كتب جمال فيَاض

برامج السعادة ، مطلوب سعيد …

بقلم د. جمال فياض

المصدر : مجلة زهرة الخليج

في السبعينات من القرن الماضي أنتج تلفزيون لبنان مسلسلاً كوميدياً من بطولة الفنان السوري الراحل رفيق سبيعي إسمه “مطلوب سعيد”. فكرته كانت عن رجل أراد أن يبحث عن رجل سعيد بحياته وليس فيها ما ينكّد عليه عيشه. وتبدأ سلسلة الحلقات بالبحث عن رجل سعيد بكل جوانب حياته، وتستمر رحلة البحث في كل حلقة عن هذا السعيد، الذي يتبيّن في نهاية كل حلقة أن الذي يدّعي أنه سعيد، هناك ما يسعده، ولكن لا بد من وجود ثغرة فلا تكتمل سعادته. في برنامجها “للنشر” الذي تقدمه على شاشة تلقزيون “الجديد” تبحث اللبنانية ريما كركي عن التعساء وأصحاب الأزمات الكبيرة في حياتهم، لتحاول مساعدتهم ولو بأقل القليل للخروج من أقصى البؤس الى بعض الفرح العابر. في حين تقدّم المهندسة داليا كريم برنامجها “داليا والتغيير” على شاشة “أو تي في” اللبنانية، بشكل أكثر شمولية. تبحث داليا عن أسرة فقيرة، وتدخل بيتها المتهتّك، فتخرج منه كل ما فيه وتعيد بناءه بكل تفاصيله وبنيته، ثم تهندسه وتملأه بمفروشات جديدة. طبعاً، لنا أن نتخيّل حالة الأسرة بين البيت المليء بالفقر، والبيت الجديد. هي محاولة لزرع السعادة ولو بالإمكانيات المتوفّرة. في الإمارات العربية المتحدة وزارة للسعادة. مهمتها وعنوان أساسها “سعادة الناس” وحذف كل ما يكدّر عيشهم بالقدر الممكن. وبالمقارنة بين برامج تعرض المشاكل الأسرية والجرائم والتحقيقات في كيفية حصول بعض الجرائم، تعالوا نقلب الموضوع، وبدل أن نعرض المشكلة وكيفية حصولها، فلنبحث عن الحلّ وكيفية قلب الواقع من فقر وحرمان وحزن وألم، الى ثراء وعطاء وفرح وراحة. فليكن في كل بلد البرنامج الذي يبحث عن الألم ليزيله، تماماً كما تفعل داليا وريما. وبدل أن نبحث عن المطربين وما أكثرهم اليوم، أو عن المجرمين لنحكي فضائحهم، فلنبحث ولو لمرّة عن البائسين … ونسعدهم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى