اخبار الفنتلفزيون

جمال فياض وطارق الشناوي يُقيّمان الأعمال الرمضانية… وهذا ما قالاه عن الواسطات في عالم الفن

حسن شرف الدين

كما اعتدنا منذ بداية شهر رمضان المبارك على ظهورهما عبر برنامج “المشهد تاغ” الذي يُعرض على شاشة المشهد، للحديث عن السباق الرمضاني لهذا العام، ففي مقابلة اليوم، التي جمعت كلًا من الناقدان الفنيان اللبناني جمال فياض و المصري طارق الشناوي، تم التطرق إلى موضوعات متنوعة مثل اتجاهات الدراما الرمضانية لهذا العام، وتمت مناقشة تقييماتهما وآرائهما حول الأداء الفني والقصص المقدمة في الأعمال الدرامية و الكوميدية بشكل خاص.

في موضوع التقييم، أشار الناقد الفني المصري طارق الشناوي إلى أننا “في الماضي كنا ننتظر ثلاثين يومًا، أما اليوم فنحن أمام ظاهرة جديدة، بالأخص أن حوالي 70% من الأعمال تتألف من 15 حلقة. إذًا، نحن أمام انطباع مبدئي، لكن الأسوأ يحتاج إلى أخذ فرصة كبيرة ليثبت أنه الأسوأ. في الأعمال الجيدة، علينا أن نفصل بين السوشيال ميديا والرأي العام والرأي التلفزيوني. السوشيال ميديا في طبعها عنيفة ومتطرفة، تميل للتقييم سلبًا أو إيجابًا. بالنسبة لي، هناك مسلسلات لم تقنعني من الحلقة الأولى وهذا لا يعني أنها سيئة جدًا، وأعمال أخرى أتابعها بحب وأعمال ثالثة فوجئت بها.”

أما الناقد الفني اللبناني جمال فياض، فقد اعتبر أن المنصات و شركات الإنتاج تلعب دورات كبيراً بنجاح أي عمل، كما إعتبر أن شخصية غادة عبد الرازق لم تقنعه في مسلسل “صيد العقارب” لم تعجبه وأن على صناع مسلسل “الكبير أوي” أن يكتفوا بهذه الأجزاء.

وقال فياض: ” يوجد نوعان من التقييم، نوع يجمع عليه النقاد، ونوع آخر وهو نوع المشاهد العادي، في كل موسم، أصبحنا نلاحظ أن النقاد يشيدون بعمل معين، بينما الجمهور والمشاهدون يشيدون بأعمال أخرى لسببين، أحدهما يدغدغ العواطف الشعبية البسيطة والآخر يضعه النقاد على ورقة الفحص، أولًا، يميز بعض الأعمال التي تُعرض على منصات ثابتة مثل منصة شاهد، أنها تسهل المشاهدة أكثر، يعني أنك لست مضطرًا أن تكون جالسًا في وقت محدد أمام الشاشة لتشاهد، وإلا لن تستطيع مشاهدة هذا العمل.”

وأضاف فياض: ” يوجد نوعان نجحا أيضًا، النوع الذي يتمتع بالفخامة الإنتاجية مثل مسلسل ‘تاج’ و ‘الحشاشين’ وهذا النوع يعطي العمل هيبة، النوع الآخر الذي اعتمد فيه التصوير الخارجي، وهذه النوعية تتمتع بعدد مشاهدة كبير في لبنان ومصر وهي بالأصل تتحدث عن الشارع المصري مثل مسلسل ‘العتاولة’ و’المعلم’. يوجد أعمال تمتلك جماهيرية بسبب القصة المشوقة والتي تحتوي في الأغلب على الأكشن، مثلًا مسلسل غادة عبد الرازق ‘صيد القارب’ أسوأ من يمثل فيه هي غادة بالوقت الذي يمثل فيه الجميع بطريقة جيدة، والقصة أيضاً جميلة وتستحق المشاهدة، لكن شخصية غادة في هذا العمل لم تقنعني، في الخليج، مسلسل ‘زوجة واحدة لا تكفي’ في حلقاته العشر الأولى أعجبني، ‘إمبراطورية ميم’ من الأعمال الملفتة، وأعتقد أن خالد النبوي من خلال هذا العمل استطاع فتح باب جديد له في الدراما.”

وتابع: ” مسلسل ‘الكبير أوي’ عليه أن يكتفي بهذه الأجزاء ويقدم أفكارًا جديدة، مسلسل ‘شباب البومب’ عمل هواة يُعرض على ‘تيك توك’ و’يوتيوب’ وليس على شاشة تلفزيونية، فطريقة العرض والتصوير والتمثيلمتخلف، نحن نريد أن نشجع الشباب للعمل، لكن عليهم أن يعلموا أن هناك من ينافسهم، وأن المشاهد يستطيع التقييم.”

بدوره، علق طارق الشناوي على مسلسل “الكبير أوي” و مسلسل “أشغال شقة”، قائلاً: “برأيي، في الموسم السابع كان الضعف واضحًا بشكل شديد. في الموسم السادس الذي عُرض عام 2022، وصل إلى ذروته وكان ينبغي أن يتوقف عند هذه الذروة، لأنه لم يعد وحده في الميدان على مستوى الكوميديا، خصوصًا هذا العام. ‘الكبير أوي’ وصل إلى مرحلة التشبع.”

وعن مسلسل “أشغال شقة” إعتبر الشناوي أنه ‘ يمتلك كوميديا طازجة ووجوهًا طازجة، وذكاء الأخوان دياب اللذين تمكنا من إدخال عنصر جديد في كل حلقة، مما يعطي دماءً كوميدية مختلفة. وبالرغم من أنهم فقط 15 حلقة، إلا أن كل حلقة تجعلك تترقب المزيد.”

إلا أن كان لفياض رأي أخر، معتبرًا أن الدراما اليوم تفتقر للكوميديا وتفتقر بشكل خاص إلى مؤلف كوميدي، قائلاً: “جميعنا نتفق بأن ما يضحك، يضحك، والدليل أن نجوم الكوميديا على مدى التاريخ هم نفسهم يضحكوننا، سواء كان النص متينًا أو ضعيفًا. اليوم، نمتلك فقرًا بمارتين في الدراما الرمضانية، الكوميديا تفتقر إلى كاتب خفيف الدم لم يعد موجودًا، وثانيًا، برامج الأطفال أو المسلسلات التي تنمي ذهنية الطفل على الانسجام مع المجتمع، وهذه مسألة مهملة نهائيًا في التلفزيونات، الأطفال يتابعون ‘العتاولة’ والكلام القاسي، حتى في مسلسل ‘ولاد بديعة’ كانت الأدوار سلبية لا تنمي الأفكار.”

وخلال حديثه إستذكر فياض ياسر العظمة وداود حسين، قائلاً: ” ياسر العظمة وداود حسين عندما كانا يقدمان بعض اللوحات الكوميدية، كنا ننتقدهما، الآن نترحم على أيامهم، اليوم لا يوجد عمل كوميدي يضحكنا، وهذا الأمر يجب أن يلتفت إليه المنتجون لأنهم هم من يحددون إدارة واتجاه الأعمال التي تُقدم في رمضان.”

في الختام، تحدثا الناقدان عن الدعم الذي تتلقاه البطلة في عالم الدراما و بالأخص الدعم الأسري، إذ اشار الشناوي إلى ان “الدعم الأدبي أو المادي موجود طوال التاريخ، فاتن حمامة دعمت ابنتها كبطلة، لكنها لم تستطع أن تكمل، وحتى أم كلثوم حاولت أن تفرض ابن شقيقها على الإذاعة المصرية في الستينات ولم تستطع في عز قوتها. ولكن أي دعم له عمر ومرحلة افتراضية، وبالتالي لن تستطيع أن تفرض فنانًا طوال الوقت، مثلاً، محمد إمام تلقى الدعم من والده، لكن استمراره حتى اليوم يظهر لنا أنه يستحق ما هو عليه اليوم، وحتى كريم محمود عبد العزيز.”

من جانبه، أكد فياض أن “ أغلب الوجوه الدرامية تأتي بالوساطة، نادرًا ما يصبح الممثل نجمًا بالصدفة، 90% من النجوم الموجودين اليوم اكتشفهم شخص يخصهم أوصلهم إلى هذا المكان، مثلاً، صوفيا لورين وكارلو بونتي، وفي عالمنا العربي نجلاء فتحي عندما دخلت عالم السينما كان عبد الحليم حافظ هو الداعم لها. ولكن علينا أن نعرف بأنه ليس عيبًا إذا كان المخرج أو المنتج زوج البطلة، فهل يستطيع جمال سنان أن يفرض ماغي بو غصن في كل الأعمال لو لم تكن مقبولة عند الجمهور؟ كما يمكننا أخذ الموضوع من وجهة نظر أخرى، صادق الصباح ونادين نجيم، لا هي زوجته وليس بينهما أي قرابة، لكنها نجمة شركة الصباح لأنها فرضت نفسها، ونحن ننتظر بداية عرض مسلسلها في النصف الثاني من رمضان، محمد سامي يعطي مي عمر فرصة جميلة لأنه مخرج كبير، وشأتالصدف بأن تكون زوجته.”

الجدير بالذكر أن الناقد جمال فياض و الناقد طارق الشناوي سيطلان طيلة شهر رمضان بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع ليتحدثوا عن الأعمال الدرامية التي تعرضها الفضائيات و المنصات العربية.

والموعد سيكون ثابتاً كل يوم إثنين و أربعاء و جمعة، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت دبي، و السادسة مساءً بتوقيت بيروت على قناة المشهد.

لمشاهدة الحلقة الثامنة كاملة، إضغط على الرابط التالي:
/https://almashhad.com/vod/showdetails/195606303298480-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AA%D8%A7%D8%BA

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى