سينما

الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش جرت بين 30 نونبر و8 دجنبر 2018

أسدل الستار على الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. كانت دورة غنية بالصور، والنقاشات، والأحاسيس الجارفة. وتميزت الدورة 17 من هذا الموعد السينمائي العالمي كذلك بالإقبال الشعبي الكبير على مختلف العروض والأنشطة المبرمجة.

أصدرت لجنة تحكيم الدورة 17، التي يرأسها المخرج الأمريكي جيمس غراي، قراراتها في نهاية المسابقة الرسمية التي دامت 8 أيام وشارك فيها 14 فيلما.

وكانت النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش من نصيب فيلم (….) للمخرج (…). أما جائزة لجنة التحكيم فذهبت إلى (…). في حين قررت لجنة التحكيم منح جائزة أفضل إخراج لـ(….).
في حين منح الأعضاء التسعة في اللجنة، وبعد مداولات طويلة، جائزتي أفضل دور رجالي وأفضل دور نسائي، لكل من (…) و(…) مكافأة لهما على أدائهما في (…) و(…) على التوالي.

كما توجت الدورة 17 من المهرجان ثلاثة من الأسماء الكبيرة في السينما العالمية. إذ حصل كل من روبير دي نيرو، وأنييس فاردا، والجيلالي فرحاتي على النجمة الذهبية للمهرجان تكريما لهم على مسيراتهم الفنية الرائعة. وقد أنار الثلاثة، بمواهبهم وسخائهم، البساط الأحمر وقصر المؤتمرات بمراكش.

دروس في السينما والحياة

من النجاحات الأخرى التي تحسب لهذه الدورة الـ17، فقرة “محادثة مع…” التي مكنت جمهورا غفيرا ومتحمسا من لقاء عمالقة السينما العالمية مثل: مارتين سكورسيزي، روبير دي نيرو، غييرمو ديل تورو، تييري فريمو، أنييس فاردا، يسري نصر الله، وكريستيان مونجيو. كانت فعلا حصصا للتبادل والنقاش الراقي، تقاسم فيها سبعة من كبار مهنيي السينما، بسخاء، تجاربهم وأراءهم في القطاع. وشارك، كل يوم، حوالي 500 شخص- مهنيون، طلبة، صحافيون، وشغوفون بالسينما- في هذه المحادثات، التي تم بثها مباشرة على شبكة الإنترنيت.

أضواء على السينما المغربية

خصصت الدورة 17 من المهرجان مكانة هامة للسينما المغربية والمهنيين المغاربة. إذ كان بين الـ80 فيلما المبرمجة 12 شريطا مغربيا. فضلا عن الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية (“طفح الكيل” للمخرج محسن بصري)، تم عرض 7 أفلام وطنية أخرى في إطار الفقرة الجديدة “بانوراما السينما المغربية”، التي جذبت جمهورا عريضا، بمن فيهم عدد من المهنيين الدوليين الذي اكتشفوا بعضا من الإنتاجات المغربية الحديثة. كما تم عرض أربعة أفلام مغربية أخرى في ساحة جامع الفنا وفي إطار التكريم الذي خصص للمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي.

نجاح شعبي كبير

في المجموع، حضر حوالي 110 آلاف شخص، طيلة 9 أيام، مختلف العروض والأنشطة بالمهرجان، التي كانت مجانية ومفتوحة أمام الجمهور. وكانت قاعات قصر المؤتمرات بمراكش تغص بالجماهير منذ الساعة الـ11 صباحا، لمتابعة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. نفس الشيء بالنسبة إلى العروض الخاصة بـ”بانوراما السينما المغربية”، عروض سينما “كوليزي”، متحف إيف سان لوران، أو خلال العروض الخاصة التي برمجت فيها أفلام من مستوى عال، بعضها مرشح لجوائز “الغولدن غلوب”.

في كل مساء حضر نجوم كبار- مثل يسرى، ليلى علوي، مارتن سكورسيزي، عبد الله فركوس، بشرى أهريش، لورانس فيشبورن، عزيز داداس، مونيكا بيلوتشي- للقاء الجمهور بجامع الفنا. جذبت الأفلام التي تم عرضها في هذه الساحة الخالدة لوحدها حوالي 70 ألف مشاهد طيلة أيام المهرجان، بمعدل 7 آلاف إلى 12 ألف مشاهد كل مساء.

لقاءات مهنية مثمرة

كذلك، وفت “ورشات الأطلس” بكل وعودها. وجرت فعاليات هذه الفقرة الجديدة المخصصة لصناعة السينما وتشجيع المواهب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من 2 إلى 5 دجنبر بدعم من “نيتفليكس”.
وجمعت هذه الفقرة 225 مهنيا من المغرب، الشرق الأوسط، إفريقيا، أوروبا وأمريكا الشمالية و25 مديرا ومبرمجا للمهرجانات (كان، روتردام، بوزان، موريليا، كارلوفي فاري، الجونا، صوفيا، طوكيو…إلخ).
استفادت المشاريع الـ8 التي كانت قيد التطوير، والأفلام الـ6 التي كانت في مرحلة ما بعد الإنتاج، من استشارات وإرشادات 17 مهنيا دوليا، قبل تقديمها أمام المهنيين الحاضرين، ما أدى إلى عقد أكثر من 200 لقاء فردي.

التزام اجتماعي وحس المواطنة

تمت كذلك دعوة حوالي 100 من المكفوفين وضعاف البصر، من كل جهات المملكة، للمشاركة في هذه الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. واستفادوا من رعاية كاملة، ومرافقة شخصية لمتابعة الأفلام الخمسة المبرمجة في فقرة الوصفي السمعي، وللمشاركة في مختلف الأنشطة المنظمة لصالحهم (ندوات، قراءات شعرية، أغان، موسيقى.. إلخ).
كما حضر الجمهور الناشئ بكثرة لمشاهدة العروض المخصصة له. وفي المجموع، تمكن 3500 تلميذ من جهة مراكش، برفقة معلميهم، من متابعة الأفلام المبرمجة في هذه الفقرة. بالنسبة إلى بعض الأطفال، كانت هذه أول مرة يلجون فيها قاعة للسينما.

تميزت الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش كذلك، بتنظيم حملة طبية واجتماعية جديدة لجراحة العيون (الكتراكت)، تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وجرت هذه الحملة التضامنية بمستشفى محمد السادس بمدينة تحناوت من 3 إلى 8 دجنبر، ومكنت من إجراء عمليات لـ300 مريض من المنطقة. كما استفاد أكثر من ألف مريض محتاج يعانون من “الكتراكت”، من العلاجات الطبية المجانية قام بها فريق من أطباء العيون المتطوعين.

بعد استراحة لمدة سنة خصصت للتفكير، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مفعما بمزيد من القوة والتجديد، ومعززا بمضامين سينمائية وفنية أكثر ثراء. بهذا تفرض هذه التظاهرة الكبيرة نفسها كموعد سينمائي رئيسي بالمغرب وبالمنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى