بين الهام شاهين وهشام ماجد، وجدل النقاد في “المشهد تاغ”
دراما رمضان بين الإبداع والتكرار.. من حصد الإشادات ومن وقع في فخ الانتقادات؟

حسن شرف الدين
بعد مرور أسبوع على المنافسة الرمضانية الشرسة، واستكمال النظرة الأولى للمسلسلات وتحديد مسارها في الحلقات القادمة، أطلّ الناقد الفني والإعلامي د. جمال فياض، والناقد الفني مصطفى الكيلاني، عبر برنامج “المشهد تاغ” لتقييم الحلقات السبع الأولى.
كانت البداية مع الكيلاني، قائلاً: “الحلقات الأولى هي مفتاح أي مسلسل؛ إما أن تشدّ المشاهد لمتابعته، وإما أن تمرّ مرور الكرام. هذا العام، هناك أعمال تواجه بعض المشاكل، لكننا نواصل متابعتها، فيما توقفتُ عن مشاهدة بعض الأعمال التي تعتمد على نمط العشوائيات المكرّر، ومنها شخصية فهد البطل التي تتكرر كل عام”.
من جهته، قال جمال فياض: “لا أريد أن أظلم أحدًا، بل أفضّل إعطاء الفرص. مثلًا، مسلسل (البطل) بدا لي عاديًا في حلقته الأولى، لكن بعد مشاهدة الحلقتين الثانية والثالثة، لاحظتُ أن الدراما فيه أصبحت أقوى. أما مسلسل (نَفَس)، فلم أجد فيه حتى الآن ما كنت أتوقعه. كذلك، مسلسل حسن الرداد، شاهدتُ منه الحلقة الأولى ووجدتها تميل إلى (البياخة)، لكن سأمنحه فرصة. نحن، كمنتقدين ومشاهدين، لن نرحم من يستخفّ بعقول الناس”.
وخلال الحلقة، أطلّ الممثل هشام ماجد للحديث عن مسلسل “أشغال شقة”، وقال: “أشكر كل من أشاد بالعمل، خصوصًا في ظل وجود أعمال قوية هذا العام، وأتمنى أن تستمر هذه الإشادات حتى الحلقة الأخيرة”.
وعن سبب الاكتفاء بـ15 حلقة فقط، أوضح: “30 حلقة عدد كبير لأي عمل درامي، ولو كان (أشغال شقة) من 30 حلقة، لسيطر عليه أسلوب (المطّ). دائمًا ما تكون 15 حلقة خيارًا أفضل”.
أما بخصوص الانتقادات، فشدد على أنها “غير مبررة”، مضيفًا: “الكوميديا تُبنى على فرضيات مختلفة، ومن غير المقبول ما يُقال عبر السوشيال ميديا. مثلًا، هناك من ينتقد شخصية (حمدي) الطبيب الشرعي الفاشل، رغم وجود 10 أطباء ناجحين في المسلسل نفسه! هذا أمر طبيعي في الحياة. وأين كان التنمر على إسلام مبارك؟ الموضوع كان مجرد مزحة، ولم يكن لديها أي مشكلة. البعض يفتعل جدلًا بلا سبب”.
من جانبه، قال الناقد مصطفى الكيلاني: “للأسف، اليوم أصبح كل شخص يحمل هاتفًا يعتقد أن من حقه التعبير عن رأي بلا أي منطق. ماذا يعني أن يطالب البعض بمنع مسلسل لأن الطبيب فيه فاشل؟ وكأن كل المهن خالية من الفاشلين! قريبًا، قد نرى الطيور تعترض على أن سبايدرمان يطير!”.
أما جمال فياض، فصرّح قائلًا: “هل هناك كوميديا بلا تنمّر؟ الكوميديا قائمة على المواقف غير المألوفة التي تُضحك الناس. السوشيال ميديا اليوم أصبحت مساحة للشتم، وحتى في الدراما أحيانًا نجد ذلك. لكن علينا الاعتراف بأن أطفال مسلسل (أشغال شقة) موهوبون جدًا، والمسلسل أثبت نجاحه”.
هذا، وشاركت الممثلة المصرية إلهام شاهين في الحلقة، وتحدثت عن دورها في مسلسل “سيد الناس”، قائلة: “تفاجأ المشاهدون من رؤيتي في هذا الدور، ومن وجهة نظري، هذا نجاح، لأنه يمثل تحديًا جديدًا. كلما تفاجأ الجمهور بأداء ممثل في دور غير متوقع، اعتبره نجاحًا”.
وأضافت: “الأدوار المركبة تتطلب جهدًا أكبر، سواء في تعبيرات الوجه أو في تغيير الصوت، خاصةً عندما تكون الشخصية انفعالية”.
وبالعودة إلى النقاد، قال د. جمال فياض: “قلت منذ بداية السباق الرمضاني إن محمد رمضان يهيمن على المشهد الدرامي، وهذا أمر إيجابي، لأنه أصبح (موضة). أما بالنسبة إلى إلهام شاهين، فأنا من معجبيها على جميع الأصعدة، سواء في آرائها الفنية أو السياسية. في هذا العمل، أسعدني أنها وافقت على التمثيل مع هذا الجيل، كما أنها وضعت اسمها في نهاية التتر، وهو نوع من التواضع. بالإضافة إلى ذلك، هذا الدور مختلف تمامًا عمّا اعتدنا عليه منها؛ فهي دائمًا ما تُجسّد الشخصيات الناعمة، لكن هذه المرة رأيناها في شخصية قوية، وأثبتت أنها ممثلة مخضرمة”.
وأضاف: “المسلسل جميل، وقصته رائعة، وجميع أبطاله قدموا أداءً مميزًا، لكن لا يزال لدي تحفظ على مشاهد العنف في الشارع”.
وأكد الكيلاني اتفاقه مع فياض، قائلًا: “نموذج العشوائيات يفتقر إلى التنوع، وسيصبح مستهلكًا. أما إلهام شاهين، فهي ممثلة قديرة ومخضرمة، كما أنها الفنانة الوحيدة التي تعبّر عن رأيها السياسي دون خوف، وهذا حقها المشروع”.