اختلاف في وجهات النظر بين جمال فياض و طارق الشناوي بسبب مسلسل “الحشاشين” و “ولاد بديعة”

حسن شرف الدين

بعد نهاية الأسبوع الأول من رمضان، وعرض الحلقات السبع الأولى من المسلسلات الرمضانية، أطل كل من الناقد الفني اللبناني جمال فياض و المصري طارق الشناوي ضمن برنامج “المشهد تاغ” الذي يعرض على قناة المشهد للحديث عن الأسبوع الأول لدراما رمضان 2024.

الحديث كان مشتعل و ناري من البداية، إذ إختلف كل من الناقدان حول التحريف التاريخي بمسلسل “الحشاشين” وحول إعتامد صناع العمل اللغة العامية بعمل تاريخي كهذا.

البداية كانت عند فياض، الذي علق على المسلسل الذي يقوم ببطولته الممثل المصري كريم عبد العزيز، قائلاً: “بالنسبة لي أنا ضد العامية المصرية بمسلسل تاريخي دون أي تردد، إن أردنا مقارنته بأعمال يوسف شاهين مثلا في المصير و المهاجر و بونابرت، فهو استخدم هذه القصص كنوع من الفانتازيا لانه تصرف كثيرا في التفاصيل دون أن يركز على السرد التاريخي الحقيقي و الواقعي للقصص”.

وأضاف: ” بالنسبة للخلاف على مضمون مسلسل الحشاشين، كان يمكن للمؤلف، أو للمجموعة التي شاركت بإنتاج هذا العمل، أن يجمعوا بعض الأشخاص المختصين، لأنه عمل تاريحي، ويجب أخذ الأمور بدقة وليس بوحي الخيال، كما فعل المخرج الراحل مصطفى العقاد، في فيلم “الرسالة”، اجتمع مع مجموعة من رجال الدين السنة و الشيعة في لبنان و مصر، قرأوا السيناريو و اتفقوا على أن هذا النص هو الذي يجب أن يعتمد ليتم تصوير الفيلم على أساسه، أما في الحشاشين أنا ضد الإسقاط على الواقع الحالي”.

وخلال حديثه وجه فياض سؤالا إلى زميله الناقد الفني طارق الشناوي، حول إمكانية إعتماد اللغة الشعبية في الأعمال التاريخية مع تعابير غير مفهومة عربياً.

ليجاوبه الشناوي ” ما نحطش ابو قرشة على أبو قرشين” أولا اللهجة العامية ليست مستوى واحد، بل عدة مستوايات، كما هو الحال في الفصحى ايضاً، فمن الذي قال أنه ينبغي على الاعمال التاريخية أن تقدم بالعربية الفصحى، هو تراكم ما بني عليه منذ بداية الدراما الإذاعية ليست فقط التلفزيونية، التلفاز بدأ في مصر في الستينات، كانت الإذاعات تذيع مسلسلات، وكانت تذيع الأعمال التاريخية بالعربية الفصحى، ما جعله مرادف لها، فأصبحنا نعتقد خطئاً أن هذا هو القانون، لكن في الحقيقة هذا إجتهاد من أساتذة عظام لهم كل التحية و التقدير، وهم أحرار بما قدموه ولكن من حق الاخرين أن يختلفوا”.

وعن يوسف شاهين قال: ” يوسف كان يستخدم لهجة عامية وصفتها ” بالريس بيرة” الذي كتب اغنية “السح الدح امبو” ولهجة أخرى كتبها بيرم التونسي الذي كتب “شمس الاصيل” و “الحب كدة”.

واعتبر أن ” العقد شريعة المتعاقدين، وهذا قانون معروف في العالم، والعقد هو بينك كمتلقي و بين صناع العمل الفني ما هو مكتوب على تتر العمل، مكتوب بطل و أباطيل و من وحي التاريخ، لم يقل تاريخ، ومن وحي اللحظة وليس من اللحظة نفسها، وبالتالي ما كتبه عبدالرحيم جمال، مع المخرج بيتر ميمي المسؤول عن السيناريو، هو من وحي التاريخ، و المسالة ليست مسألة إسقاط، إنما تاريخ الحشاشين نفسه، وإن كان هناك إسقاط سياسي، فهو غير متعمد، المتلقي هو الذي يراه”.

وأخيراً وليس أخراً، أشار فياض إلى أنه ” يميل لمدرسة كتابة التاريخ كما هو، لأن هذا العمل سيعتمد و ستراه أجيال، معتبرا أن ” هذه الدراما تأريخية وليست فقط تاريخية، يعني اننا نصور الواقع كأنه في كتاب، ولا يجوز أن نحرف التاريخ لأننا رأينا أن هذه القصة مستوحاة بهذا الموضوع، ما قام به يوسف شاهين يعتبر فانتازيا لم يعتمدها أحد كمرجعية، لكن فيلم “الرسالة” و فيلم “الناظر صلاح الدين” يعتبر مرجعية للجيل الجديد”.

وأضاف: ” هذا غير مقبول، يعتبر تحريف للتاريخ، وممكن أن تعتمد هذه التحريفة، كما حرف تاريخ الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي، لا يجب أن نتساهل بهذا الأمر أبداً في التاريخ و كتابة التاريخ، إذا كان العمل مماثل لمسلسل “الكبير أوي” فلا بأس، ولكن لا أن نكتب ونقول عدم توفر المرجعيات جعلتنا نحرف التاريخ، أنا ضد هذا الموضوع ولا يمكن القبول به.

أما عن الهجوم الذي يتعرض له مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”، قال فياض: ” مع أن الكويت من أوائل الدول العربية في الخليج التي اسرفت في انتاج الدراما، إلا أن مازال هناك من لا يتحمل بعض النصوص و بعض الأمور، قد يكون هذا الأمر يثير الحساسية عند البعض، وبالنسبة للجدل حول مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” يوجد إحتمالان، إما أن المجتمعات أصبحت متعصبة اكثر، أما أن اصحاب العمل يتعمدوا إثارة الجدل، ويجب أن نعرف شيئاً مهماً، ان المنتجين و المخرجين في الدراما، يتعمدوا إثارة الجدل من أجل الترند.

وعن رأيه بالمسلسل العربي المشترك، قال الإعلامي و الناقد الفني اللبناني: ” ما أراه بهذا العمل بإختصار، عمل إجتماعي جميل و ممتع، بنص و ممثلين مميزين، وبمجرد وجوده على المائدة وعلى لائحة النقاش، هذا يدل على انه موجود، علماً أن هناك مسلسلات مهمة لم يأتي أحد على ذكرها، مثلا الجزء الثاني من مسلسل كسر عضم، ومال القبان، حتى مسلسل نعمة الأفوكاتو، طوال مسيرته محمد سامي كان الحدث بأعماله، هذا العام لا يذكره أحد، قد يكون لأن العمل ليس لمحمد رمضان، لكن أيضاً أحمد زاهر و مي عمر أسماء مهمة ، لكن يوجد نوع من الضجيج المصطنع يتم استخدامه مؤخراً.

من جانبه، أشار الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن ” هذا التعاون فرض نفسه في الدراما العربية وليست الكويتية فقط، ثانياً لا ننزعج من اي ردود فعل على أي موقف إجتماعي، إعتدنا على ذلك في مصر و لبنان و المغرب العربي، ونحن بحاجة إلى صدمات من هذا القبيل حتى نعود إلى المنطق وتناقش القضايا، مصر منذ أكثر من ربع قرن قدمت فيلم ” إمرأة واحدة لا تكفي” يعني أن الإطار الديني غير موجود، أما بهذا العمل فهن اربعة زوجات يوجد غطاء شرعي و ديني، ولكن رغم ذلك تراجع المجتمع جعله بهذه القسوة، كما حدث في مسلسل جعفر العمدة الموسم الماضي”.

أما بخصوص مسلسل “ولاد بديعة” الذي يشغل مواقع التواصل الإجتماعي يومياً و بعد كل حلقة، كشف فياض عن الأخطاء التي لاحظها في العمل، وعلق مشهد شنق القطط.

وعلق قائلاً:” كان يجب على المخرجة أن تجعل الطفل يشنق دبب صناعية، تعطي نفس الإيحاء، أنه يفكر بالأزية بهذه الطريقة، ولكن الاخطاء الخطرة ايضاً، هي رمي الطفل من على سطح القطار على علو خمس او ستة امتار، دون تعرضه لأي اذى، سوى جرح طفيف في الرأس، مثلا مشهد الأب الذي تم تبصيمه في القبر، تبين أنه لا يوجد أي نوع من التراب على الكفن، حتى الكاميرا التي تم التصوير بها للإبتزاز سنة التسعين، الكاميرات كانت ذاك الوقت (vhs) ، ولكن رغم كل ذلك هذا المسلسل يوجد فيه تمثيل اكثر من ممتاز، جميعهم أساتذة”.

بدوره إعتبر الشناوي أن ” اي عمل ناجح يثير الجدل، وهذه شهادة على النجاح، إن كان الجدل سلبي أو إيجابي، بخصوص الحيوانات في كل العالم، يكتب دائماً أنه لم يتم إذاء أي حيوان، نشاهد أحياناً مشاهد قاسية، فلا يجب أن نكون بهذه القسوة على صناع العمل الفني”.

الجدير بالذكر أن الناقد جمال فياض و الناقد طارق الشناوي سيطلان طيلة شهر رمضان بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع ليتحدثوا عن الأعمال الدرامية التي تعرضها الفضائيات و المنصات العربية.

والموعد سيكون ثابتاً كل يوم إثنين و أربعاء و جمعة، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت دبي، و السادسة مساءً بتوقيت بيروت.

لمشاهدة الحلقة كاملة، إضغط على الرابط التالي:
/https://almashhad.com/vod/showdetails/195606303298480-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AA%D8%A7%D8%BA