وعد بركات، بانتظار النصف الثاني!

كتب جمال فياض
أصعب ما في الفن أنه لا يورّث، وكل الأبناء الذين ورثوا الموهبة عن أهاليهم من كبار الفنانين،سيواجهوا الصعوبات مضاعفة عشر مرات،إذا ما قرروا متابعة مشوار أهاليهم الفني. فالفنان عليه أن يتفرّد بشكل يفوق ما تفرّد به الأب أو الأم في عالم الفن،سواء التمثيل أو الغناء أو ما يقاربهما مثل التلحبن أو الإخراج . ونادراً من نجد فناناً نجح كما والده، لكن هذا لا يعني أننا سنلغي عنه الموهبة إن وُجدت…
وعد ملحم بركات، طبعاً نحن عرفناه من إسمه عندما قرّر احتراف الغناء، وهو اليوم مطرب محترف،وإسمه وعد بركات. وحذف إسم والده الموسيقار الراحل ملحم بركات،ليس إلا لتأكيد أنه يريد أن يكون هو نفسه، لا إبن والده الذي ترك تاريخاً جميلاً من الموسيقى والألحان والغناء. الحِمل ثقيل جداً، ووعد يثابر ويكمل ويتعلّم ويهتم ليصل الى حيث تكون له أعماله وأغانيه وشهرته الخاصة،دون اتكال على الإرث البركاتي الكبير.
لمناسبة عيد الأم،أحيا وعد بركات سهرة غنائية جماهيرية،حضرها حوالي سبعمائة شخص،أتوا يحتفلوا بالمطرب الشاب، ويسمعوه وهو يغني أغانيه وبعض أغاني الراحل ملحم بركات. وما أصعبها سهرة،كيف يمكن أن تقنع الناس الذين عرفوا ملحم بركات وحفظوا أغانيه منه،أن يسمعوها من غيره. وكيف يمكن لمطرب مهما علا شأنه وتمكّن من موهبته وصوته أن يتجرّأ على مثل هذا الغناء الصعب؟
لقد فعلها وعد، فعلها إبن أبيه… وحضر وغنّى وأمتعنا، وأحببناه، وسمعناه، وسررنا بأن ملحم بركات ترك لنا وعداً بالخلود، فإذا بأغانيه ما زالت في الذاكرة والوجدان، وأن وعد أحسن الغناء والأداء والحضور…
المهمة صعبة،وصعبة جداً ، وإذا كان إرث ملحم بركات ليس بسيطاً، فالاقتراب منه أصعب من الصعوبة، ومع ذلك كان وعد بركات على قدر المهمة… وتخطى المرحلة الصعبة بنجاح.
وتبقى أمام وعد مهمة ربما لن تكون سهلة عليه، لكن عليه ألا يهملها. هذه المهمة هي أن يبحث لنفسه عن أغانيه الخاصة،وأن يبدأ بالإبتعاد عن أغاني ملحم بركات، وأن يكوّن لنفسه شخصيته الفنية ورصيده الفني الخاص. ونحن نعرف أنه ملحّن موهوب، وقد اعترف له الموسيقار بموهبته الموسيقية، والتي يجب أن يستفيد منها بقدر الإمكان وبأسرع الممكن. بالإضافة على البحث عند الملحنين عن أعمال تناسبه بصوته وشخصيته الفنية. وتعزيز حضوره الإعلامي في كل الوسائل.
حتى الآن، تخطى وعد نصف الإختبار بنجاح، وننتظر منه تخطّي النصف الباقي، لنعترف له بنجومية يستحقها وبكل جدارة …
وعليه أن يعرف أنه لا يملك ترف الوقت،فالجمهور لا ينتظر ،خصوصاً في زمن المنافسات الفنية الكبيرة.