كتب جمال فيَاض

بين عبد الوهاب البياتي وإحسان المنذر … اللقاء الذي تأخّر

بقلم : د. جمال فيّاض

فجأة وبدون سبب أو مقدمات، أرسل لي الموسيقار اللبناني إحسان المنذر صورة لورقة بسيطة كُتب عليها بضعة أبيات شعرية بخط اليد. وكتب لي قائلاً، ذات يوم، كنت أعزف في فندق “كومودور” البيروتي، وكان الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي ينزل في الفندق، ويأتي لسماع عزفي على البيانو. وفي استراحة قصيرة، جلست معه نتسامر ويحكي لي عن العراق. فجأة قال لي أعطني ورقة لو سمحت، فقمت الى الإستقبال وتناولت ورقة بسرعة وعدت بها إليه، فكتب عليها الأبيات التالية :”كقطرة المطر، كنت وحيداً. آه يا حبيبتي كقطرة المطر. لا تحزني، سأشتري غداً لكِ القمر. ونجمة الضُحى. وبستاناً من الزَهَر. غداً إذا عُدتُ من السَفَر، غداً إذا أورَقَ في ضلوعي الحَجَر، لكنّي، اليومَ وحيدٌ. آه يا حبيبتي، كقطرة المطر. (عبد الوهاب البياتي – بيروت 3-4-1979 ). يقول الموسيقار المنذر، الذي لحّن قصيدة كلمات لشاعرها الراحل نزار قبّاني، وغنتها السيدة ماجدة الرومي، أن البياتي كتب هذه الأبيات، وأعطاه الورقة وقال له إحتفظ بها. وأنه احتفظ بها حتى اليوم. وأنا ارتأيت أن أشرك قراء الزهرة بصورة عنها. قلت لإحسان، يا عزيزي قد يكون أرادك أن تلحنها. ربما هي محاولة منه لاكتشاف موهبتك التلحينية، وهو الذي لم يسمع منك سوى عزفك الجميل على البيانو. ففي العام 1979، لم يكن إحسان المنذر قد بدأ بالتلحين. ولم يكن قد لحّن بعد لأي فنان، ولا لماجده الرومي أغانيها الشهيرة مثل “يا نبع المحبة”، “يا ساكن أفكاري”، “ما حدا بيعبّي مطرحك بقلبي”، ولا قصيدة نزار الشهيرة “كلمات”، التي جاءت بعدما صار إحسان أحد أهم ملحني لبنان. هو الذي لحّن بدءاً من العام 1980 حتى اليوم مئات الأغاني التي اشتهرت بأصوات نجوم الغناء اللبنانيين والعرب. على أمل أن نسمع أبيات شاعر العراق الكبير قريباً، بصوتٍ يستحقها كلاماً ولحناً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى