اخبار الفنكتب جمال فيَاض

هراتش … والزمن الجميل !

كتب جمال فيّاض:

عندما يأتي شاب من عالم الطب والجراحة وتحددياً الجراحة التجميلية، ليكرّم نجوماً من زمن مضى، ومن تاريخ جميل، نجده يفرض نفسه علينا لنحبه ونقدّره. لفتة الدكتور هراتش ساغبازاريان، قد تكون فريدة من نوعها. فريدة لأنه يقوم بهذه اللفتة بنفسه ومن ماله الخاص. فالطبيب الشاب، يمارس هوايته الجميلة بتكريم الفنانين الذين بدأت الأضواء تنحسر عنهم نسبياً. قد يكون بعضهم ما زال يشعّ بنجاحه، ولكنه يراه نجماً يستحق تسليط الضوء عليه، لا لشيء، سوى أنه قدّم لنا لحظات متعة برؤيته ممثلاً أو مطرباً أو سينمائياً أخرج وأنتج وصوّر أعمالاً فنية ما زالت محفورة في ذاكرتنا.
منذ بدأ 0هراتش هذه الحكاية، وهو يثير التساؤلات، حول الهدف أو النتيجة التي سيحصدها من هذه اللفتة. هل هو مستفيد مادياً؟ أم يحقق نتائج غير التي نراها؟ هو بكل بساطة، يجتهد ليرى سعادة العيون. عيون المكرّمين، وعيون المدعوين. لا أكثر ولا أقلّ. بعض المتموّلين يصرفون أموالهم على طاولات القمار والكازينوهات. البعض يصرفها على سهرات وموائد وولائم يدعو إليها الأصدقاء. البعض أيضاً، يتباهى باقتناء السيارات واليخوت والمجوهرات، فيصرف ثروات دون أن نراه أو نعرفه. وهو حرّ. نعم، هذا البعض حرّ في كل ما يفعله بأمواله. خصوصاً متى كانت أموالاً من تعبه وعرق جبينه. فلماذا نستغرب أن يصرف هراتش هذه المصاريف على حفل يقيمه بين عام وآخر لتكريم من يحتفظ لهم في قلبه بإعجاب وحب؟
هراتش، طبيب جرّاح ناجح، جرّاح شاب حقق من عمله ما يجعله ميسوراً، وبإمكانه أن يعيش حياة الرفاهية. قد يكون أراد أن يشتهر كشخصية إجتماعية. وكان بإمكانه تمويل حملة إعلامية وإعلانية لعيادته ومستشفاه الكبير. وكان بإمكانه أن يشتري مساحات على المواقع الألكترونية. والساعات على شاشات التلفزة. وساعات الترويج على أثير الإذاعات. ألم يكن بإمكانه هذا؟ بالطبع بلى. هو آثر أن يصاحب الشهرة، من باب الإنسانية واللطف والروح المُحبة. جاء بالمنسيين، واحتفل بهم. وهل أجمل من أن ترى مطربة عراقية مثل أمل خضيّر، التي أشتهرت في بلدها، وعدنا لنسمع عنها عندما أعاد الفنان اللبناني عاصي الحلاني إحياء أغنيتها الشهيرة؟ وهل هناك لفتة أجمل من لفتته الى الفنان الكبير ميشال تابت المنسي مع عجزه في بيته؟ والفنانة المسرحية رينيه الديك، التي أقعدتها الشيخوخة؟ وقبلهما كثر من نجوم لبنان ومصر والعالم العربي؟
هراتش، يقوم بدور كان على وزارات أن تقوم به. كان على سياسيين أن يقوموا به. كان على رؤساء ومسؤولين أن يقوموا به…
شكراً هراتش، وإن كان البعض يجد في شكر هراتش أمراً يدعو للتنمّر. شكراً دكتور هراتش، تابع نجاحك، ومشروعك، ونحن معك حتى لا يبقى ماء وجه على وجه مسؤول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى