صمود الشعب اللبناني .. ” بين قسوة المعركة وحب الحياة”
الاحتفالات في زمن الحرب: هل هي انتصار أم عدم احترام؟
حسن شرف الدين
لا شك أن الفترة التي تمر بها البلاد هي إحدى أصعب وأخطر الفترات من جميع الأصعدة، سياسيًا واقتصاديًا، مما يشكل عائقًا نفسيًا ومعنويًا بين أفراد المجتمع، مع تصاعد حدة التوتر في جنوب لبنان وتزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في ظل الاعتداءات الصهيونية.
فبين ضجيج الحرب في الجنوب وصخب الاحتفالات في العاصمة، يعيش لبنان حالة من التناقض الاجتماعي، منهم من يؤيد الحفلات ومنهم من يعتبرها إهانة وعدم احترام، وهنا يأتي الانقسام السياسي اللاطائفي.
فلنكن واقعيين، اليوم نحن الأقوى ميدانيًا، والكلمة والقرار للجبهة اللبنانية، فمنذ سنوات كنا نحن من يختبئ في الملاجئ وهم حياتهم مليئة بالسهر والحفلات، اليوم انقلبت الآية، وأصبحت حياتنا عبارة عن حفلات وسهر، وهذا انتصار أيضًا، الانتصار ليس فقط أن نكون أقوياء على الجبهة، بل أن تكون حياتنا أكثر من طبيعية حتى مع طبول الحرب، فهذا يعني أننا نعيش حالة ثقة و إطمئنان بالمقاومة.
لماذا تريدون أن يرى العدو أننا مكسورون وحزينون؟ لا شك أن في القلب غصة وحزن ودمعة على شهدائنا الشرفاء في الجنوب، من هم على الجبهة و من المدنيين، لكن نحن شعب يحب الحياة مهما حدث، وسنبقى صامدين بوجه العدو الصهيوني ميدانيًا و ثقافيًا ..