اخبار الفنكتب جمال فيَاض

تريو … الخطوة الناقصة!!

كتب جمال فياض

إجتمع كبار نجوم الغناء من لبنان وسورية ومصر وتونس في الرياض ، وقدموا معاً سهرة غنائية تجمع في كل فقرة من فقراتها بين ثلاثة أسماء يغني بعضهم أغاني بعض. الفكرة جميلة وتستحق أن تكون دائمة وأن تتكرّر بين موسم وآخر. والجمع بين هذه الأسماء في مكان واحد وعلى مسرح واحد أمر مستحيل وتعجيزي، لكن كان واضحاً ومفهوماً أن المستشار تركي آل الشيخ وحده يستطيع جمعهم ، ولا أحد غيره يفعلها.
لكن الفكرة لم تمرّ كما كان يتمنى الجمهور ولا المنظمون، فكانت فكرة جميلة، بتنفيذ ضعيف وباهت وكان الفنانون المشاركون أول المتسببين بهذا الضعف. وبعجالة سنسرد ما لاحظناه وما شاهدناه.
أولا التنسيق بين الأصوات المتشاركة لم يكن ذكياً ولا مدروساً، إلا نادراً وربما بالصدفة. فاللون الغنائي وقدرات كل فنان وفنانة الصوتية تحتّم وضع السيوف مع السيوف والندى مع الندى، ولا يجوز فنّياً وضع السيف في مكان الندى، وعلى حسب المتنبّي :

وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى
مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى…
والذين شاهدوا وسمعوا، سيعرفوا ويفهموا جيداً ما أقصده.
ثانياً، كان واجباً على نجومنا الكبار أن يحفظوا ما أتوا لغنائه من أغاني زملائهم، ففي حفل بمثل هذه الضخامة وهذه الفخامة، لا يجوز النظر الى الورق لقراءة كلمات الأغاني. هذا إهمال فني وتراخي واستهتار، فهم لم يأتوا للغناء بالمجان. وهذا عمل، يستأهل الإهتمام.
ثالثاً، كان واضحاً جداً أن البروڤات لم تحقق هدفها، فلا الطبقات الصوتية كانت مضبوطة ومتناسقة بين الثلاثية المشاركة في غناء أي أغنية، إلا نادراً. ولا توزيع المقاطع عليهم للغناء كان واضحاً، فكان الغناء يأتي فوق بعضه ومتقطعاً بشكل عشوائي، فلا فهمنا ولا سمعنا ولا استمتعنا.
رابعاً، ربما فات بعضهم أن الحفل كان منقولاً مباشرة على الهواء، وأن حالات الإمتعاض ستكون ظاهرة للمشاهدين، فادعاء الفرح والسعادة كان فاشلاً، وبدا على بعضهم العصبية والإنزعاج وحالة التوتّر بشكل واضح جداً. وقد تكون نانسي عجرم هي الإستثناء الوحيد. من كل هذا.
الإخراج لم يكن مضبوطاً فكان في بعض الأحيان يبدو تائهاً لا يعرف أين يسلّط كاميراته، ولا كيف يجمع نجومه على الشاشة. ناهيك عن الإرتباك مرة في وقفة النجوم، وكانوا يتنقلوا يميناً ويساراً، وأعطال المايكروفونات أو عدم وضعها في الشكل المناسب(جورج وسوف مثلاً إستغاث طويلاً ولم يجد مساعداً الى أن أنقذت أنغام الموقف وقدمت له ميكروفونها).
ما هذه الفوضى؟ بل لماذا هذه الفوضى؟ الفنان الذي سيأتي الى حفل بهذه الضخامة وهو غير راضٍ ولا فرحاناً بها، فليعتذر وينسحب، ليس مضطراً للمشاركة بحفل كبير وهو غير مهتم أو غير سعيد.
حسنات قليلة وأخطاء كثيرة، ومع ذلك كانت سهرة لا بأس بها. أمتعنا ديو عاصي ونجوى، وأسعدتنا أناقة وهدوء نانسي عجرم، وفرحنا بحضور جورج وسوف، وداعب وليد توفيق مشاعرنا الحلوة بأغنية بهية …
في مرّة قادمة، وجب التحضير أكثر والإعداد بشكل أفضل، ووضع السيف في مكانه والندى في مكانه، فلا نخلط بينها وتكون النتيجة أقل من ممتازة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى