هذا هو الزين … روعة السلطنة!
كتب جمال فيّاض
هذا الصيف، ستكون كل حفلات ملحم زين الصيفية بكفّة، وحفله في ال”كاي لاونج” – قاصوف ضهور الشوير بكفّة. ما الذي حصل؟ لست أدري، وربما لن يعرف أحدٌ منّا نحن الذين حظينا بحضور هذه السهرة، السرّ الذي جعل هذا المطرب النجم يغنّي بهذا الجمال وهذا الذكاء، وسأحكي لكم لاحقاً عن الذكاء.
طبقات صوت ملحن زين فيها عاطفة واضحة عندما يذهب بالأداء الى الطبقات العالية، وهذا أمر ليس سهلاً على المطربين من ذوي القدارت الصوتية العالية. لكنه على الزين يسير. وكلما صعّد ملحم الأداء، كلما ارتفعت حالة الشجن والإحساس، وهنا تكمن الميزة.
وعن الذكاء، سأحكي لكم الحكاية الأزلية، التي تربط نجاح حفل الفنان بذكائه. فالصوت الجميل لا يكفي ليقدم الفنان حفلاً كبيراً وناجحاً، بل هو بحاجة للرادار الحسّي الذي يقيس حرارة الجمهور ونبضات قلبه، ورغباته ومزاجه. وهذا الرادار الذي كلما كان دقيقاً، كلّما عرف الفنان كيف وماذا ومتى يقدّم كل أغنية أو موّال. هذا الرادار الذكي، كان في حفل ملحم زين في ضهور الشوير، بأحسن حالاته. فقد عرف ماذا يغني، ومتى يغنّي، وكيف يغنّي ليسيطر على الحضور بكل أدواته الفنية وموهبته الصوتية. قد يكون لحضور السيدة جوليا بطرس بين الجمهور تأثيره، وقد يكون لحضور دواة الرئيس المواطن اللبناني الياس بوصعب تأثيره، وقد يكون للملحن سمير صفير الذي بدأ يستعيد حضوره الفني وتأثيره الموسيقي بعد غيبة تركت فراغاً واضحاً على الأغنية اللبنانية. كل هذا مع جمهور متحمّس جاء من مختلف المناطق، وأغلبه من المغتربين المشتاقين، أوحى لملحم بالسلطنة بأقصى حدودها، فسيطر الغناء والأداء والحضور على المشاعر، وتحوّلت السهرة العادية الى مهرجان من مهرجانات الألوف المؤلّفة.
أجمل الأغاني، والمواويل، والتراثيات البعلبكية والقدود الحلبية… كلها حضرت كما مائدة الملوك من الأغاني والموسيقى والإيقاعات بصوت قادر على كل الألوان…
سهرة يمكن اختصارها بكلمتين، “روعة السلطنة”، كانت في ال”كاي لاونج- قاصوف” ضهور الشوير، هذا المكان الأنيق والجميل والذي شهد تاريخاً جميلاً مع كبار غنّوا فيه مثل محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ وصباح … حتى وصل الى ملحم زين !
هذا هو الزين …