جمال فياض: باسم مغنية ممثل كبير.. والدراما السورية تحت الضغط

حسن شرف الدين
بعد نهاية الأسبوع الثاني من بطولة الدراما الرمضانية، التي تشهد هذا العام منافسة فنية مميزة على عكس السنوات الماضية، وخلال حلقة جديدة من برنامج “المشهد تاغ”، الذي استضاف الناقدين الفنيين د. جمال فياض وأسامة ألفا، دارت فقرة تحليلية مميزة وساخنة حول تطورات الدراما السورية واللبنانية.
قال فياض: “الممثلون والدراما يتنافسون، تمامًا كفرق ولاعبي كرة القدم. في كل موسم، يلفت مسلسل وممثل معين الأنظار بأدائه، لكن الأهم هو أن يتوفق الممثل ويحقق العمل نجاحًا بفضل مخرج جيد، لأن المخرج هو صاحب القرار الأخير، والنجاح يرتبط به بشكل أساسي. وبروح رياضية، يمكن القول إن الأعمال المشتركة والمحلية هذا العام جيدة، وهو أمر يصب في مصلحة المشاهد”.
من جانبه، شدد الناقد الفني أسامة ألفا على أن “المخرج هو المسؤول عن العمل، والفنان يخطئ ويصيب حسب الدور، ولا يمكن إغفال أهمية دور المنتج والمؤلف في تكامل العمل”.
وخلال الحلقة، أطل بطل مسلسل “بالدم”، الممثل باسم مغنية، وقال: “شخصيتي في العمل، إلى جانب شخصية تمارا، تتناول قضية تمسّ جميع المشاهدين، ونتمنى أن تلاقي الحلقات المقبلة إعجاب الجمهور بتطور أحداثها”.
وأضاف: “كواليس العمل رائعة، ومن الواضح أن المسلسل يضم نجومًا كبارًا، ونعمل بروح محبة، دون أي غيرة بين الممثلين. كما أود الإشارة إلى أن نادين كاتبة رائعة، وكل ممثل يضيف إلى دوره أبعادًا جديدة ومتطورة. لدي طريقتي الخاصة، وأحب أن تكون واقعية أكثر”.
وشدد مغنية على أن أدواره دائمًا مختلفة، وأنه يسعى باستمرار إلى الهروب من فخ التكرار.
بدوره، قال فياض: “فريق مسلسل (بالدم) جيد وناجح، وأهم ما يميز الممثل هو عينيه، وباسم مغنية يتمتع بميزة التمثيل بعينيه والتعبير من خلالهما. أما التلاقح بين الدراما السورية واللبنانية، فقد أكسب الممثلين خبرة، والتمثيل في العمل ممتاز، والمشاهد رائعة. باسم ممثل كبير ولديه طريق طويل في الدراما”.
واعتبر أسامة أن باسم “يقدّم كل عام شخصية جديدة، حتى أنه ينتبه إلى مصطلحاته بين عمل وآخر، ويمتلك القدرة على التحكم بطبقات صوته، ما يميزه كممثل”.
أما عن المسلسلات السورية، فقال: “عددها هذا العام ليس كبيرًا، لكنها مؤثرة. ما قُدِّم جيد، مثل مسلسل (البطل)، الذي يجذب المشاهد من أول مشهد، وكذلك مسلسل (تحت سابع أرض). كما لفتني الاهتمام بشارات المسلسلات، التي تجعل العمل أكثر تكاملًا”.
بالانتقال من الدراما السورية إلى اللبنانية، وعن تقديم عمل درامي لبناني بالكامل، قال فياض: “هذه تجربة أولى ممتازة، لأن الانطباع الأول هو الأهم. أن يكون أول عمل لبناني بالكامل بهذه الجودة يعطينا أملًا بالصناعة المحلية. لدينا أسماء كبيرة يمكنها المشاركة في هذه الدراما، مثل يوسف وورد الخال”.
وعن المنافسة بين مسلسلي “البطل” و”تحت سابع أرض”، قال أسامة: “العملان مختلفان عن بعضهما البعض، رغم أنهما يتناولان الفترة الزمنية نفسها. لكن (البطل) يتميز بإخراجه وتفاصيله الإنتاجية، حتى أن السيناريو مدروس بشكل مختلف”.
أما فيما يخص إخراج الدراما السورية من الضغوط السياسية، شدد فياض على أنها “خرجت من ضغوط، لكنها دخلت في ضغوط أكبر”.
وقال: “مسلسل (البطل) عمل جيد فعلًا، الليث حجو يقدم لغة إخراجية مختلفة يمكن إسقاطها على أي زمن، وتصويره رومانسي وهادئ”. وأشار إلى أن الدراما السورية تحتاج إلى رعاية أكبر، وتوفير أماكن تصوير وإمكانيات مناسبة، مع ضرورة منح الكتاب فرصة لإبداع نصوص جديدة”.
واتفق أسامة مع كلام فياض، قائلًا: “الدراما يجب أن تُبنى بالحب. نحن بحاجة إلى الكُتّاب، ويجب أن تعود الدراما إلى زمن التسعينيات، حين كانت تحظى برعاية كاملة”.
وفي الختام، وعن برامج المقالب التي أصبحت تُفرض على المشاهدين سنويًا، قال فياض: “هي مجرد موضة تعتمد على توجهات مدراء المحطات، وهدفها تحقيق الترند. هناك فرق شاسع بينها وبين برامج الجوائز التي تُسعد الجمهور”.