اخبار الفن

جمال فياض ومصطفى الكيلاني: دراما رمضان بين هيمنة أسلوب محمد رمضان وغياب الأصالة..

دور تيم حسن، والدراما اللبنانية و٨٠ باكو والعنف… كلها كانت مدار بحث

|حسن شرف الدين|

اعتبر الناقد الفني د. جمال فياض أن أبرز ما لفته في أولى حلقات الموسم الرمضاني 2025 هو أنه شاهد محمد رمضان دون أن يكون حاضرًا في السباق الرمضاني، وقال فياض خلال إطلالته عبر برنامج “المشهد تاغ ” للحديث عن الدراما الرمضانية وتحليلها: “أغلب المسلسلات تسيطر عليها روح محمد رمضان، خصوصًا في مصر، وبين الجيل الشبابي. مثلًا، مسلسل ولاد شمس شعرت أن روح محمد رمضان مسيطرة عليه، إذ يمكننا القول إن محمد رمضان بنى طريقًا جديدًا للدراما المصرية، سار عليه أغلب النجوم”.

وأضاف: “للأسف، كما تعودنا، العنف يسيطر على الأعمال المصرية، سواء في الحوار أو العنف الجسدي. وهذا لا يعكس حقيقة الشعب المصري، لأن المصريين في الحياة العامة ليسوا كما يتم تصويرهم في هذه الأعمال. ولا أحب تحريف الواقع، لأن ذلك يعطي المشاهد فكرة سلبية”.

أما عن الدراما اللبنانية، فقال: “مسلسل بالدم أثبت أن لبنان قادر على إنتاج عمل محلي بالكامل، وهذا العمل سيفتح الباب أمام الدراما اللبنانية للانطلاق. ومنذ أيام اجتمعنا مع وزير الإعلام اللبناني، وتحدثنا حول ضرورة تشجيع الدراما اللبنانية، وبالدم أكد أن لبنان يمتلك عددًا كافيًا من الممثلين والمخرجين والكتّاب”.

وأشاد بالتطور الملحوظ في الدراما المغربية، حيث أصبحت تبث عبر المنصات.

وجدد فياض انحيازه للممثل السوري تيم حسن، قائلًا: “تيم حسن ممثل فذ، يجسد دور ضابط شرطة عادي، كأي ضابط في مصر أو لبنان، لكنه استطاع أن يجعل الشخصية مختلفة تمامًا”.

من جانبه، أشاد الناقد الفني مصطفى الكيلاني بعدد من المخرجين المصريين، كما أثنى على الكتّاب.

وقال: “هذا العام مختلف من ناحية الكتّاب، لأنهم يدخلون التصوير وحلقات العمل مكتملة إلى حد كبير، ما ينعكس على الأداء، حيث يظهر الممثل متقمصًا لدوره من أول حلقة حتى الأخيرة”.

وخلال الحلقة، أطلت مؤلفة مسلسل 80 باكو، غادة عبد العال، وقالت: “استقبال المسلسل في رمضان يشكل قلقًا لصُنّاعه، لأن العمل يكون في حالة منافسة دائمة. فالدراما الرمضانية دائمًا ما تكون مخاطرة، لكننا على يقين بأننا أنجزنا عملًا مختلفًا، بتفاصيله النسائية والمصرية”.

وعن مقارنة المسلسل بمسلسل أعلى نسبة مشاهدة، الذي عرض العام الماضي، قالت: “التشابه الوحيد هو أن العملين يتناولان نفس الطبقة الاجتماعية، وقد يكون هناك تقارب في أسلوب حياتهم”.

أما عن الأعمال الشبابية، فقد شدد فياض على أن الموسم الحالي يمتلك شبابًا “ممتازين” في ولاد شمس و80 باكو.

وقال: “في 80 باكو، هدى المفتي تمتلك مستقبلًا كبيرًا، وما لفتني أنه خلال أول ثلاث حلقات لم يتناول العمل أي شيء متعلق بالسوشيال ميديا، وكأن الأحداث تدور في التسعينيات. بشكل عام، الشباب ممتازون، كما لفتتني الفنانة سماح أنور بدورها”.

وأضاف: “لكن العام الماضي، شاهدنا في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” مجموعة من الممثلين والممثلات المميزين، أما هذا العام فلم نرَهم. لذلك أطالب صناع الدراما بالاهتمام بجيل الشباب وعدم إهماله، فالدراما العربية بحاجة إلى نجوم شباب”.

واتفق الناقد مصطفى الكيلاني مع فياض، قائلًا: “معظم الأعمال أصبحت تتشابه مع أعمال محمد رمضان، كما أن كثيرًا منها لا يعبر عن المصريين. حدث الأمر نفسه العام الماضي مع مسلسل ولاد بديعة لرشا شربتجي، الذي لم يكن معبرًا عن كل السوريين”.

وشدد على أن “شركات الإنتاج والمنصات يجب أن تفتح أبوابها للمؤلفين والممثلين الشباب، خاصة أننا نمتلك ممثلين شبابًا ناجحين. أين سلمى أبو ضيف هذا العام؟ الخريطة الدرامية تتغير بطريقة إيجابية، وعلينا بناء منظومة متكاملة”.

كما ظهر مخرج ومؤلف مسلسل سدف، الذي أشار إلى أنه “يهرب دائمًا من التكنولوجيا وكل ما يجعل الحياة سطحية، ولذلك قرر العودة إلى فترة السبعينيات، واعتبرها عقبة رومانسية، لكنه قرر تقديمها كعقبة إجرامية في الدراما، بعيدًا عن القصص العائلية والتقليدية”.

وقال: “القصة الإجرامية هي بالطبع مغامرة، لكنني لست مع فكرة أن المشاهد يبحث عن قصص مريحة في رمضان فقط. أريد أن أقدم له تجربة ترفيهية عبر وجبة درامية دسمة. كما أن العديد من الكتّاب بدأوا يتجهون إلى نوع مختلف من القصص، وهذا ما نراه في الدراما العربية بشكل عام”.

أما عن مقارنة شخصية تيم حسن بالضابط السوري سهيل الحسن في مسلسل تحت سابع أرض، قال جمال فياض: “استغربت، لأن المسلسل تم تصويره قبل الانقلاب في سوريا، ويبدو أن الأمر متعمد، إلا إذا كان الكاتب قد دسّ هذه الفكرة دون علم الممثل أو المخرج. لكنها لقطة طريفة، وهذا يدل على أن القصة واقعية”.

وأضاف: “دائمًا في الدراما، تحدد أول خمس دقائق من الحلقة الأولى مسار العمل ككل. وأجد نفسي دائمًا أتابع الحلقة الأولى بصعوبة، لكن في هذا المسلسل، وكما في كل عمل لتيم حسن، أتساءل: ماذا سيقدم هذه المرة؟ وفجأة يظهر بشخصية مبهرة. أما سامر البرقاوي، فلديه نقطة ضعف عندي، لأنني معجب بأعماله. العمل انطلق بقوة، لكن يبقى السؤال: هل سيستمر في التصاعد أم سيسيطر عليه المطّ والتطويل؟ خاصة أن هناك تأثرًا واضحًا بالدراما التركية”.

واعتبر مصطفى الكيلاني أن “تيم حسن تطور منذ مسلسل الهيبة، ثم أكثر في تاج، وأيضًا مع سامر البرقاوي. وأجمل ما في تيم حسن هو تركيزه الدائم على تقديم أداء إبداعي، كما أن جرأة العمل جعلته أقوى”.

وشدد على أن “المشاهد بحاجة إلى الأعمال الكوميدية والرومانسية في رمضان، خاصة أن العام الماضي شهد العالم حروبًا ودمارًا بشكل فظيع، ويحتاج الجمهور إلى الخروج من هذا الجو بالكوميديا”.

من جانبه، قال فياض: “بما أن المخرج (ترند)، فهذا يعني أنه يعمل بمسؤولية. وفي ما يخص الكوميديا، كنت دائمًا أقول إن الدراما تعاني من نقص في الأعمال الكوميدية. حتى آسر ياسين ومي عز الدين، رغم أن مشاهدهما تحتمل الكوميديا، إلا أنهما قدماها بشكل جاد. رشا شربتجي تبرز على الشاشة من خلال الدراما العنيفة، لكننا بحاجة إلى الضحكة، إلى الدراما التي تلامس العائلة، وقد نجحت في الخروج إلى الكوميديا بطريقة جيدة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى