وإن استوجب الأمر وجدته ديبلوماسياً وسياسياً وإعلامياً ، لا يمثل تونس إلا بأجمل وجه وأفضل صورة.
نحن هنا نسمّيه الوزير التونسي المقيم في لبنان، وكأنه يعود إليناً حفيداً لبنانياً أصله من مدينة صور ، جدته أليسا(عليسا) ومدينته قرطاج.
قلّة هم الذين يمثلون بلادهم بأجمل تمثيل، لكن بوراوي الإمام واحد من النوادر الذين أينما حضروا … أزهروا، حباً وثقافة وكياسة، وتركوا عطراً وفرحاً وبهجة…