ليلة العيد . سينما مصرية بخلطة شعبية صادمة بعيدة عن الأفلام المستوردة
القاهرة – أحمد الدسوقي
شاهدت الأيام الماضية الفيلم السينمائي الجديد ” ليلة العيد ” الذي يشهد عودة نجوما كبار للسينما المصرية على رأسهم الأيقونة ” يسرا” الذي تقدم فيه شخصية ” عزيزة” المراة الكادحة على قوت يومها وأبنائها مع وجود زوج فاقد القدرة على الحركة يعكر صفو حياتها وجسده باقتدار الفنان سيد رجب في الفيلم ، تفاجئني يسرا في كل شخصية تقدمها بتألق ونضج فني كبير وتطور في الأداء وأسلوب التمثيل ، فهي قادرة على التلون بين مختلف أنماط الشخصيات سواء المرأة الاستقراطية أو التي تنتمي للطبقة البسيطة الكادحة في المجتمع المصري وجسدتها سابقا في مسلسلها الشهير ” الحساب يجمع” بتمكن واحترافية عالية منذ سنوات ، وعادت لتقدمها بتمكن شديد في ” ليلة العيد ” فهي صاحبة مدرسة أداء السهل الممتنع دائما ، التي تستطيع أن تحتضن سيدأت وفتيات القرية التي تعيش فيها وتدور أحداث الفيلم بها ، بعد قهر عائلاتهن لهن سواء الأب أو الزوج أو الأخ .
أعود لفيلم ” ليلة العيد ” ، هو فيلم سينمائي بنكهة وطعم مصري خال من الأكشن المستورد من الخارج الذي طغى على معظم أفلام السينما السنين الماضية ، كتبه أحمد عبد الله على طريقة مسلسلاته وأفلامه الشهيرة ” كباريه ” و” الفرح” و” رمضان كريم ” والتي ضمت توليفة مختلفة ومميزة من النجوم والفنانين معا لانجدها سوى معه فقط في الدراما والسينما ، وصاغ هذه التوليفة بروحه المبدع سامح عبد العزيز ، حيث شكل الثنائي توأم فني خلال السنين الماضية في التلفزيون والسينما وحققا نجاحات كبيرة معا .
لكن كنت أتمنى أن يتم طرح فيلم ” ليلة العيد ” في توقيت أفضل ليحظى بالايرادات التي يستحقها على قدر صدمة القضايا والموضوعات المطروحة فيه من ختان الاناث وزواج الفتيات الشابات في عمر صغير كما جسدته ” تسنيم مطر ” بالفيلم ومحاولة سيطرة والدتها وأبيها عليها ، وكذلك قهر الأب لموهبة ابنته التي تحاول ممارسة الرياضة والاحتراف لتصبح بطلة وجسدتها الفنانة يسرى اللوزي ، بالاضافة لقهر الزوج لزوجته أمام الحارة ومعاملتها بشكل مهين ” ريهام عبد الغفور – أحمد خالد صالح ” الذي قدما أفضل أدوارهما ، وغيرها من الصدمات التي حاول أحمد عبد الله طرحها في الفيلم .
حقيقة الفيلم فيه متعة وبريق السينما المصرية التي افتقدنا لروحها وطعمها منذ فترة طويلة ، بعد سيطرة موجة أفلام الأكشن والاثارة والكوميديا السطحية على معظم الأعمال السينمائية ، لكن قد يعيب على أحمد عبدالله أن الكثير من الأشخاص شعروا أن ” ليلة العيد ” نسخة مشابهة لمسلسلاته وأفلامه رغم تميزها ، لكن جاء بنفس الطعم والروح وذلك أظهر الفيلم كأنه قديم في طابعه وموضوعاته ، وأثر ذلك على انتشاره جماهيريا مع طرحه بجانب أفلام خفيفة كوميدية بالسينمات الأيام الماضية ، لكن أرى أنه مع عرضه تليفزيونيا سيحظى باقبال ومشاهدة كبيرة فهو من الأفلام السينمائية التي تستحق ذلك لعدم سطحيته وقوة موضوعاته ولأنه يقدم سينما مصرية خالصة بعيدة عن أفلام الخواجات المستوردة منذ فترة طويلة .