كتب جمال فياض:عاصي وماريتا … ونشيد يسجّله تاريخ نضال الجزائر العظيم
كتب جمال فياض:
بدأت الإذاعات وووسائل التواصل الإجتماعي تتداول نشيد “لبّيكِ يا جزائر” بقصيدة غناها الفنان اللبناني عاصي الحلاني، تشاركه فيه الفنانة الشابة ماريتا الحلاني. القصيدة كتبها الشاعر السوري مضر شغاله، وعلى لحن من الفنان الجزائري فاروق الجزائري وبتوزيع موسيقي للفنان اللبناني خليل أبو عبيد. كلمات صاغها بقصيدة أنيقة جداً توحي بالعنفوان والرجولة والثورة التي حققت الإستقلال لأكبر بلد عربي مساحة وتاريخاً نضالياً، والشعب الذي دفع أغلى ثمن من دماء شهداء زادوا عن المليون ونصف المليون، لكسر قيد الإحتلال والإستعمار. هي تحية مختلفة عن شابقها من التحيات التي يقدمها الفنانون العرب كل عام للجزائر العربية. مختلفة بكل التفاصيل. باللحن والتوزيع والشعر، والأداء. وقد جمع عاصي بين صوته وصوت ماريتا، وكأنه أراد أن يكون بنبرة صوته صرخة الحق بكل جبروتها وصلابتها، وأن يكون صوت ماريتا هو صوت السلام والتسامح والطيبة. لقد طرح عاصي بهذه الخلطة النشيد من جهتين، واحدة تؤكّد على أن الإصرار على التحرّر بصوت شديد البأس تماماً كما سواعد الذين دافعوا حتى الشهادة عن الحرية، وأخرى تؤكّد، أن للطيبة مكانها وهي التي لها صوتها، وهو بصوت ماريتا، الناعم، لكن المليء بالإصرار. تناغم جميل وذكي بين الشخصيتين الغنائيتين. وقد عرف الموزّع الموسيقي خليل أبو عبيد وهو المعروف بأنه ملحّن ومطرب من الدرجة الممتازة، كيف يزاوج بين وردة وبندقية، وبين صوت مناضل، وصوت شابة تمثّل المستقبل والأمل. صوت عاصي الحلاني، فيه خلطة سحرية من القوّة، والسلاسة بالأداء المتمكّن. وأداء ماريتا فيه الأداء المخملي المسالم والسليم.
تقول القصيدة :
يادرة الاكوان
يامهد كل ثائر
ياتحفة الازمان
ياروض كل طائر
لاتعرفي المحال
للمجد والكمال
لاجل الاسقلال
صدحت فيك حناجر
لبيكِ ياجزائر..لبيكِ ياجزائر
……………….
ياعروس مهرها
الف الف شهيد
يافرحة عمرها
خمسون عام ويذيد
بشعبها تجلت
بصمودها استقلت
بشهيدها استقلت
ونالت ماتريد
لبيكِ ياجزائر
……………..
من بلاد اهلها
للوفا عنوان
جئت حامل لها
سلام من لبنان
تغنيت فيها
عشقت ماضيها
وذادتني تيها
بالحب والحنان
لبيكِ ياجزائر
……………….
كيف يضام تربها
والهي قد رعاه
من شرقها وغربها
كم وريدا قد سقاه
واذهرت رجال
تخالهم جبال
يعشقوا النضال
وهم لها حماة
لبيك ياجزائر
………….
لاتلمني في هواها
فالمحب لايلام
والجزائر من سواها
همت فيها بالغرام
توحدت اجيالها
وحطمت اغلالها
ونالت استقلالها
وعم فيها السلام
لبيكِ ياجزائر
هذه قصيدة، ستكون لها مكانتها في تاريخ الجزائر النضالي، فبعد حرب ونضال طويل وشهداء، جاءت الأناشيد لتملأ الباقي من صفحات تاريخ هذا المجد. وقصيدة ونشيد عاصي الحلاني وماريتا الحلاني، سيحتل مكانته المناسبة في ذاكرة الإستقلال العظيم. ولم تكن غريبة تحية الكاتبة الجزائرية العربية أحلام مستغانمي لعاصي عندما كتبت تقول ” العزيز عاصي، بإسم 43 مليون جزائري، شكراً. لن ننسى لك حبّاً لا مقابل له إلا ما في قلوبنا لك من معزّة. كم تشبه أغانيك أيها الفارس…”.