اخبار الفنكتب جمال فيَاض

راغب علامة، هكذا تكون سوبر ستار … حالة!


كتب جمال فياض

من زمان لم أكتب عن حفل أو مهرجان فيه راغب علامه. راغب النجم الذي بدأ رحلته مع الغناء عام ١٩٨٠ في برنامج “ستوديو الفن”. يومها كنا أولاداً نتلمّس طريقنا في الحياة، مراهق طموح يغني ، وآخر يهوى الكتابة والنقد ويكتشف عالم الغناء والموسيقى والدراما وكل الفنون. تعارفنا في كواليس البرنامج، وصارت بيننا صداقة عمر وأخوّة … وصرت أراقب الفتى المراهق وهو يكبر، والشاب الفنان وهو ينجح،والرجل النجم وهو يتألّق… حتى بلغ من النجومية أشدّها!
اليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود من النجاحات الهائلة المتواصلة، وبعد آلاف الحفلات والمهرجانات،وتصفيق ملايين ملايين المعجبين والمعجبات، يقف راغب علامه نجماً لامعاً، بل كوكباً يشعّ على مسرح “دار الأوبرا” المصرية في القاهرة، وأجلس بين الجمهور أراه للمرّة الألف، يبهر ويسحر ويسيطر على القلوب.
في مصر بلد النجوم وكبار النجوم، بل نجوم النجوم، لراغب علامة مكانة لم يزحزحه عنها كبار الكبار. قل هو الجمهور المصري المسحور بهذا الشاب الذي نضج وبلغ قمة مضيئة أمام عيونهم.
المصريون لا يقنعهم أي فنان، هؤلاء الذين تولّى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ولائحة تطول ولا تنتهي من كبار العباقرة تربيتهم وتنشئتهم على الغناء الجميل، والنجاح المبني على أسسٍ متينة، كيف سيقنعهم فنان لولا أنه استحقها بجدارة؟
في الثمانينات إنطلق راغب بسرعة الصوت والحضور نحو النجومية، وفي التسعينات، إنطلق كالشهب في سماء مصر، ومن يومها لا انطفأت شعلة نجوميته، ولا هدأت مشاعر الجمهور المصري نحوه. ما زال راغب إذا جاء حلّ حبيباً، وإذا وصل استُقبِلَ كبيراً ، وإذا أطلّ علت الأكف والقلوب تصفّق بكفين وحب ..
بذكاء شديد، أطلّ راغب على جمهوره المصري الذي سمّاه “الحب الكبير”، بمختارات جميلة جداً من أجمل ما في رصيده من أغاني.
إستعاد راغب كل ذكرياته مع الغناء في مصر، فاستعاد “هيتّاته” من “آسف حبيبتي”، الى “يا ريت فيي خبيها” الى “قلبي عشقها”… ومع كل أغنية تشعر أن قلبك تجدّد وتدفّقت فيها شلالات من الدماء الشبابية. حتى الآن، ما زال الصوت وفيّاً لصاحبه ،نقيّاً صافياً، وما زال الجسد شاباً حيوياً على المسرح، لا يترك للنجم أن يهدأ أو يرتاح… وبهذا، يظلّ راغب علامه شاباً يداعب أحلام الشباب وعواطفهم، ويمثّل مشاعرهم في الحب والعشق والرومانسية.
من السهل، أن يصل الإنسان أو الفنان الى قمة النجاح… شروط الوصول ليست صعبة جداً، لكن شروط البقاء على قمة النجاح لفترة طويلة، صعبة جداً …
لكن، ماذا عن شروط البقاء على قمّة النجاح لأكثر من أربعين سنة؟
تلك هي المسألة، تلك هي المعجزة … تلك هي الحالة!
راغب علامه… لم تأخذه الجلالة، لكنه بكل معنى الكلمة، حالة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى