مأمون علواني والعلاقة مع الراحل حاتم علي
دمشق – عامر فؤاد عامر
بعد نشرنا مقالاً عن الرّاحل حاتم علي، وتشريح بعض المراحل التي اشتغل عليها، كان هناك تواصلٌ من الدكتور مأمون علواني، ليتحدّث عن رأيه في نقطة مهمّة في أعمال حاتم علي لا سيّما التاريخيّة منها، وعن حسّه الإخراج، وعلينا الإشارة أيضاً إلى أن الفترة التي عرفه فيها شخصيّاً كانت منذ العام 2014 وما بعدها، وعنها يقول “علواني”: “عرفت حاتم علي في مرحلة الإعداد لمسلسل “العرّاّب” في جزئه الأوّل، وجميع المسلسلات التي جاءت بعده حتى بداية العام 2019، ولا بدّ لي من بوح هذه الكلمات، والبداية مع نقطة بارزة لم يلتفتْ إليها أيٌّ من النقّاد أو الفنانين والفنيين الذي تعاونوا معه، وهي أن حاتم علي تميّز عن المخرجين العرب جميعاً، من خلال معالجة نقطة مهمّة أثناء صناعة المسلسل التلفزيوني التاريخي، وتفوّق فيها على الجميع، وكاد أن يقارب المخرجين في أوربا والغرب عموماً، وهي كيفيّة إخراج المعارك والحروب ومثالها الجليّ في مسلسل “عمر”، فقد عرف “حاتم” كيف يصنع معركة ويخرجها بكلّ تفاصيلها، ولم يجاريه أحدٌّ في ذلك.
كان حاتم علي إنساناً رائعاً، وما بداخله يبقى في داخله بعكس كلّ البشر، هادئ، مفّكر، يستمع جيّداً لمن يتحدّث قبالته، شديد الملاحظة، يدافع عن فكرته أمام الجميع، قويّ، متين، قادر على الإمساك بزمام الأمور جيداً.
الممثل أمام عدسته يحيا ويعيش بطريقة خاصّة، ومن يفهمه جيداً يعرف أنه يُنعش الممثل بتوجيهاته، وبالعفوية التي يتعامل بها معه، ليعود بعدها بكلّ تركيز إلى المونيتور.
قد رحل حاتم وفي قلبه غصّة، كان متألّماً، قليل الكلام، ولكنّه بقي قويّاً، وأقول له وداعاً أيّها الأستاذ عسى أن تولّد الحياة من يخلفك، وعسى أن يكون “عمرو” خلفك، ويمشي على خطاك، وتعازي الحارّة لزوجك في هذا الفقد”.
أرفق لنا الدّكتور مأمون علواني بعض الصور التي جمعته مع الرّاحل حاتم علي، ومجموعة من نجوم الدّراما السّوريّة.