خلاف كبير بين “جمال فياض” و “دياب” بسبب مسلسل مليحة و الأخير ينسحب من الحلقة!
حسن شرف الدين
في حلقة نارية غير متوقعة، شهدت خلافاً كبيرًا بين ضيوفها وصلت حتى الإنسحاب بسبب الإختلاف في رأي بين الناقد الفني اللبناني جمال فياض من جهة، و الفنان دياب بطل مسلسل “مليحة” وكاتبة المسلسل شيرين عزّت الجزار من جهة.
البداية كانت عند الناقد المصري طارق الشناوي، الذي أشاد بمسلسل مليحة، و بالطريقة التي يتم طرح فيها القضية، قائلا: ” اعتقد ان هذا الغمل سيكون الحصان الاسود في دراما رمضان، ان يعرص في النصف الثاني من الشهر و يكون غير مراهن عليه، ثم يفاجئ بأنه يعتلي السباق، لأنه اولا يعزف على الجرح، وعلى جراحنا جميعًا كعرب، لانه يوجد توحد على القضية الفلسطينية، حتى العالم الغربي الذي لم يكن متعاطفاً، جزء كبير من روؤسائهم ليسوا على نفس الخط، لكن الشعوب بدأ وجدانهم يتحرك لصالح القضية الفلسطينية.”
وأضاف الشناوي: ” نحن كعرب تأخرنا في توصيل المعلومات حتى في حرب 73 الغرب لديه معلومات مغايرة، فجميل ان تكون لدينا رسالة واضحة للعالم وطبعاً يوجد ترجمة بعدة لغات، ليعلم أن يقف العرب و أين هو الحق، المخرج عمر عرفة قدم عمل هائل منذ بداية تترات العمل، ادخلنا في جو العمل في الموسيقى الفلكلورية التي كانوا يستخدموها الفلسطينيين لتوصيل المعلومات.”
وعن الهجوم الذي يتعرض له العمل من قبل الصهاينة، قال: ” أي عمل عربي فيه حقيقة تبدأ إسرائيل بتشويهها، فعلوا ذلك مع مسلسل “رأفت الهجان” ومع “جمعة الشوال” وزاعموا انها شخصيات وهمية، رغم انني قابلت جمعة الشوال واسمه الحقيقي احمد الهوان، الجميل في القصة، ان من بداية العمل الدور الذي يقدمه سامي مغاوري الجد الذي يروي الحكاية لأحفاده، واسرائيل كانت متنبئ من ايام السينما الصامتة وهم يقدمون افلام دعائية لهم تروج ان هذه ارض المعاد، من الجيد اننا وصلنا إلى قوة الدراما واتمنى ان تصبح بأكثر من لغة لتصل الرسالة للعالم.”
بدوره، عبر فياض عن إنزعاجه من الإشادة التي تطال العمل معتبرًا انها مبالغة، قائلاً: “ المسلسل لم يعجبني. هذا التطبيل كله للمسلسل لم يعجبني، لا طريقة العرض ولا الوثائقية التي قدمت بطريقة مباشرة، ولا حتى الحلقات الأولى التي اعتمد فيها المط والتطويل. القضية الفلسطينية لا تعرض بهذه الطريقة، وهي أعمق بكثير من أن تعرض بهذه الطريقة. حلقة كاملة قدمها المخرج لنتعرف من خلالها على الممثلين. ومع كل احترامي وتقديري، اسم الفنان دياب لا يكتب قبل ميرفت أمين. أشعر أن المسلسل ‘في حاجة ما بتطمنش’.
وأضاف: ” اخطئوا في المقدمة ثم تم تصحيحها، لكن بشكل عام، أنا لا أستوعب في 2024 هكذا نعرض القضية الفلسطينية بهذه الطريقة البدائية. كيف تتابعون الدراما؟ كيف تتابعون الإخراج؟ المسلسل لم يعجبني أبدًا. في الحلقات الثلاث الأولى، لم أشعر حتى أن الموضوع يعنيني. إذا تتذكر نجدت أنزور في مسلسل “إخوة التراب” كيف عالج قضية الحرب العامية الأولى والاحتلال العثماني لمناطقنا وخروج ودخول الإنجليز والفرنسيين إلى الدول العربية بطريقة عبقرية. أما هذا العمل، فلم يعجبني. ظابط كبير يصاب، وبعد أن يعالج ويودع الشهداء، تعرف والدته من التلفاز. أيعقل أن تعرف الأم من التلفاز أن ابنها بخطر بعد أن تعالج؟ لا، هذا ليس عملاً.”
وخلال الحديث، شارك بطل المسلسل دياب في الحلقة رفقة المؤلفة رشا الجزار، الذي طلب أن يرد على فياض قائلاً: ” وجهة نظرك تحترم، ولك كل الحق، الفن أذواق، ولكن هذا العمل ليس بالعمل التجاري حتى نحافظ فيه على عنصر الإبهار بالشكل الذي انت تتكلم عنه، نحن نقدم عمل قضيته تمس كل مواطن عربي و الإنسانية بشكل عام، فعنصر الإبهار فيه غير مطلوب بالشكل الذي انت تريده لانه ليس تجارياً، بل الاهم هي الحكاية التي يتحدث عنها العمل، القاء قضية لم يفكر احد في تناولها في كل البلدان العربية، قد اكون جاهلاً و قدم عمل عن هذه القضية ولم تصل لنا، وهذا دليل انها لم تنجح.”
وأردف دياب: ” لكن لمجرد ان هذا العمل وصل لك يعني انني وصلت للهدف وهو إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية، عناصر الإبهار البصري او طريقة تقديم القضية، نحن نتكلم بشكل شبه توثيقي نحو المسلسل ونحكي عن تاريخ القضية بصوت الفنان سامي مغاوري وهذا ما نحن نريد توصيله للاجيال الجديدة، هذا هو المهم، اما الإبهار البصري و المونتاج هذا ليس مهم، القضية اهم من ادائنا و اهم من تصويرنا و اهم من درامتنا، انا لا يفرق لي النقد الفني، انا كفنان ارتضيت ان اكون متواجد ضمن هذا العمل لن يفرق لي إن قلت ان تمثيلي سيئ، المهم انني وصلت لك، وان اوصل نبذة قليلة عن القضية الفلسطينية، لكن رايك الفني و النقدي يحترم و اتشرف ان تنتقدني.”
لترد المؤلفة رشا الجزار على فياض أيضًا قائلة: ” النقد يحترم، ورايه يقدر، لكن اختلف معه كثيرا، ارى انه قال بشكل عام المسلسل لم يعجبه دون تحديد ما لم يعجبه بالعمل، ونحن لسنا مطالبون بالدفاع، نحن سننصت اليك، ونقول وجهت نظرنا، لكن في النهاية الفن اذواق، بينما لو انتقد عناصر المسلسل بشكل محدد هنا يمكن ان يكون الحكم، رايت مشاكل في الإخراج او في القصة، انما ان تقول لي بشكل عام العمل لم يعجبني، فهذا رأي شخصي انا احترمه و اقدره، لكن هذا لا يعتبر نقد، لأن الناقد ينتقد العمل بعنصر معين.”
ليرد عليها فياض: ” قلت ان الحلقة لأولى من العمل كانت تسترعرض شخصيات المسلسل بطريقة بدائية دون ان تكون تلقائية.”، ثم يقاطعه دياب قائلاً:” من المعروف ان الحلقة الأولى في الدراما بشكل عام تكون استهلال، نعرف المشاهد عن ماذا نتكلم، ونعرفهم على شخصيات المسلسل.”
من جانبها، اشارت المؤلفة إلى ان ” هذا ليس حقيقي بأن الحلقة الأولى كانت عبارة عن تعريف الشخصيات، لأننا دخلنا في الأحداث بشكل مباشر تعريف الشخصيات كان مشهد عند كل شخصية، عرفنا من هو دياب و من هي عائلته ومن هي مليحة ثم دخلنا بمشاكلها، فأنا لا اقبل ان تقول ان الحلقة الأولى كانت عبارة عن تعريف بالشخصيات، وانا قرأت عدد من الإنتقادات التي طالت المسلسل،حتى المختلفين معهم نحن نقدرهم، ومنذ ثلالثة ايام تاتي لي اتصالات من معظم الدول العربية و بينهم نقاد، وهذا اول نقد يقال لي عن الحلقة الاولى.”
ثم يجاوبها الناقد الفني، قائلاً:” انا متعاطف جدا مع القضية الفلسطينية، ولكن انا اعترض على كلمة قالها دياب، ان هذا العمل ليس تجارياً، ان اريد عمل تجاري اود عمل يشاهده العالم، حتي تصل القضية.”
وبعد ذلك، انفعل الفنان الدياب قائلاً: ” تفجأت بانني اشارك في مناظرة، كنت متوقعاً انهم سبحتفون بنا عبر هذه القناة، لم اكن اعلم انها ستكون مناظرة نقدية، انا في غنى عن ذلك، انا كفنان لماذا اشارك في حلقة مع نقاد، هم احرار في ارائهم، ولا حتى المؤلفة، المبدأ نفسه خطأ، من المعيب ان ارد على ناقد، انا متطر ان اقفل الخط وانا نادم على هذه المداخلة.”
من جانبها أبدت شيرين إنزعاجها أيضًا، مؤكدةً أن هذه المواجهة غير متوقعة، وأنها تعرف الناقد طارق الشناوي، لكنها لم تسمع عن الناقد جمال فياض من قبل لتنهي المكالمة أيضاً.
وبعد ان انسحبا من الحلقة، ابدى فياض إعجابه بمسلسل “2024” و بالأداء التي تقدمه نادين نجيم، قائلاً: ” كتبت عن المسلسل، انني احببت طريقة الدخول و التشويق من المشاهد الاولى، فيليب اسمر ترفع له القبعة، اتمنى ان يكمل بهذه الطريقة، في الجزء الثاني من الحلقة الأولى رأيت انه بالغ كثيراً في التركيز على جثة والدها، لكن بشكل عام بدايته جميلة جداً، ونادين تتألق شكلاً و مضموناً”.
واضاف : ” اتمنى ان لا يصبح اخطاء كما يحدث عادةً في الفوارق الزمنية و الأحداث، لكن بشكل عام المسلسل بدايته جيدة جدا، لو اني مازلت عند رايي لو تم عرض المسلسل منذ بداية الشهر كانت حققت مجداً كبيراً.”
من جانبه، اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي ان ” تقدم جزء ثاني يعني انك يجب ان تكون محضراً له منذ البداية، مثلا اسامة عكاشة اتفق مع المخرج على ان يكون مسلسل ” ليالي الحلمية” خمسة اجزاء لذلك عندما عرض الجزء السادس فشل فشلاً ذريعاً، فمسألت الاجزاء يجب ان تكون لاسباب درامية ويكون متفق عليها منذ البداية.”
الجدير بالذكر أن الناقد جمال فياض و الناقد طارق الشناوي سيطلان طيلة شهر رمضان بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع ليتحدثوا عن الأعمال الدرامية التي تعرضها الفضائيات و المنصات العربية.
والموعد سيكون ثابتاً كل يوم إثنين و أربعاء و جمعة، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت دبي، و السادسة مساءً بتوقيت بيروت على قناة المشهد.
لمشاهدة الحلقة الخامسة عشر كاملة، إضغط على الرابط التالي:
