” سوالف ” ضحك سليم متواصل .. انتقاد ورسائل علي مسرح رسالات
في أجواء عيد الغدير، احتضن المركز الثقافي لبلدية الغبيري ـ قاعة رسالات مسرحية “سوالف” للكاتب والممثل المسرحي علي منصور، وتألق خلال العرض الذي امتد لـ 85 دقيقة “الكوميديان” الرائع والخفيف الظل محمد شمص، وإلى جانبه مجموعة من الممثلين الواعدين، العمل هو من اخراج ريّان ناصر الدين، وتقدّم الحضور في القاعة نائب رئيس بلدية الغبيري أحمد الخنسا وعدد من الفعاليات البلدية والاختيارية وحشد كبير من روّاد المسرح الملتزم.
بعد كلمة ترحيبية من مدير مهرجانات وداي الحجير المهندس محمد كوثراني، أشار فيها إلى أن: “الضحك السليم هو أن نضحك على عدونا في إطار خبريات هي نتيجة تراكم مشاهدات وأحداث يعيشها اللبنانيون عموماً وشعب المقاومة خصوصاً”، إنطلق منصور مقدّماً مشاهداته واستنتاجاته الواقعية على مدى 40 عاماً أمضاها مراقباً للأحداث والأزمات اللبنانية ومتنقلاً بداعي الحروب والتهجير من بيروت الغربية إلى الجنوب فالضاحية، سجالات من على جنبات الحرب الأهلية العبثية وأجواء الاجتياح الاسرئيلي وما تلاه من تسويات أفضت إلى ولادة بيروت الغريبة عن أبنائها ومن ثم التحرير في العام 2000 وصولاً إلى انتصار تموز 2006 وامتداداً إلى يومنا هذا، حيث أتى على إسقاط الطائرة الاسرئيلية المسيّرة في حي معوّض. حوارات اختار منصور أمكنتها بحرفية، المتاريس، الملاجىء، سيارة الأجرة، “الداون تاون”، ساحة الضيعة والمقهى. مواقف طريفة تفنن المجلّيان منصور وشمص في تقديمها بصورة عفوية وصادقة، استخدما فيها الأسماء كما هي في الواقع مع تلميح صريح إلى الشخصيات السياسية، ومن قلب الوجع علت الضحكات الصادقة، وبهدف بثّ الروح في دقائق العرض التسعين، استعانا بالعتابا والميجانا الغنية بالمواقف المغلّفة بالسخرية من العدو الصهيوني والتمجيد بدور المقاومة وسيّدها وخصوصاً مع أغنية النهاية.
ومع اسدال الستارة وقف الحضور مصفّقاً لدقائق، تقديراً للمضمون والاداء الذي تابعوه. وفي تعليق له بد انتهاء العرض وصف الحاج أحمد الخنسا الممثل محمد شمص قائلاً: “موهبة كبيرة … يتمتع بامكانيات عالية في التعبير الجسدي والارتجال المحبب خبير برسم الابتسامات وانتزاع الضحكات … وبصراحة أعتقد جازماً بأنه لولا موقعه واخلاقياته ضمن بيئته الملتزمة لكان حلّق بعيداً في الكوميديا اللبنانية والعربية”. وختم الخنسا داعياً لمشاهدة المسرحية ومثنياً على ما صاغه المبدع علي منصور من نصوص صادقة وواقعية تأنس بها القلوب وتتغذّى بها العقول.