كتب جمال فياض: تكريم نجوم الزمن الجميل واجب الحكومات،
كتب جمال فياض:
أحلى ما في المهرجانات الموسيقية والسينمائية والدرامية العربية عموماً والخليجية خصوصاً، أنها تتذكّر النجوم الكبار من مصر ولبنان، أكثر مما تتذكرها حكومات بلادهم. ففي مهرجانات السينما في الجزائر والمغرب، حضر في الأعوام القليلة الأخيرة، عشرات النجوم من الممثلين المصريين واللبنانيين والسوريين. وكلنا سمعنا عن تكريمات بالجملة لكبار الأسماء. وفي مهرجانات الإمارات العربية المتحدة، يكون نجوم السينما والدراما في مصر ولبنان وسورية أبرز وأوّل الحاضرين. ولست بحاجة للتذكير بمهرجانات دبي وأبو ظبي السينمائية حيث تتألّق الأسماء الكبيرة، وتمشي بكل تقدير وإعجاب على السجادات الحمراء، كما نجوم هوليوود. وربما تقدّم الإمارات العربية المتحدة، أجمل صورة وأبهى شكل لتقدير المخضرمين العرب. بل الأهم من كل هذا، أن الإمارات العربية بمهرجاناتها هذه، تذكّرنا بكل وضوح وتأكيد أننا ما زلنا وطناً عربياً واحداَ، تجمعنا الكثير من القواسم المشتركة، وأبرزها الفنون. منذ أيام أقام الدكتور اللبناني هراتش ساغبازاريان مهرجاناً جمع فيه كبار الأسماء من المخضرمين اللبنانيين والمصريين والسوريين. كرّمهم في احتفال كبير. ربما تغلغلت فينا بعض التساؤلات عن غاية طبيب تجميل من مثل هذه الإحتفالية الغريبة. طبعاً، غريبة، فما الذي يجعل طبيب تجميل يجمع مثل هذه الجملة الكبيرة من الفنانين والمشاهير، وخصوصاً الذين تحفظهم الذاكرة بتاريخ جميل من “الزمن الجميل”؟ لكن ما لاحظناه لاحقاً من الإنطباعات لدى هؤلاء النجوم، يمحو كل شك وتساؤل. لقد قال دريد لحام كما عبد المجيد مجذوب، كما يوسف شعبان كما كل النجوم، كلاماً في هذه اللفتة، ما يجعلنا نعتبرها لفتة كبيرة، أتت بثمار أكبر بكثير مما توقعنا لها. لقد أعاد مهرجان “الزمن الجميل” رفع المعنويات لجيل من الكبار، كانوا لوهلة يعيشون لحظة الإحباط وألم التقاعد المرّ. فالفنان، شخصية معقّدة الفهم على الجمهور. الفنان شخص ندر نفسه للناس، وسعادة الناس وإعجابهم بما يقدمه لهم، ستنقلب الى حزن كبير عندما تتوقف عجلات العطاء. وجاء مثل هذا المهرجان ليعيد لهؤلاء الذين لم يعد الواحد والواحدة منهم يطلب، سوى سماع التصفيق الأخير، وآخر صيحات الإعجاب والشكر والإمتننان من الجمهور. أكثروا من مثل هذه الإحتفالات، ولتـُكثر المهرجانات من تقديرهم، ومنحهم شهادات الشكر والتقدير. عاد المصريون والسوريون الى بلادهم، وعاد اللبنانيون الى منازلهم، وفي قلوبهم فرحة كبرى، فيها سعادة، نحن لم نشعر بها كما شعروا هم بها. ووعد علينا، ألا نلوم أو ننتقد أي تكريم لأي فنان كبير وقدير، بل سنصفّق لمن يقوم بها، سواء كان طبيب تجميل أو رجل أعمال أو أي محب ومعجب بالفن والفنانين. ولتسترح حكوماتهم، فقد جاء من يقوم عنها بهذا الواجب النبيل.