اخبار الفن

رجاء بلمليح في ذكري غيابها الحادية عشرة كم تشبه نفسها

خفرة، خجولة، متواضعة، ومحتشمة… كانت تشبه نفسها كثيراً: إذ هكذا مرّت الذكرى الحادية عشرة لوفاة المطربة رجاء بلمليح. بلا ضجيج ولا سهرات فنية نقدية.
وهي التي اعتزلت الفن بعد اكتشافها لاصابتها بسرطان الثدي فانسحبت من تحت الأضواء متفرغة لبيتها ورعايتها الصحية بعد زواجها من رجل اعمال مصري يدعى محمد شرف الدين وانجبت منه طفلا اسمياه عمر، وقد تفرغ زوجها لمتابعة حالتها الصحية. حيث توفيت عن عمر يناهز الـ ٤٥ عاماً (١٩٦٢- ٢٠٠٧) .

الثلاثية الذهبية

تعاني الساحة الفنية العربية من فلتان غير مسبوق ليس من الصعب ملاحظته حيث تضخ برامج البحث عن المواهب عشرات من المغنين الذين يتسلقون اكتاف عمالقة التراث ثم يهوون مع اول اطلالة خاصة تحيلهم الى طوابير الانتظار والحل اكثر من سهل .انه تطبيق الثلاثية الذهبية و هي تكامل الصوت والكلمات واللحن.
أذكر مرة اني كنت استمع بعيوني إلى مطربة على شاشة التلفزيون ابدعت وتركت صدى ممتازاً في ذائقتي كان اسمها لطيفة وهي اللمسة التونسية التي حاولت زرع مدرسة جديدة في الساحة الفنية وقلنا.. لننتظر
وانتظرنا
وإذا قواعد السوق والهشك بشك يفترسانها فتأخذ زاوية الانتظار.
عندما غنت لأم كلثوم في سهرة تلفزيونية خاصة استعارت اللحن والكلمات وإضافت رخامة وقواعد الصوت… فحلقت لتهوي شهباً في ثقب الفنون الأسود.
والتجربة الثانية ومثلها كثير كانت مع المطربة الراحلة رجاء بلمليح
التي ابدعت ذات سهرة تلفزيونية خاصة فحلقت في اغنية من اصعب اغاني ام كلثوم فسلطنت وطربت فأطربت.
هذه التجارب التي حاولت ان تكون شموساً في سماء الأغاني العربية. وتترك بصمات فنية متميزة في مسار الأغنية تكسرت مجاذيفها الثلاثية: اللحن /الكلمات /الصوت!
نفس التجربة تصنّع نفسها… والحل واحد: ثلاثية ذهبية تنتظر من يجمعها في طربية تسكت أصوات الآخرين بمجرد ان تقول آه يا ليل.

على مدخل فندق حياة في دبي التقينا، كنا بعض الزملاء الذين دعانا الزميل الصديق ربيع هنيدي على فنجان قهوة… وهي.. سيدة بالحجاب الاماراتي الوطني.. وهل يخفى القمر؟…
– ازيك ست رجاء
رشفنا قهوتنا على الواقف قبل ان يتوجه كل في طريقه.
لمع اسم رجاء بلمليح لأول مرة فنياً عندما شاركت لأول مرة في مسابقات الاختيار الفني للمغنين الجدد. عندما شاركت في «أضواء المدينة» (المغرب) وبدأت تستعد لاطلاق البومها الأول يا جار وادينا.. وفي مطلع التسعينات انتقلت إلى مصر حيث شكلت رحلتها هذه انطلاقتها الحقيقية مع «صبري عليك طال». في تعاونها الأول مع الملحن حميد الشاعري.. بالاضافة إلى اغنيتها الثانية مع الملحن نفسه يا غايب عن عيوني. اللتين شكلتا انطلاقتها المميزة وقد حازت على العديد من الجوائز وشهادات التنويه.. كما لا يمكننا الا ان نحترم قرارها يومها برفضها متاجرة الاعلام بمرضها. كما اوصت باقامة حفل تكريم لها في ذكرى اربعينها يعود ريعه لمرضى السرطان. ولا بد من التنويه بأن ان زوج بلمليح كان يرافقها في جميع مراحل العلاج و«كنا قد قمنا بجميع الاجراءات لنقلها الى مستشفى الشيخ زايد في الرباط بتنسيق مع حسن النفالي، رئيس الائتلاف الوطني للثقافة والفنون، الذي بادر بالاتصال بالديوان الملكي، حيث حظيت بلمليح برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي تكفل بمصاريف العلاج، ثم الجنازة فيما بعد».
في الساعة الواحدة و19 دقيقة اسلمت الروح لبارئها بعدما طلبت طلبت من ممرضتها ان تنزع عنها جهاز التنفس،
ووري جثمان بلمليح الثرى بمقبرة الشهداء في مسقط رأسها مدينة الدار البيضاء، وحضر جنازتها ادريس جطو، الوزير الاول المغربي، وحمد عيسى أبو شهاب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، وافراد عائلتها، وعدد كبير من الفنانين المغاربة، وجمهور عريض من معجبيها. ورغم المرض الذي ظل «كامنا» في جسدها، عادت بلمليح لمتابعة نشاطها الفني، بعد تماثلها للشفاء، حيث اصدرت ألبوم «حاسب» الذي ضم عددا من الاغاني الخليجية، كما كانت تشارك من حين لآخر في احياء عدد من الحفلات، وان تم ذلك بشكل محدود، نظرا لان الاطباء نصحوها بتفادي السهر والاجهاد، وخلال هذه المدة ايضا كانت تتفادى وسائل الاعلام المحلية والعربية، بعد ان اتضح لها ان اهتمام هذه الاخيرة ينصب بشكل مبالغ على متابعة خبر مرضها اكثر من أي شيء آخر، رافضة ان تتم «المتاجرة» بحالتها الصحية في الصحف. ولقيت بلمليح، الحاملة للجنسية الاماراتية، دعما ماديا ومعنويا كبيرا من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الامارات الراحل، اثناء مرضها، بعد ان كان زوجها هو من تحمل في البداية مصاريف علاجها التي وصفتها بـ«الخيالية». مشيدة بوقوفه بجانبها «كزوج شرقي شهم»، هذا بالاضافة الى الدعم الذي تلقته من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وحافظت بلمليح، طيلة مشوارها الفني على صورة الفنانة المثقفة الراقية في تفكيرها ومظهرها ولونها الغنائي، ولم تنجر الى الابتذال من اجل مسايرة موضة الكليبات الفاضحة، ووري جثمان بلمليح الثرى بمقبرة الشهداء في مسقط رأسها مدينة الدار البيضاء، وحضر جنازتها ادريس جطو، الوزير الاول المغربي، وحمد عيسى أبو شهاب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، وافراد عائلتها، وعدد كبير من الفنانين المغاربة، وجمهور عريض من معجبيها. ورغم المرض الذي ظل «كامنا» في جسدها، عادت بلمليح لمتابعة نشاطها الفني، بعد تماثلها للشفاء، حيث اصدرت ألبوم «حاسب» الذي ضم عددا من الاغاني الخليجية، كما كانت تشارك من حين لآخر في احياء عدد من الحفلات، وان تم ذلك بشكل محدود، نظرا لان الاطباء نصحوها بتفادي السهر والاجهاد، وخلال هذه المدة ايضا كانت تتفادى وسائل الاعلام المحلية والعربية، بعد ان اتضح لها ان اهتمام هذه الاخيرة ينصب بشكل مبالغ على متابعة خبر مرضها اكثر من أي شيء آخر، رافضة ان تتم «المتاجرة» بحالتها الصحية في الصحف. ولقيت بلمليح، الحاملة للجنسية الاماراتية، دعما ماديا ومعنويا كبيرا من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الامارات الراحل، اثناء مرضها، بعد ان كان زوجها هو من تحمل في البداية مصاريف علاجها التي وصفتها بـ«الخيالية». مشيدة بوقوفه بجانبها «كزوج شرقي شهم»، هذا بالاضافة الى الدعم الذي تلقته من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وحافظت بلمليح، طيلة مشوارها الفني على صورة الفنانة المثقفة الراقية في تفكيرها ومظهرها ولونها الغنائي، ولم تنجر الى الابتذال من اجل مسايرة موضة الكليبات الفاضحة،وقد حصلت بلمليح على جوائز تقديرية كثيرة خلال مشوارها الفني من بينها شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي للاغنية، ومهرجان الموسيقى العربية بدار الاوبرا المصرية، كما منحت لقب سفيرة النوايا الحسنة لدى اليونسيف في عام 1999.
وقال المطرب والملحن حميد الشاعري، الذي لحن لرجاء بلمليح أغنية «صبري عليك طال»، التي تعتبر أشهر أغنية لها باللهجة المصرية، إنه تعرف على الفقيدة سنة 1988 بمناسبة مهرجان الاغنية العربية في بغداد، حيث أعجب بصوتها واقترح عليها الانتقال إلى مصر.
وذكر الشاعري الذي لحن للفقيدة أيضا أغنية «يا غائب على عيوني»، بأن الفنانة الراحلة اختيرت كأجمل صوت عربي في استفتاء أجرته صحيفة «الجمهورية» المصرية. وأضاف أن بلمليح كانت فنانة فذة قلما يجود الزمان بمثلها.واستطاعت ان تقدم نموذجا جديدا للأغنية العربية الجديدة، من الخفيفة إلى الإيقاعية إلى الطربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى