جوزيف عطية … لايق عليك النجاح الكبير!!

كتب جمال فياض
كنت أعرف من زمان أن جوزيف عطية مطرب موهوب، وفنان حقق ما يستحق من نجاح وشهرة وانتشار وحب الجمهور. ومنذ فاز بتلك الجائزة الجميلة في البرنامج الشهير “ستار أكاديمي” ظهر لنا أن موهبة لبنانية جديدة تطلّ بثقة على ساحة النجوم. كان جوزيف عطية موهبة جميلة بحاجة إلى الصقل والتجميل والخبرة، ولم يغتر جوزيف بالفوز الصعب، بل اجتهد وخاض تحدي ما بعد الميدالية، وتعب لسنوات حتى ثبّت لنفسه اسمًا جديرًا بالتقدير، وشخصية فنية جديرة بالفرص المتتالية، وبحب الناس وخصوصًا الشباب منهم لأنه يمثل جيله في الغناء…
أراقب جوزيف عطية منذ البداية، وكنت أعاين كل عمل فني يقدمه للجمهور، فيكون عاديًا حينًا، وناجحًا ممتازًا غالبًا، ورغم كل تقديري لمشواره الفتيّ في زمن الصعوبات، كنت أراه ما زال بحاجة للمزيد ليكون في الواجهة… حتى جاءت حفلة مهرجان “أعياد بيروت” أمس…
وصلت إلى المكان، وكان في المكان جمهور صغير، بعضهم أخذ مكانه على المدرّج والبعض الآخر ما زال في باحة المكان… لوهلة قلت في نفسي “يبدو أن جوزيف ما زال صغيرًا على المهرجانات الكبرى”… لكنها نصف ساعة فقط، كانت كافية ليبدأ لون المدرج الأزرق يتحوّل إلى بحر بشري من آلاف الشابات والشبان، هناك زحف جميل وصل إلى المكان الذي فيه سيغني جوزيف عطية، ويثبت لنا أنه نجم ويستحق النجومية…
الصوت، الحضور، الأناقة، الرشاقة على المسرح، خفة الدم واحترام الجمهور… تشعر أن أمامك شاب، فيه كل صفات الشاب المحترم، يوحي لك أنه ابن بيت بكل معنى الكلمة… لا ابتذال ولا سخرية، ولا تململ أو غرور… شاب فاتن بالوسامة، يغني بكل فن وحرفية، تنظر إلى الخلف فتجد مئات الصبايا والشباب يغنون أغانيه ويحفظونها وهي صدرت منذ أيام…
يقرر جوزيف أن يقدّم كل ما بقدرته ليقول لنا: اليوم أعلن صعودي درجة، لا تقل أهمية عن درجة جامعية رفيعة…
يبهرنا بأغانيه الجميلة، وتبهرنا المجموعتان اللتان رافقتاه في العرض الغنائي الجميل “فرقة الدبكة اللبنانية” والشباب الرشيقون، و”فرقة الاستعراض” والصبايا الجميلات…
ويطلّ جوزيف يغني ألوانًا من الغناء حتى يصل إلى “النشيد الدائم لبنان رح يرجع”… وتهب الجماهير تغنيها معه وله وقبله… ونلوّح له بالأعلام، فيشعل الدنيا وتتحوّل الحفلة إلى عاصفة من الفرح والبهجة…
للفنان محطات كبرى في مشواره ومسيرته، وأظن هذا الحفل هو إحدى هذه المحطات الكبرى، ولكنها بالمقابل ستحمّل جوزيف المزيد من المسؤولية والحرص على المتابعة صعودًا…
لا ينقص جوزيف في أغانيه سوى بعض التنويع باللهجات، شرط أن يحافظ على شخصيته فيها، وأظنه وجد في أغنية “البغددة” ما يشجّعه على المتابعة…
مبروك جوزيف، هذه خطوة، بل قفزة… تستحقها وستليها قفزات!