خاص – في حضرة “رئيس جمهورية الخيال”.. تكريم الشاعر طلال حيدر على مسرح “كركلا”
حسن شرف الدين
في ليلة تكريم الكبار، وبحضور الكبار، كُرِّم الشاعر الكبير طلال حيدر على المسرح الذي مجّد أحد أهم وأبرز أعماله، مسرح “كركلا”، برعاية وحضور وزير الإعلام زياد مكاري.
وحضر الحفل حشد كبير من الإعلاميين والصحافيين والشعراء، أبرزهم الموسيقار عبد الحليم كركلا، صاحب مسرح “كركلا”، الذي تقيم عليه فرقة كركلا عروضها الفنية الكبيرة، والشاعر شوقي بزيع، الشاعر نزار فرنسيس، والممثل جورج خباز.
افتُتح الحفل، الذي قدّمه الكاتب والممثل والمخرج المسرحي رفعت طربيه، بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة الافتتاح للمايسترو عبد الحليم كركلا، الذي روى للحاضرين أبرز اللحظات التي جمعته بحيدر، بعدها عُرض على مسرحه فيلم وثائقي يوثّق من خلال صور وفيديوهات من أرشيفه الخاص، صداقة امتدت أكثر من ستين عامًا، ويظهر فيه عفوية الشاعر اللبناني الأصيل.
تلى ذلك، كلمة للشاعر هنري زغيب والشاعر شوقي بزيع، الذي أعلنه رئيساً لجمهورية الخيال الشعري في دولة لبنان الكبير، بينما غاب الفنان والملحن مارسيل خليفة عن الحفل بداعي السفر إلا أن رسالته لصديق نجاحاته كانت حاضرة، وتلاها رفعت طربية.
وقد ألقى محمد مطر صديق طلال، كلمة كانت في أغلبها خارج سياق الموضوع المطلوب، مما أثار بلبلة بين الجمهور، إذ انحرف بحديثه نحو السياسة بدلًا من الحديث عن طلال حيدر وإرثه الشعري الكبير.
أما الوزير مكاري، والذي دعاه الحاضرون ليكون رئيساً لجمهورية لبنان، أكد خلال كلمته أمام الحاضرين أن ” على قاعدة الكبار يُكرّمون الكبار، يُكرِّمُكَ في هذه الأمسية الجميلة الكبير عبد الحليم كركلّا، فإلى هذا المسرح أخَذْتَ الشعرَ مَعَكَ وطرَّزْتَ به مسرحيات عبد الحليم كركلّا تماماً كما طرّزْتَ أغنيات فيروز، ووديع الصافي، ومارسيل خليفة، وماجدة الرومي ، وغيرهم وغيرهم من الكِبار”.
وفي الختام، كانت كلمة للمحتفى به ألقاها نجله علي حيدر فشكر للوزير المكاري تكريمه ولكل من ساهم في إنجاح الحفل. وقال:” كان الصمت كلاماً، ثم اقترف الإنسان خطيئة اللغة. كتب رموزاً صوتية، اسمها الكلام، لينقل إلى الآخر ما لم يعد يستطيع أن ينقله إليه بإرسال صامت خفي، لأن الآخر كثر وبعد وصار غريباً. ولم يعد يستطيع أن ينقل إليه بالتوهج، لأن الآخر لم يعد المتلقي، عبر مسافة لا مرئية وزمن لا يقاس. صار الآخر آخراً حتى نهاية اللغة، فأتى الشعر ليسترجع عودة الآخر إلى دائرة النحن، كي لا نعبر مضيق الموت في وحشية الانفراد”.
وأكد أن “من يظن أن الشعر ترف فكري أو مساحة جمالية عابرة، إنما لا يدرك إلا القشور”، مشدداً على أن “الشعر شريك في تغيير العالم وإعادة تكوين المستقبل”.
وقدم مكاري، درعاً تقديرياً للشاعر الكبير طلال حيدر، وسط تصفيق الحضور، وسبق الإحتفال غداء عمل دُعيا إليه السفير الإيطالي فابريسيو مارسيللي، وعدد كبير من الشخصيات منهم محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، وعدد من الوزراء والشخصيات اللبنانية السياسية.
وقد لوحظ غياب وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى عن حدث مثل هذا، وكان من المنطقي، أن يكون بين الحاضرين لتكريم الشاعر الكبير.
وفي حديث خاص لموقع “أضواء المدينة” مع وزير الإعلام زياد مكاري، قال: “طلال حيدر يُغني كل اللبنانيين بثقافته وإبداعه وفنه. وقال لي جملة أثّرت بي كثيرًا: ‘صار في مسافة بيني وبين جسمي’. وأنا أقول يجب ألا يكون هناك مسافة بيننا وبين بلدنا”.
وأضاف: “لبنان ثروته الأساسية هي الثقافة وشبابه المبدعون، ونحن علينا أن نجدده ونكون داعمين له”.
أما صديق دربه، الموسيقار عبد الحليم كركلا، أكد لنا أن “الجمهور هو التكريم لطلال، وهذا الجمهور الفني والراقي دليل على أنه يستحق هذا التكريم، وطلال ليس ملك نفسه، بل الله كرمه بموهبته ليترك بصمة أسمها طلال حيدر”.
وقال: “في بدايتنا اختلفنا كثيرا، وافترقنا كثيرا، بسب حماسنا، ولكن اكتشفنا أن لقائنا هو الطريق الصحيح لنكون رسالة لبنان الحضارية في العالم العربي”.
من جانبه، أكد الممثل اللبناني جورج خباز أن “طلال حيدر رمز لبناني فني أصيل، تعلّمت منه ومن مسيرته الحافلة بالنجاحات المشرفة”.
وقال: “التكريم بالنسبة للفنان عبارة عن كلمة شكر، شكرًا على عطائك وتعبك”.
بينما قال عمر كركلا: “أتمنى لطلال العمر الطويل، وأن يبقى هذا النبع الذي استمر 50 عامًا مع فرقة كركلا. وأعتبر أن من أبرز نجاحات عبد الحليم كركلا أنه كرّم رفيق دربه وتراثه الشعري في هذه الظروف الصعبة”.
واعتبر أن “الفنان الناجح يريد محبة الناس، والتكريم لأي فنان هو المحبة، ولا قيمة للشخص من دون أن يشعر بمحبة الناس له”.