جمال فياض: فرصة أخيرة لكاريس بشار ورشا شربتجي.. وهؤلاء “أي كلام”

حسن شرف الدين
في رؤية شاملة للمنافسة الدرامية خلال العام الحالي، وعبر برنامج “المشهد تاغ”، قال الناقد الفني والإعلامي جمال فياض: “دور كاريس بشار في مسلسل تحت سابع أرض حتى الآن لم يعجبني، كما أن مسلسل نسمات أيلول لم أجد فيه الكوميديا التي كنت أنتظرها. أما مسلسل عقبال عندكو للممثل حسن الرداد، فهو عبارة عن (أي كلام)، ولم أعتد على أعمال من هذا النوع من حسن وإيمي سمير غانم. ولكنني دائماً أعطي فرصة، فنحن لا نزال في الأسبوع الأول”.
أما عن الأعمال التي نالت إعجابه، فقال: “ثنائية رفيق علي أحمد وجوليا نصار في مسلسل بالدم جذبتني، فهما ممثلان مخضرمان، ويبدو أنهما تأقلما مع التلفزيون. المشاهد التي تجمعهما تحمل نوعًا من (الشكسبيرية)”.
ولفت إلى أن “هناك سببين يجعل الممثل يبقى بنفس الشخصية؛ الأول عندما يشارك في عدة أعمال في الوقت نفسه، مما يعيق تغيير اللوك المناسب للشخصية، وهذا يسيء له فنيًا. هناك بعض الفنانين الذين، إذا شاهدت لهم أكثر من عمل، لا تستطيع أن تميز أي دور كان في أي مسلسل، وهذا خطأ يتحمل المخرج مسؤوليته، لأنه والمنتج يبذلان جهدًا كبيرًا في إنجاز العمل”.
وأضاف: “في مسلسل بالدم، معظم الممثلين يقدمون شخصيات تشبه أدوارهم السابقة. مثلاً، بديع أبو شقرا، الذي أعتبره أحد كبار الممثلين، ليس مضطرًا لتقديم الأداء نفسه كل عام. يجب على الفنان أن يحترمنا كجمهور، فنحن ننتظر منه فنًّا حقيقيًا وليس مجرد تمثيل”.
من جانبه، شدد الناقد عبد الكريم واكريم على أن “مشاركة الممثل في أكثر من عمل في الوقت نفسه تؤثر سلبًا على الأعمال وتزعج المشاهد، والمسؤولية هنا تقع على عاتق القنوات وشركات الإنتاج التي تختار نفس الأسماء، ما يؤدي إلى ظلم فنانين آخرين”.
وعن الأعمال التي نالت إعجابه، قال: “لا يمكن الحكم بشكل قاطع بما أننا لا نزال في الحلقات الأولى، خصوصًا أن الدراما المغربية تعاني من ضعف في الكتابة، إلا أن الإخراج يعوض عن هذا الضعف. مثلاً، مسلسل رحمة فيه جهد واضح في الكتابة والإخراج”.
وخلال الحلقة، أطل المخرج المغربي أيوب الهنود، مخرج مسلسل الدم المشروك، الذي علّق قائلًا: “من الطبيعي أن يتعرض أي عمل للانتقاد”، مشيرًا إلى أن فكرة العمل تعود إلى الكاتبة هجر إسماعيل، بينما تولى فريق مغربي كتابة السيناريو.
وأكد الناقد المغربي عبد الكريم أن “الدراما المغربية تطورت خلال السنوات الماضية من مختلف النواحي، وأصبح الإنتاج أكبر مما كان عليه، خاصة بعد دخول MBC 5 إلى سوق الأعمال المغربية، مما خلق تنافسًا بين المخرجين لتقديم صورة أفضل، ولكن تبقى أزمة الكتابة هي المشكلة الأساسية”.
أما جمال فياض، فقال: “الخلطة المصرية-المغربية تشكل إضافة للدراما المغربية لسببين؛ الأول أنها تجعلها أقرب إلى السوق العربي، والثاني أن السوق المغربي بحاجة إلى هذا الدمج، كما أن المنصات الإلكترونية تستثمر في هذه النوعية من الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاهد يشعر بأن الدراما المغربية أصبحت مشتركة، وهذا أمر إيجابي. علينا أن نتذكر أن هناك العديد من الأعمال العربية التي تمت دبلجتها إلى التركية، مثل مسلسل الهيبة، لذلك فهذه الظاهرة ليست جديدة، بل هي ضرورة تؤدي إلى إنتاج جيد. كما أن اللهجة المغربية قد تكون صعبة الفهم أحيانًا، مما يجعلنا نلجأ إلى الترجمة، والمصريون بخبرتهم يمكنهم جعلها أكثر انتشارًا”.
وتابع: “أنا من مؤيدي الدراما المشتركة، والترويج السلبي لأي عمل يجعله مثار جدل ويزيد من نسبة مشاهدته. بعض المسلسلات تتعمد هذا الأمر، مثل أم 44، الذي يملك مقومات تجعله فوق المتوسط، لكن الجدل عبر السوشيال ميديا يساهم في انتشاره. في المقابل، هناك أعمال لم تحصل على التغطية الكافية، مثل جوما لميرفت أمين، وأهل الخطايا لجمال سليمان، حيث مرّا مرور الكرام لأنهما لم يفتعلا ضجة إعلامية”.
وأشار عبد الكريم إلى أن “الخلطة العربية في الدراما أمر إيجابي ويجب تشجيعه”.
أما فياض، فاعتبر أن “تأثير الدراما التركية كان إيجابيًا من الناحية التقنية، حيث حسّن مستوى الصورة، والحركة، والأداء، وحتى الكتابة والحوار. لكن عندما نحاول تعريب القصص التركية، نقع في فخ السخافة، لأننا نعالج قضايا لا تمتّ إلى مجتمعنا بصلة”.
هذا، وأطل المخرج الليبي نزار الحراري للحديث عن مسلسل مستقبل زاهر، قائلاً: “المسلسل يركز على مستقبل ليبيا، ويطرح تساؤلات حول التعليم، الإعلام، والأمن، وهي قضايا حساسة في ليبيا اليوم. حاولت تقديمها بطريقة مختلفة، وهي تجربة إنتاجية كبيرة”.
وأضاف: “المشاهد شعر أن العمل يعالج قضايا تمسّه، وهذا ما جذبه إليه. لم أواجه مشاكل أثناء التصوير، باستثناء افتقارنا إلى بعض التقنيات الحديثة، كونها غير متوفرة داخل ليبيا”.
بدوره، رحب فياض بمسلسل مستقبل زاهر، قائلاً: “أهلاً بالدراما الليبية! لكن كان من الأفضل لو أن المخرج أسرع إيقاع العمل قليلاً، لأن الحلقتين الأوليين كانتا بطيئتين، والمشاهد يحتاج إلى عنصر جذب منذ البداية”.
وأردف: “على المنتجين والمخرجين أن يدركوا أن ذائقة الجمهور تغيرت، وعليهم أن يواكبوا ذلك بتسريع الإيقاع، وبعض المخرجين فهموا هذه اللعبة جيدًا”.