اخبار الفن

جمال فياض ومصطفى الكيلاني: “لام شمسية” مرفوض والنهايات “كئيبة”!


حسن شرف الدين

انتهى الموسم الدرامي الرمضاني الأشرس على الإطلاق، حيث شهد أعمالًا نالت الإشادات والإعجاب، وأخرى أخفقت في اختياراتها. فنانين ونجوم كبار عادوا إلى المنافسة بإسمهم فقط، بعد أن غفلت أعينهم عن التركيز على اسم العمل وما يقدمه، وشباب أثبتوا أننا أمام جيل يؤكد أن الفن بالأداء وليس بالأسماء التي اعتدنا عليها، تاركين لنا أمل، بأننا أمام جيل جديد من النجوم.

وفي الحلقة الأخيرة من برنامج “المشهد تاغ”، ظهر الناقدان الفنيان د. جمال فياض ويوسف الكيلاني لوضع النقاط على الحروف وتقييم الموسم الرمضاني بكل تفاصيله.

استهل فياض حديثه بالإشادة بجيل الشباب، قائلًا: “الشباب هذا العام، وخلال هذا الموسم الدرامي، أثبتوا وجودهم في عالم النجومية. هذا النجاح جعلهم يدعمون بعضهم البعض، لأن الدراما والسينما أصيبتا بالملل بسبب غياب التجدد. لم نشهد وجوهًا جديدة منذ فترة طويلة، لكن هذا العام أكدوا أنهم يسيرون في الطريق الصحيح نحو النجومية. والمستفيد الأول والأخير هو الجمهور، وعلى هذا الجيل مسؤولية تقديم مستقبل فني واعد وتجنب تكرار الشخصيات.”

أما عن المنافسات بين الأجيال والصراعات الفنية، فقد رأى يوسف الكيلاني أن “المنافسة بين الأجيال الجديدة تختلف كليًا عن السابق. لم تكن هناك منافسة واضحة بين عادل إمام وأحمد زكي، أو بين نور الشريف ومحمود عبد العزيز، بل كانت الخلافات تدور حول نوعية الأعمال التي تُقدَّم، وحتى بين نبيلة عبيد ونادية الجندي لم يكن هناك صراع فني بقدر ما كان تنافسًا على الإيرادات. أما الجيل الجديد، فيدرك أن الترابط فيما بينهم هو الأفضل. لقد كانوا شهودًا على مشاكل (جيل المضحكين الجدد)، الذي عانى من أزمات جعلت أسماء مثل محمد هنيدي، محمد سعد، أحمد حلمي، وهاني رمزي تتراجع، خاصة مع القيود التي فُرضت على الكوميديا السياسية.”

وعن جيل “Z”، جيل الأطفال والمراهقين الذين تفوقوا على بعض النجوم الكبار هذا الموسم من حيث الأداء، قال الكيلاني: “لدينا مخزون هائل من المواهب في العالم العربي، لكننا للأسف لم نستثمره بالشكل الصحيح. الفن ليس مجرد وسيلة للصرف أو الترويج، بل هو صناعة تدر أرباحًا. اللهجة المصرية انتشرت في العالم العربي منذ قرون، وكذلك العامية اللبنانية. علينا أن نخرج من الإطار المحلي ونتجه نحو العالمية.”

من جانبه، أشار فياض إلى أن “أحد أسباب ظهور الشباب وإعطائهم فرصة هو توجه الأعمال نحو البطولة الجماعية. كما أن أجور النجوم الكبار أصبحت مرتفعة جدًا، مما دفع صناع الدراما إلى البحث عن جيل جديد قادر على تقديم محتوى قوي بتكاليف معقولة. الأمر مشابه لما يحدث في الحفلات الغنائية، حيث لم يعد النجوم الكبار يحيون حفلات وأعراسًا كما في السابق بسبب أجورهم المرتفعة، ما أفسح المجال أمام الفنانين الشباب.”

وأضاف: “فكرة النجم الأوحد أصبحت غير مجدية، وهو ما أثر سلبًا على بعض الأعمال هذا العام، مثل مسلسلي (إش إش) و(سيد الناس). المشاهد لم يعد يفضل هذه النوعية من القصص.”

وخلال الحلقة، شاركت الممثلة جومانا مراد للحديث عن مسلسل “أم 44″، حيث قالت: “كنت أتوقع هذا النجاح، لأن السيناريو هو المقياس الأساسي لأي عمل. عندما قرأته، شعرت بمزيج من الحزن والفرح، وهو ما جعلني أرتبط بالدور بشكل أكبر.”

وأضافت: “أحب الأدوار التي تستفزني فكريًا وأدائيًا. تقديم شخصية توأم لم يكن سهلًا على الإطلاق، وكان بمثابة مغامرة كبيرة.”

وعن مشاركتها في “العتاولة”، قالت: “المسلسل ناجح جدًا، وعلاقتي المهنية والشخصية مع الأستاذ أحمد خالد موسى كانت سببًا في مشاركتي كضيفة شرف. والحمد لله، كان العمل ترند، وأنا أحب أن أشارك في أعمال أصدقائي.”

بالعودة إلى النقاد، أثيرت قضية النهاية المثيرة للجدل لمسلسل “بالدم”، والتي لاقت هجومًا واسعًا على مؤلفة العمل نادين جابر. وعلق فياض قائلًا:
“هذا يدل على أن العمل أثّر في الجمهور. لا شك أن شركة الإنتاج لعبت دورًا في تحريك الجدل حوله، لكن في النهاية، المسلسل كان جيدًا. ومع ذلك، لاحظت أن أغلب الأعمال هذا العام اعتمدت على النهايات الحزينة، باستثناء (سيد الناس) و(إش إش) اللذين قدما نهايات سعيدة. الجمهور يميل إلى النهايات الإيجابية، ولكن هذا لا يعني أن نرضخ لرغباته بالكامل، بل علينا تقديم ما هو منطقي أكثر. موت (غالية) لم يكن مبررًا، وكان بالإمكان إنهاء القصة بطريقة أكثر إنسانية.”

أما عن المسلسل الأبرز خلال الموسم، فقد فاجأ فياض الجمهور برأيه قائلًا:
“أنا ضد هذا المسلسل، رغم جودته الدرامية. لا يمكن أن يُطرح هذا الموضوع في الدراما، لأنه لا يجمع العائلة حول الشاشة، ولا يجب أن يُذكّر المشاهدين بواقع مؤلم. قضايا مثل المخدرات أو الشذوذ الجنسي، خاصة عندما تكون مرتبطة بالأطفال، لا يجب تناولها في الدراما أو السينما، بل يمكن مناقشتها في البرامج الحوارية والوثائقية. لهذا السبب، لم أتمكن من مشاهدة الحلقات الأخيرة، لأن أداء الطفل (علي) كان قويًا لدرجة شعرت فيها وكأنني أعيش معاناته.”

من جانبه، رأى مصطفى الكيلاني أن تدخل الرقابة جاء بناءً على انتقادات المسؤولين بأن الدراما باتت تتناول مشكلات حساسة.

. وأضاف:”رغم كل شيء، نحن أمام موسم درامي ناجح بشهادة المشاهدين من مختلف الفئات. لا أعتقد أن الرقابة تدخلت في تغيير نهاية المسلسل، بل هناك عوامل أخرى قد تكون مرتبطة بالممثلين أنفسهم. تسلسل الأحداث جعل الحلقات الأخيرة توعوية أكثر من كونها درامية. نحن نعيش في مجتمع يعتمد على الفن كوسيلة توجيه، لكن التوعية يجب أن تكون متماشية مع السياق الدرامي. وضع نشيد (إسلمي يا مصر) لم يكن في مكانه المناسب أبدًا.”

لمتابعة الحلقة كاملة:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى