اخبار الفنكتب جمال فيَاض

راغب وجورج وآدم… في موسم الرياض والجمال

كتب جمال فيّاض

وأخيراً، قال القدر كلمته، واجتمع راغب علامه وجورج وسوف في حفل واحد، وعلى مسرح واحد، وفي مكان واحد وفي مدينة واحدة… هنا، في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، خطان متوازيان… إلتقيا، وتعانقا … زمان، قال لنا أستاذنا “خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً”، ثم تابع يمازحنا، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله … تذكرته في هذه اللحظة، لحظة لقاء راغب السوبر ستار، بجورج السلطان. جمعتهما ليلة حبّ كبير نسيا فيها اللي فات، والمنافسة الجميلة والذكريات.
قلت لهما، تنافستما لسنوات وسنوات، ولكن على إسعاد الناس وحب الناس ، واليوم تلتقيان في حفل واحد ، أدام الله عليكما الصحة والنجاح وجمال المنافسة.
في موسم الرياض، وعلى مسرح أبو بكر سالم، حضر جمهور كبير ليستمع لراغب علامه وجورج وسوف وآدم . ليلة من ليالي العمر السعيد، في وطن السعادة. يقول راغب لحظة وصولنا الى أرض الرياض، يا شباب هذه البلاد قررت أن تكون سعيدة، فلنكن شركاء السعادة في هذا اليوم وهذه السهرة التي أتينا لنعيشها.
بعدما قدّم آدم وصلة طرببة من المستوى الممتاز، وغنّى أجمل غناء من النوع الذي اعتدناه منه، وأبهر كما في كل حفل يغني فيه، ترك المسرح ليقدّم الزميل نيشان راغب علامه، بكلمة “على البكلة”، إختصر فيها وبذكاء وبلاغة كل مشوار النجم الذي ظلّ في المقدّمة لأكثر من أربعة عقود، لم يزحزحه عنها أحد. ثم ترك المسرح للسوبر ستار …
وأطلّ السوبر ستار، وتعالوا نستجمع الكلمات والعبارات والتعبير والوصف لنجد ما يناسب منها لننقل الصورة لمن لم يكن حاضرًا… أولاً، وجبت الصلاة على النبي الكريم وعلى كل الرسل والأنبياء، لصدّ الحسد والعيون السوداء عن هذا النجم الجميل، الذي زرع الله حبّه في القلوب بزيادة وبلا نقصان. يطلّ راغب مبتسماً ضاحكاً فرِحاً بهذه الآلاف المؤلّفة التي أتت إليه من كل مدن المملكة ومن كل دول الخليج العربي، لتهتف له على قلب واحد، وتصفّق له على كفّ واحد، وتغني له بصوت واحد “اشتقنالك، اشتقنالك، يللي بعادك غيّر حالك …” لكن القلب يقول، لا تغيّرت ولا بدّلت ، أنا ثابت على خفقة قلبي لأرض باركها الله بكل تفاصيلها.
يغني راغب ويسترسل وتبدو السعادة على وجهه وملامحه، و … في عزّ الكلام، سكِت الكلام !!
من ؟
على الهاتف وعلى مكبرات الصوت، صوت العقل المدبّر لكل هذا الفرح الكبير في الرياض ، إنه صوت معالي المستشار تركي آل الشيخ. الذي لم يترك هذه البهجة الكبرى تمرّ دون أن يقول لصاحبها النجم اللبناني شكراً، ويكرمه بطلب فيه معزّة وودّ كبيرين، أريد أن أسمع منك هدية للسعوديين واللبنانيين المقيمين في المملكة، أغنية “جنّي جنّي ” … هذه الأغنية لحّنها راغب بنفسه من كلمات طوني أبي كرم. فيردّ راغب معبّراً عن إعجابه وشكره للمستشار الشاب على الجهود الجبارة التي يقوم بها لتحقيق مثل هذا الإنجاز الكبير. ثم يغني الأغنية بسعادة وفرح، كان بادياً عليه أنه يريدها هدية وليس مجرّد تلبية طلب لعزيز .
كانت اللحظة جميلة، والسهرة جميلة، والجمهور جميل، وراغب كان بمنتهى الحيوية والعفوية، لم يبخل بشيء على هذه الجماهير التي أغلبها من الشباب الذي رافقه محبّاً منذ الطفولة، وما زال على عهده معه. راغب الجميل السيرة، النقي القلب، الذي بمسيرته الطويلة ما عرفنا عنه إلا أجمل الكلام، وأحلى الحديث. هذا النجم “اللي بيبيّض وجوهنا” أمام العالم، وخيرة شباب لبنان.
بعد ساعة ونصف، من الصخب والفرح والهيحان الجماهيري، يترك راغب المسرح للرائع جورج وسّوف، الذي التقاه في الكواليس وكانت لحظة تاريخية بين نجمين تنافسا لعمر طريل على حب الناس، وجمعهما موسم الرياض في الرياض… وبعد لقاء الصحافة ، صعد جورج الى مسرحه وغنّى أجمل الغناء، والذين تابعوا السهرة على شاشة “أم بي سي” سيوافقوني الرأي حتماً … سلطان الغناء والطرب، ما زال سلطاناً على المسرح وفي القلوب…
جمع “موسم الرياض” وشركة “بانشمارك” التي أبهرتنا بحسن ودقة التنظيم، بين قمتين والتقيا في الرياض، وكنا نظن كل الظن أن لا تلاقيا بينهما …
أظنها لحظة سيسجلها تاريخ الغناء العربي الحديث، لم تحصل من قبل، وقد لا تتكرّر … وإذا تكررت، فلا حول ولا قوة إلا بالله!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى