رأيثقافة

عَزيزي… حمار المزوَد

بقلم الشاعر جان السمراني

أقول ” عزيزي الحمار” لِأنّني بعد إقرار شُرْعَة الإنسان، أصبَحْتُ ميّالًا إلى الأخْذ بِشُرعة جمعيّة الرّفق بِالحيوان… لأنّها حفظت لك حقوقك، وصانت حرّيتك بقدر ما أهملت شرعتنا ـ أي شرعة حقوق الإنسان ـ شؤون الإنسان!.
ثم إن الحمار يا أخي… إنسان أيضًا، ولكنّه غير ناطق، وذلك من حسنات الخالق المبدع، لأن نهيق الحمارأجدى وأنفع وأبلغ في كثير من الحالات، من نطق الإنْسان…
ما أبلغك، يا أخي الحمار، في صمتك، وما أسخف بعض الآدميّين في نطقهم، وثرثراتهم المُزعِجة.
أنت تنهق والإنسان يتكلّم ويخطب… والفرق بين النّطقَين، أنّ نهيقك لا يتّسِم بِطابع حزبي ولا يَمس كرامة أحد.
صحيح أنّك حمار، يا أخي الحمار، ولكن حمرنتك تهون عند حمرنة الإنسان… في أغلب الأحيان…
صحيح أنك حمار، يا أخي الْحمار، ولكنّك عنصر نافع للبشر، تَرزح تحت الأثقال، وترهق نفسك بالأحمال من أجل راحة الإنسان. فهنيئًا لك في مروءتك، وفي تضحياتك الصّامتة في سبيل المثل العليا…
سلام عليكم، مَعشر الحمير، وعلى خلقكم العالي، وأدبكم الجم. إنّكم لا تشربون المسكر في العيد، ولا تأتون المنكر… ولا تقامرون، ولا تراهنون، ولا تحملون سلاحا ممنوعا، ولا تتقاذفون بالتّهم النّكراء، ولا تناطحون بالسكاكين والخناجر… ذلك لأنّكم حمير… والحمار يحمل بين جَنبيه قلبا أبيض كقلب الطِّفل.
إنهق يا أخي الحمار، إنهق في صبيحة العيد، أليس نهيقك أشهى إلى النّفس، وأقرب إلى العقل من بلاغة البلهاء من أبناء الإنسان الناطق؟.. كن حِمارا صامتا كما أنت عليه، ولا تكن إنسانا يجري وراء زعيم فاسد، أيّا كان. كن حيوانا بوجه واحد، ولا تكن إنساناا بوجهين ولسانين!!.
هنيئا لكم معشر الحمير. إنّكم لا تتحاربون ولا تتقاذفون بالرّصاص… ولا يتّهم الواحد منكم الآخر. هنيئا لكم في حمرنتكم، ونيّالنا في إنسانيّتنا المزيّفة المتألمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى