اخبار الفن

كتب جمال فياض: الجسمي والكبار في أوبرا القاهرة، بالوصف الحيّ!

الجسمي في أوبرا القاهرة …

إستضافت “دار الأوبرا المصرية” في القاهرة، الفنان العربي الإماراتي حسين الجسمي، ليقدّم سهرة غناء متنوّعة، منها أغاني ألبومه الجديد “أحزان ومرّت” الذي لحّن أغانيه الموسيقار السعودي الدكتور طلال. وبحضور حشد من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنّية، تقدّمتهم وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، تجلّى الفنان الإماراتي الكبير بأداء أغانيه الجديدة والقديمة، مع فرقة موسيقية مؤلّفة من حوالى مئة عازف من أشهر وأمهر العازفين المصريين، يقودهم المايسترو القدير وليد فايد.
كان مقرّراً حسب الوقت المحدّد أن يغنّي الفنان القدير مجموعة أغنيات مدتها الإجمالية ساعة ونصف. لكن الحفل طال وأمتدت السلطنة فتجاوزت السهرة الساعتين، تفاعل فيها الجمهور مع الأغاني الجديدة من الألبوم الجديد وكأنه يعرفها من قبل. وهو ما يؤكّد أن ألحان الموسيقار طلال فيها نوع من السهولة في الوصول الى المتلقّي، وهو ما يوحي بأن الملحن صاحب روح موسيقية سمعت كثيراً، واختبرت كثيراً، ووصلت الى حالة فهم ما يناسب الصوت المؤدّي، وما يكون وقعه خفيفاً على أذن جمهور يستأنس أكثر باللحن الرشيق. ففي اللحن المصري الروح الذي وضعه الموسيقار طلال لأغنية “غالي” وهي من كلمات الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي، إنسجم الجمهور وغنّى مع الجسمي وكأن الأغنية مسموعة ومحفوظة. وهو ما يعيد الى الذاكرة أغاني الأبنودي الشهيرة للراحل عبد الحليم حافظ مثل “كل ماقول التوبه، وعلى حسب وداد قلبي). طلال أمسك الحالة، وإنطلق من الشاعر الصعيدي وهو فاهم جيداً جمهور مصر الذي ما زالت هذه الروح في ذاكرته جيلاً بعد جيل. في أغنية “حدر القمر”، وهي أغنية سمعها الجمهور لأول مرّة بألحان وموسيقى، وهي قصيدة شهيرة للأمير خالد الفيصل. إختارها الموسيقار طلال من أرشيف الشاعر الأمير وغزل عليها لحنه الجميل. ووصل اللحن الى الحاضرين من مصريين وخليجيين وعرب، بسهولة السهل الممتنع. وتلقفها الجمهور بالتصفيق والإنسجام. في مكان آخر، وبكثير من الإحساس سمعنا كلنا، بل أنصتنا بحب كبير وانتباه لأغنية “أحزان ومرّت” التي كتبها الأمير بدر بن عبد المحسن. ويبدو أن الإنسجام الروحي بين البدر وطلال، ليس وقفاً على أغنية واحدة. وبينهما العديد من الأغاني المشتركة، لكن تبقى “أحزان ومرّت” حالة شاعرية ولحنية أداها الجسمي بإحساس عالي جداً. صحيح أننا سمعنا أغنيات جميلة ونحفظها من أغاني الجسمي ومنها مثلاً “بحبك وحشتيني” و”سته الصبح” و”أنا الحسّاس” ولكن ظلّت أغاني الموسيقار طلال الجديدة، حالة راقية من الأنغام والألحان والاشعار، في سماعها الكثير من المتعة، وهي من الأغاني التي تشير الى أن التعاون بين ملحن قدير وشعراء أساتذة، وصوت وإحساس الجسمي، لا بد أنه حالة مميزة جداً في مسيرة الجسمي وتاريخه الغنائي.
وكانت لفتة جميلة جداً، من الجسمي أن يغنّي أغنية “يا أغلى إسم في الوجود” التي غنتها الفنانة اللبنانية المعتزلة السيدة نجاح سلام من كلمات إسماعيل الحبروك وألحان محمد الموجي، وأغنية “بحبك يا لبنان” للسيدة الكبيرة فيروز، وهي من كلمات وألحان الأخوين رحباني. والطبيعي أيضاً أن يغنّي أغنية “أما براوة” للفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة، من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي.
حفل دار الأوبرا، كان أنيقاً جداً، وفخماً جداً، وسخياً جداً. بديكورات مميزة وفخمة. بإضاءة مميزة مضبوطة بدقة واضحة. أما الهندسة الصوتية، فكانت توصل الصوت بنبراته الدقيقة، وإحساس المطرب العالي. فكنّا نسمع النهدات والأنفاس بدقة لا متناهية. وقد تمّ تصوير السهرة بأحدث تقنيات التصوير الرقمي (فور كاي) وب29 كاميرا من أحدث ما توصلت إليه تقنيات التصوير التلفزيوني. ما عاب هذه السهرة، إلا بعض الوقفات الطويلة بين الأغنية والأغنية، فكنا نصاب ببعض الملل، وكان الجسمي يمازحنا ببعض التعليقات ليفسد على الملل إسترساله. السهرة أخرجها اللبناني وليد ناضيف، وأشرف على تنفيذ تفاصيلها وتنظيمها الأستاذ خالد أبو منذر الذي كان يهتم بأدق التفاصيل الى جانب إدارة دار الأوبرا لتكون سهرة بلا أخطاء، وكانت كذلك فعلاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى