منوّعات

عاداتك بيدك نحو أفكار إيجابية بحياتك 1

فيتامينات نفسية

هبة موسى

إنَّ العادة هي فِعل أو تصرُّف ألِفـَه الإنسان حتى صار يفعله أو يُمارسه دون وعي منه! ومِن المُتعارَف عليه هو أنَّ عاداتنا، سواء كانت جيدة أو سيِّئة، تؤثر على حياتنا. ومِن الضروري أن نـُشير هُنا إلى أن عاداتنا هذه إما أن تكون تحت سيطرتنا فنستفيد منها، أو أن تـُسيطِر هي علينا فنـُصبـِح عبيدًا لها. فالعادات إمَّا أن تؤدِّي إلى تحسين حياتنا وتنميتها، أو تقودنا إلى الدَّمار والهلاك. فلا تستهـِن بالعبارة القائلة: غيّر عاداتك، تتغيَّر حياتك!.

هناك كما ذكرنا عادات جيدة وأخرى سيئة… الجيدة منها تعود علينا بمردود إيجابي، كالاستيقاظ المبكر والصلاة اليومية والقراءة المفيدة والبحث والدراسة وممارسة التمارين الرياضية والهوايات الجيدة وحتى تناول الطعام الصحي. أما العادات السيئة فقد تكون غير مُستـَحبَّة أو ضارَّة أو مُدمِّرة في بعض الأحيان، كاستخدام ألفاظ بذيئة، النميمة، التفكير السلبي، البصاق على الأرض، قضم الأظافر، التدخين، تناول المُسْكِرات أو المخدرات، الإفراط في تناول الطعام، أو حتى الكسل الجسدي والروحي. وتـُشير الأبحاث العلمية إلى أننا عادةً ما نتبنـَّى أو نـُمارس عادات سيئة أو ضارَّة في أوقات القلق والإجهاد الشديد وعند تـَدنـِّي احترامنا لذواتنا، فكل هذا يقودُنا إلى دائرة مُفرغة مِن الشعور بالإحباط والفشل، فنستسلم لعادات خاطئة.

فإذا كـُنتَ تـُعاني مِن عادة سيئة وترغب في التـَّخلـُّص منها، اجتـَهِد واسعَ في عمل ذلك وحاربها، إذ يمكنك أن تضع حَدّاً لعاداتك السيئة وتتوقـَّف كلياً عن ممارستها خلال بضعة أسابيع. إليك عزيزي خمس طرق لدعمك في مسيرتك للتخلص من العادات غير المرغوب بها والضـَّارَّة…

تعرّف على عاداتك الضارَّة وتجنـَّبها. إن العائق الرئيسي الذي يحول دون تغلـُّبك على العادات الضارة هو عدم قدرتك على التـَّعرُّف عليها أو بالأحرى الاعتراف بها. لن تستطيع التخلص مِن عادةٍ ما إذا لم تعتـَرف بوجودها. لذلك، قم بتخصيص قائمة لتسجيل كل العادات التي ترغب في التـَّخلـُّص منها، ثم اختر واحدة فقط مِن هذه العادات التي تودُّ البدء بمحاربتها وخصِّص قائمة جديدة تحمل اسم هذه العادة (مثلاً، قضم الأظافر).فكـِّر في كل الأسباب التي تدفعك لممارسة هذه العادة (ضغط نفسي، مواجهة مواقف جديدة وغير متوقـَّعة، ملل، تكاسل من البحث على مقص الأظافر وغيرها مِن أسباب).اسأل نفسك: “ما هي الفوائد التي تحققها لي ممارسة هذه العادة؟” (شعور بالأمان، قص الأظافر بدون مقص، إلخ).اسأل نفسك: “ما هي المضار أو السلبيات التي أُعاني منها نتيجة ممارستي لهذه العادة؟ ومَن يتضرَّر أيضاً مِن عادتي هذه؟” (ألم أسنان، إحراج مَن يُرافقني، نظرة الناس لي، إلخ)واجه نفسك بصراحة: “هل أنا بحاجة لهذه العادة؟ هل تزعج وتـُكدِّر أو تضر الآخرين مِن حولي؟ كيف تؤثـِّر على صحتي ومالي وكياني وراحتي وسلامي… سلباً أم إيجاباً؟ هل سأصبح إنسانًا أفضل لو تخلـَّيت عنها؟” اكتب إجاباتك بوضوح.فور انتهائِك مِن إعداد قائمتك هذه، حلـِّل وادرس المعلومات التي دوَّنتها وحكـِّم فكرك ومنطقك وفقاً لإيجابيات وسلبيات العادة التي تمارسها، ثم اتـَّخذ قرارك بـِحِكمة وشجاعة وواجه حقيقة تأثير هذه العادة عليك وعلى غيرك، ثم قرِّر التـَّخلـُّص منها.

2- استبدل العادة الضارة بعادة جيدة. قد تبدو هذه الخطوة هروباً مِن مواجهة العادات السيئة، إلا أنها مِن أفضل الطرق للتغلب على العادات السيئة واتخاذ عادات جيدة عوضاً عنها. إذا كـُنتَ مُدخِّناً بإمكانك إيجاد العديد مِن الوسائل المتاحة في الصيدليات والمراكز الصحية للإقلاع عن التدخين، إلا أنَّ ممارسة الرِّياضة وتطوير هذه العادة الجيدة في حياتك اليومية سيـُعوِّض عن النـَّقص الذي ستشعر به عند توقـُّفك عن عادة التدخين وسيُحارب رغبتك في التـَّدخين. إذا كـُنتَ مِن الذين يُطقطقون أصابعهم، احمل معك كرة مطاطية صغيرة لتضغط عليها كلما شعرت بالرغبة في طقطقة أصابعك. وإذا كنت مِن الذين يقضمون أظافرهم، احمل معك مقص الأظفر أينما ذهبت وذكـِّر نفسك باستخدامه كلما شعرت برغبة لقضم أظافرك. إذا كنت متشائماً بطبعك وتفكـِّر بأفكار سلبية، راقب أفكارك دائماً وحاول أن تستبدل أفكارك السلبية بأفكار إيجابية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى