عندما إكتشفنا صوت دنيا سمير غانم…
عندما إكتشفنا صوت دنيا سمير غانم
كتب جمال فياض
للصورة المنشورة مع هذا المقال حكاية تستحق أن أحكيها للقراء الأعزاء. ففي عام 2001 إتفقت إدارة “مهرجان بيروت الدولي” الشهير، على تصوير مجموعة حفلات فنية مع كبار نجوم الغناء اللبنانيين والعرب، لصالح شركة “إل جي” الكورية للأدوات الألكترونية في البلاد العربية. وكان الإتفاق أن يتمّ تصوير هذه الحفلات في عواصم ومدن عربية. وكان للشركة العالمية ما طلب ممثلوها في العالم العربي. وصوّرنا مجموعة حفلات في بيروت ودبي والدار البيضاء. ومن هذه المدن كان الطبيعي أن نصوّر إحدى الحفلات في القاهرة. وبالفعل قمت بصفتي –في حينه- مديراً فنّياً
للشركة المنتجة المنفذّة، بالإتفاق مع الفنان راغب علامه والفنانة أليسا والفنان غسّان الرحباني الذي كان يدير فريق صبايا الـ “فوركاتس” الغنائي. وقمنا بتنظيم السهرة في فندق “كونراد” في القاهرة. وبما أن الحفلة لم تكن تجارية، أي أن بطاقات الدخول لا تباع، بل يتمّ توجيه الدعوات لمندوبي ووكلاء بيع الشركة في مصر، كان من الطبيعي أن نوجّه الدعوة أيضاّ لعدد من الفنانين والمشاهير المصريين، بالإضافة لبعض الزملاء من الصحفيين. وكان من بين المدعوين الفنان الممثل الكوميدي سمير غانم. الذي قبـِل الدعوة ووعدنا بالحضور. وفي اليوم التالي، جاء من يخبرني أن الفنان سمير غانم يحاول الإتصال بي متذ الصباح لأمر ضروري، وهو ترك لي رسالة لدى موظف الإستقبال في الفندق، مع رقم هاتف خاص ينتظر أن أتصل به لأمر ضروري جداً جداً. هذا التشديد والإصرار جعلني أستعجل الإتصال به فور علمي بالأمر. لم تكن في ذلك الحين “موضة المحمول” قد وصلت الى مصر. ما أن طلبت الاستاذ، حتى سمعت صوته يقول “أيوه يا جمال”! فقد عرَفني قبل أن أتكلّم،لأنه كان ينتظر إتصالي. “أيوه يا أستاذ، خير إن شاء الله؟ قيل لي أنك تريدني لأمر هام؟ إتفضل”. قال :”إسمع يا صديقي، أنا عايزك في مهمة يمكن تكون صعبه شويه، لكن عايزها منك لو سمحت، وهي خدمة مهمة أوي بالنسبة لي “. قلت:”تحت أمرك، لو أقدر أنفذها فوراً”. قال:”الليلة إنت قلتلي أن راغب علامه هو نجم السهرة اللي إنت دعوتني إليها صح”؟ قلت:”صح”. قال:”أريد أن أحضر معي بنتي دنيا، دي بتحب راغب .. لأ دي مجنونه بيه خالص، وعايزه تحضر الحفله وتسمعه وتشوفه”. قلت:”بسيطه، مش مشكله أبداً”. قال:”لأ إستنّى شويه، أنا لسّه ما طلبتش منك الحاجه. أنا عايزك تخللي راغب علامه يطلب من دنيا تطلع المسرح ويخلليها تغني شويه معاه، ولو كلمتين أتنين. دي حافظه كل أغانيه صمّ”. قلت:”بسيطه، راغب علامه سيكون سعيداً جداً بمثل هذا، لكن بصراحه، أنا دعوت الفنان أحمد عدويه للسهره، لأفاجيء راغب به، وأخلليه يطلبو للمسرح يغني معاه الأغنية الشهيرة “بنت السلطان”، فبصراحه مش عارف إذا كان الوقت سيسمح”. وهنا حبكت النكتة مع الأستاذ الكوميديان سمير غانم :”أسكت يا شيخ، أهي إتحلت …. ولا أحسن من كده”. قلت :”إتحلّت إزاي؟ أنا مش شايف حلّ”. فقال:” هو راغب هيغني إيه مع أحمد عدويه؟ مش بنت السلطان؟ قلت ،طبعاً! فقال دنيا دي بقى، هي “بنت السلطان”، اللي هترقص على الأغنية، وهتبقى هيصه”. طبعاً لا أستطيع الوصف كيف قالها، مما جعلني أضحك طويلاً لأختم الحوار معه وأنا أعده بأني سأسعى بكل جهدي لتحقيق هذه الأمنية لدنيا ولسمير غانم. وعندما جئت أكلـّم راغب بالموضوع، رحّب فوراً بالفكرة، ولم تستغرق المسألة أكثر لحظات حتى يقول لي بأن لا مشكله، فقط أنت أشر لي أين ستكون موجودة لأدعوها في اللحظة المناسبة”. وبالفعل، في لحظة حسَبها راغب علامه كعادته في كل أموره بدقة شديدة وذكاء حاد، ووجّه الدعوة للشابة الجميلة ودعاها الى المسرح لترقص قليلاً، ثم لتغنّي معه إحدى أغنياته. وبحضور عشرات من الفنانين النجوم والمشاهير ومنهم النجمة نبيلة عبيد والنجمة نيللي والفنانين المصريين، كانت اللحظة المذهلة والمفاجأة الكبيرة! فقد غنّت دنيا سمير غانم مع راغب بشكل أذهل راغب كما جميع الحاضرين. وإكتشفنا أنها صاحبة صوت غير عادي. عدا عن جمالها وحضورها وخفة ظلها. وتمرّ السنوات، وها هي اليوم دنيا سمير غانم ممثلة كبيرة، ومطربة لها أغانيها الخاصة وألبومها الأخير حقق نجاحاً كبيراً العام الماضي. واليوم تجلس الى جانب راغب علامه وأليسا في لجنة تحكيم برنامج كبير مثل “إكس فاكتور”.