هيّاف ياسين وشوقي ساسين ودياموند شعيا وتحية ذهبية الى الفيحاء
مُوشَّحٌ يُحاكي عظمة طَرابلس
هي “طرابلس” الجميلة والعريقة في آن، والتي كانت ولاتزال مصدر إلهام للكثير من روّاد الفنّ لا سيّما أولئك المهتمّين بالفنّ العربيّ الأصيل.
في هذا السياق أطلق الموسيقيّ اللّبنانيّ البارز والأكاديميّ د. هيّاف ياسين موشّحًا ساحرًا وأصيلًا حمل عنوان “طرابلس” كتحيّة مباشرة، مغموسة بالمحبّة والإجلال، إلى هذه المدينة الفاتنة على الساحل اللّبنانيّ.
نَظمَ هذا الموشّح البديع قَلَمُ الأستاذ شوقي ساسين (رئيس اللّجنة الوطنيّة اللّبنانيّة لليونسكو) وتمّ توقيعه بذاك الصوت الملائكيّ الرخيم للفنّانة المبدعة الآنسة ديامونت-كوين شعيا (خرّيجة الجامعة الأنطونيّة).
وقد خاطب هذا الموشّح مسامع النّاس لأوّل في حفل الافتتاح الرسميّ الذي أقيم برعاية دولة مجلس الوزارة الأستاذ نجيب ميقاتي وبدعوة من معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، صباح يوم الجمعة الواقع فيه 24 أيّار 2024 في معرض رشيد كرامي الدوليّ – طرابلس\لبنان، وذلك لمناسبة إعلان “طرابلس عاصمة للثقافة العربيّة للعام 2024″، حيث شاركت في أدائه فرقة “موسيقيّون من أجل طرابلس” المؤلّفة من أحد عشر موسيقيًّا بقيادة وإشراف الدكتور هيّاف ياسين ترافقه الآنسة ديامونت-كيون شعيا بصوتها الشجيّ والفاتن.
وقد أتى تلحين موشّح “طرابلس” على غرار تلاحين الموشّحات في عصر النهضة الموسيقيّة العربيّة، حيث أنّه معروف عن الدكتور هيّاف ياسين احترامه الدقيق لهذا التقليد الموسيقيّ العربيّ الفنيّ، واتّباعه النهج الموسيقيّ المقاميّ الأحاديّ، وبحثه الدائم عن التجدّد من داخل عناصر هذه اللّغة الموسيقيّة، متّبعًا كلّ القواعد والنحو الموسيقيّ في صياغة وإنتاج الجمل الجديدة.
وقد اتّخذ هيّاف ياسين مقام “البيّاتي” المتجذّر في هذه الأرض المشرقيّة منطلقًا لتلحين موشّح “طرابلس” من درجة “اليكاه” المنخفضة الرخيمة مع توقيع رصين على ضرب إيقاعيّ مخمليّ لفنّ صناعة الموشّحات هو “المصمودي الكبير”. الشروع كان بتقسيم استهلاليّ قصير لآلة السنطور الساحرة، بعدها ابتدأ في تثبيت لحنَيّْ الدَورَين الأوّلين من الموشّح على مقام الحسينيّ، ليستكمله إلى مقام “الكرديّ” من درجة “الدوكاه”، ثمّ تناول مقام “العشّاق” من درجة “الرّاست”، وختم الدَورَين بمرور سريع إلى مقام “الصبا”، والاستقرار يعود بنا إلى مقام “البيّاتيّ” من درجة الانطلاق على “اليكاه”، حيث يتغيّر الضرب الإيقاعيّ باتّجاه الوحدة السائرة الثنائيّة لفترة وجيزة، ليعود بعدها إلى الضرب الأساسيّ وهو المصمودي الكبير.
أمّا خانة الموشّح الجميل، فقد قرّر د. هيّاف تغيير المقام كليًّا فيها باتّجاه مقام “الراست” ليفتح آفاق المخيّلة لدى السامع بشكل متّسق مع معنى النصّ الأدبيّ، ليتوالى التواتر مرّتين بين مقاميّ “الراست” من جهة ومقام “السيكاه” من جهة ثانية.
أمّا في استرجاعه لقفلة “الموشّح” فقد قرّر ياسين هنا استخدام مقاميّ “الكرديّ” من درجة “الدوكاه” و”العشّاق” من درجة الرّاست” ليختتم الموشّح وقفلته بتكرار القفلة ذاته الموجودة في لحن الدورين الأوّلين.
وقد تألّفت فرقة “موسيقيّون من أجل طرابلس” من أحد عشر موسيقيًّا هم: أشرف ياسين: سنطور – جوزيف كرم: ناي – دافيد بو عتمة: قانون – ريمون ناصيف: كمنجة – رولاند عيد: كمنجة – عادل كرم: كمنجة – شربل بو أنطون: كمنجة – طوني حوّاط: تشيلُّو – زاهر السبعلي: كمان باص – غابي حصواني: طبلة – ناجي حصواني: رقّ – بالإضافة إلى مشاركة الأستاذ علي حسن مساعدًا فنيًّا.
سيحظى هذا الموشّح الجميل بالانتشار على المنصّات الإلكترونيّة المختصّة بالحيّز الموسيقى في الأيّام القليلة المقبلة.