بدء تصوير مسلسل “قيصر” – أول دراما سورية توثّق السجون بعد سقوط الأسد

انطلقت عمليات تصوير المسلسل السوري الضخم “قيصر”، الذي يعد أول عمل درامي يتناول بشكل مباشر المرحلة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد، مستعرضاً شهادات حقيقية من داخل السجون التي شهدت انتهاكات واعتقالات خلال اندلاع الثورة السورية.

المسلسل، المؤلف من 30 حلقة مقسمة إلى 10 ثلاثيات، يجمع بين الدراما والتشويق، مستندًا إلى وثائق وشهادات حقيقية، ويُشارك في تأليفه نخبة من الكتاب السوريين، أبرزهم نجيب نصير، عدنان العودة، زهير الملا، مؤيد النابلسي، ولؤي النوري، فيما يتولى إخراجه صفوان مصطفى نعمو، وإنتاج شركة Power Production، بإشراف فني من أمير مصطفى نعمو.

نخبة من نجوم الدراما في “قيصر”

تضم الثلاثية الأولى “درب الألم” أسماءً بارزة في الدراما السورية، من بينهم غسان مسعود، دانا مارديني، جوان خضر، نظلي الرواس، سامر كحلاوي، رامي أحمر، فاديا خطاب، وائل زيدان، علاء قاسم، ماهر مزوق، سيلا الشوا، نادين قدور، دلع نادر، إلى جانب مجموعة واسعة من الفنانين.

تصوير داخل سجون حقيقية لإضفاء الواقعية

في تصريح خاص لوكالة الأناضول، أكد المخرج صفوان مصطفى نعمو أن المسلسل لا يقتصر على الجانب الدرامي، بل يُمثل شهادة تاريخية موثقة، مضيفًا:
“حرصنا على التصوير داخل مواقع حقيقية شهدت الانتهاكات، لأننا لا نريد تقديم مشاهد درامية فقط، بل إعادة خلق تجربة حقيقية تجعل المشاهد يعيش تفاصيلها وكأنها تحدث أمامه.”

أما الممثل غسان مسعود، فقد صرّح لوكالة الأناضول:
“المشاركة في ‘قيصر’ مسؤولية فنية وأخلاقية، فهو ليس مجرد عمل درامي، بل توثيق لمرحلة مفصلية في تاريخ سوريا. الشخصيات التي نؤديها ليست من وحي الخيال، بل هي أصوات حقيقية عانت وواجهت مصيرها في تلك الفترة.”

تجربة غير مسبوقة تعكس معاناة السوريين

وأكدت الفنانة دانا مارديني أن المسلسل يحمل رسالة إنسانية وسياسية عميقة، مشيرة إلى أن العمل سيشكل نقلة نوعية في الدراما السورية:
“نحن نقدم دراما تنبض بالحقيقة، تسرد قصصا لا يمكن أن تُنسى، بعيدًا عن التجميل أو التسييس. أردنا أن نروي القصة كما عاشها أصحابها، دون أي تزييف. هذا المشروع هو مسؤولية فنية بالدرجة الأولى.”

“قيصر” مرشح لتحقيق نسب مشاهدة قياسية

من المتوقع أن يحقق المسلسل نجاحاً واسعاً، نظراً لتناوله الجريء للأحداث بأسلوب درامي متقن يجمع بين التوثيق والإبداع الفني. ويُنتظر أن يكون هذا العمل علامة فارقة في الإنتاج الدرامي السوري، خاصة أنه أول مشروع يعالج بشكل مباشر مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، موثقًا ما جرى داخل السجون وخارجها خلال هذه الفترة العصيبة.