اخبار الفن

أصالة الماضي تلتقي بذوق الحاضر في محلٍّ يُشبه صاحبتَه.

في قلب معرض يعجّ بالألوان والحياة، يسطع ركن محل “O Vieux Beyrouth” كجوهرة شرقية تحاكي ذوق الباحثين عن التفرّد والتميز. إنه أكثر من متجر، بل رحلة حسية تأخذ الزائر إلى بيروت القديمة، بأناقتها ودفئها، من خلال قطع منزلية نادرة التصميم، ولمسات فنية مبهرة تعكس ذوقاً راقياً وشغفاً حقيقياً بالجمال.

كل قطعة هنا تحكي حكاية: من الأواني المزخرفة التي تشبه لوحات مصغّرة، إلى الكراسي الخشبية الملونة بخطوط يدوية نابضة بالحياة، إلى المصابيح التي تشبه فانوساً من ألف ليلة وليلة، والدواليب والمكتبات المصنوعة بإتقان، وكأنها خرجت للتو من منزل بيروتي عريق. لا يقتصر عرض “O Vieux Beyrouth” على أدوات المائدة والتحف، بل يمتد إلى أثاث الحديقة والشرفة، حيث يتجلّى التزاوج بين الطراز الشرقي واللمسات المعاصرة، في مزيج متناغم يأسر النظر.

السر وراء هذا الذوق الرفيع هو السيدة الأنيقة والراقية التي تقف وراء المحل، والتي أبدعت في انتقاء كل تفصيل، صغيراً كان أم كبيراً. بلمستها الخاصة، حوّلت الرتابة إلى حياة، والبساطة إلى ترف، والعادي إلى استثنائي. هي ليست مجرد صاحبة متجر، بل فنانة حقيقية تترجم رؤيتها للتراث اللبناني بطريقة معاصرة، تحافظ على الجذور وتمنحها روحاً جديدة.

من يدخل جناح “O Vieux Beyrouth” لا يخرج خالي الوفاض، حتى وإن لم يشترِ شيئاً، لأن التجربة بحد ذاتها متعة بصرية وروحية. الألوان الزاهية، النقوش المستوحاة من الفن الإسلامي والشرقي، والطاقة الإيجابية التي تنبع من التصميم المتناغم، كلها تجعل من هذا المكان ملاذاً لعشاق الذوق الرفيع ومحبي القطع النادرة ذات الطابع الشخصي.

في زمن تتشابه فيه الأسواق وتتكرر فيه التصاميم، يبرز “O Vieux Beyrouth” كصرخة جمالية تذكّرنا أن للبيت روحاً، وللأشياء ذاكرة، وللألوان طاقة تنبض بالحياة. وبفضل رؤية سيدة راقية تؤمن بأن الجمال يمكن أن يكون في كل زاوية، أصبح هذا المحل مساحةً للحنين، وللفرح، وللإبداع الحقيقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى