ليلة فيروزية في قلب العاصمة.. تونس تغني مع لبنان

الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥ ، الساعة السابعة مساءا ، تحت إشراف وزيرة الشؤون الثقافية (تونس) وبحضور عدد من نواب مجلس الشعب، وجمع كبير من الإعلاميين والإعلاميات والصحفيين والصحفيات (التلفزيون التونسي الرسمي بفضائتيه الوطنية ١ والوطنية ٢ / الإذاعة الوطنية، ومندوبين عن كل الإذاعات والتلفزيونات الخاصة التونسية…)، احتفلت تونس بجارة القمر، صوت لبنان المتسرب من حنان الضيعة وهي تصحبنا إلى رأس النبع وتنزل بنا إلى السفح الذي وشحته الثلوج. (فيروز… الحرية المقدسة) عرض خاص أرادته تونس أن يكون احتفاء وتكريما ومحبة لسفيرة لبنان إلى النجوم، سفيرة لبنان إلى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، في مسرح الجهات – أوبرا تونس بمدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، كانت ليلة السيدة فيروز، سفيرة متوجة بمحبة شعبها وتطلعات الناس في ربوع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. جمهور تونسي وعربي غفير حضر الإحتفالية التي أخذته إلى الرحاب الفيروزي. طوال العرض، وفي كل لحظة، كان لبنان حاضرا في أرجاء المسرح، لأنه مهما كان البعد القومي والعاطفي والإنساني للأغنية الفيروزية، بقي ويبقى لبنان هو سرة هذا البعد وأساسه الموغل في أعماق الأرض.
افتتح العرض بفيلم وثائقي بعنوان (رقصي لفيروز) بإمضاء المخرج الفرنسي دومينيك دولابيير، بطولة ملهمة الفيلم، سيدة من حسناوات لبنان، الكوريغراف اللبنانية لمياء صفي الدين. وقد أخذنا الفيلم إلى عالم لمياء صفي الدين، الكوريغراف العربية الوحيدة التي قدمت الأغاني الفيروزية خارج إطار الرقصات التقليدية، فرحلت بنا إلى لوحات نابضة بالحياة، تماما كما تغمرنا فيروز بروح الحياة وعبقها العطر بالحنين والأمل والحزن والشجن والسفر والبعد والفرح والشجن… وعبق الوطن.
خصيصا لعرض تونس، تصور الإعلامي التونسي لطفي البحري (وهو مذيع سهرة الإحتفاء التونسي بالسيدة فيروز)، أعد سيناريو خاص وصياغة خاصة للحديث حول أربع محاور في علاقة بالسيدة فيروز، وهي فيروز. وللغرض أعد لكل محور فيلما وثائقيا قصيرا (كبسولة بودكاست) أنجزه ليكون تمهيدا للنقاش والمداخلات الخاصة المباشرة على المسرح.
المحاور: ١- (فيروز والأرض): المداخلة بإمضاء الإعلامي التونسي لطفي البحري.
٢- (فيروز والمرأة): المداخلة بإمضاء ضيفة الشرف، المطربة التونسية الأستاذة الجامعية د. ليلى حجيج.
٣- (فيروز والجسد): المداخلة بإمضاء الكوريغراف اللبنانية لمياء صفي الدين.
٤- (فيروز والذاكرة): بإمضاء الإعلامي التونسي لطفي البحري.
في اختتام العرض، مشاركة استثنائية، لوحات قدمها بالي أوبرا تونس، وهي ثمرة ورشة (ماستر كلاس) أدارتها الكوريغراف اللبنانية لمياء صفي الدين، لوحات أبدعت فيها لتبحر مع جمهور مسرح أوبرا تونس، في صوت فيروز، صوت موغل في أعماق الأرض، حتى أصبحت الأرض بأكملها سماء، سماء تألقت وتتألق في الرحاب الفيروزي… رحاب الرحباني، عاصي ومنصور وزياد، أسماء من الذهب الخالص، معهم حلقت فيروز تعانق السماء وتداعب النجوم.
هكذا جاء الإحتفال بالسيدة فيروز الذي أشرفت عليه وزارة الشؤون الثقافية ونظمته أوبرا تونس. احتفاء عاشه الجمهور مع فيروز وهي تدغدغ بداخله الإحساس بأن الدنيا هي فجر جديد مليء بالعطر الذي لا يخلو من حزن وشجن وتفاؤل وفرح… احتفاء بفيروز التي صانت وتصون بصوتها ملايين العرب، رفعت أعلامهم وغنت لجميع أوطانهم فمنحتهم سعادة يستحقونها عن جدارة، فيزيد لها قدرا ومكانة وحبا وتقديرا وإجلالا.