بين لبنان وفيروز … ولميا، حكاية الحرية المقدّسة

في أمسية الافتتاح المهيبة للملتقى الإعلامي العربي في بيروت، و
بحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى جانب شخصيات عربية وإعلامية بارزة، تألّقت الفنانة اللبنانية العالمية لميا صفي الدين في عرضٍ راقصٍ تعبيري حمل عنوان “فيروز الحرية المقدّسة”، بمشاركة ابنتها نياد دولابيار.
العمل جاء تحيّة لبنانية راقية باسم فيروز وأغانيها الخالدة، وقدّم بأسلوبٍ فني مدهش جمع بين الرقص التعبيري والإخراج البصري المبتكر. فكل حركة من حركات لميا ونياد بدت كأنها ترجمة حية لكلمات فيروز، وكل إيماءة حملت رسائل عن الحرية، والمحبة، والتسامح، والعودة إلى الجمال الداخلي الذي يرمز إليه لبنان.
الإضاءة كانت جزءاً من الحكاية: ألوان تتبدّل بانسجام مع الموسيقى الرحبانية، فتارةً توحي بالنهار والسلام، وتارةً بالغروب والحنين، بينما انعكست الظلال على الجسدين كأنها قصيدة ضوء تحكي وجع الوطن وجماله. وقد تجلّت براعة لميا في التصميم والإخراج، فحوّلت المسرح إلى فسحة شعرية تُذيب المسافة بين الشرق والغرب، بين الجسد والموسيقى، بين فيروز ولبنان.
العرض الذي لم يتجاوز اثنتي عشرة دقيقة، كان كافياً ليخطف الأنفاس ويُثير الدهشة والإعجاب في القاعة. وقف الجمهور مصفّقاً مطولاً، تأثّراً بما حمله من صدقٍ وإنسانية، فيما أجمع الإعلاميون والضيوف العرب على أن لميا صفي الدين وابنتها قدّمتا عملاً استثنائياً، يثبت أن لبنان ما زال قادراً أن يضيء العالم بالفن، وبفيروزه، وبحرّيته المقدّسة



