اخبار الفنكتب جمال فيَاض

زياد برجي … كيف هو اليوم بعد زمن!

كتب جمال فيّاض

مرّ زمن لا أراه قصيراً على حضوري لحفل يغنّي فيه الفنان الشاب زياد برجي. فالمطرب الذي انطلق بأغانيه المتوسطة النجاح والإنتشار، كان يبدو بوضوح شديد أنه مشروع مطرب ناجح، وفيه مؤهلات النجاح التي ظهرت منذ بدايته. منذ أطلّ عام ١٩٩٦ في ستوديو الفن، وخاض التحدي مؤدياً قصيدة “عيناكِ” لنزار قباني التي لحنها وغناها الفنان خالد الشيخ، ظهرت ملامح الإحساس والأداء الناعم والأنيق على الهاوي الشاب. لكن زياد لم يكن طويل البال، ربما استعجل النجاح، ولما لم يصل إليه أهمل قليلاً وتراخت العزيمة، فأضاع الوقت وترك لغيره من أهل الصبر الشباب، الذين أصروا وسبقوه الى الواجهة. في هذا الوقت كان الجو العام متعطشاً لوجوه جديدة، لأصوات وأغاني وألحان ونمط غنائي جديد. فبرزت شلّة النجوم الجدد برعاية المخرج الراحل سيمون أسمر…
زياد برجي “نمرود” ، لا يهادن ولا يجامل ولا يصبر. فيه كبرياء زائد عن اللزوم… أحبطه وزاد بداخله جرعة اليأس. كل العروض التي تلقاها زياد من منتجين أو مشاريع منتجين لم تكن جدّية. كانت كلها تهدف الى الإستفادة من وجه شاب موهوب، بأجر بخس يمكن الإستفادة من اندفاعه للشهرة، بعقود شبه مجانية، ووعود شبه خيالية. لا نال زياد “عنب اليمن ولا ذاق بلح الشام”…
الى أن انقلبت الظروف، فانفجر الملحن بداخله وخرج مارد الألحان من قمقم القلب الغاضب. راح زياد يلحّن لنفسه ويغني ثم لغيره ، وانقلبت معه الظروف ولمع وأقلع بقوّة وأخذ طريقه الصحيح والسليم نحو النجومية…
كل هذه المقدمة العاجلة، لأخبركم عن زياد برجي في حفله في منطقة النبطيه في مجمّع “توتانغو” السياحي، والذي نظّمه المنتج الشاب سعيد ضاهر.
الآن، أمامي الفنان والملحن زياد برجي، يقف واثقاً، ناجحاً ، منتبهاً لكل حركة، يغنّي نجاحاته من ألحانه. أغانيه التي اشتهرت في لبنان ومصر وجميع البلاد العربية، وهو الذي حققت له أفلامه السينمائية المزيد من الإنتشار، يقف أمامنا ناضجاً يعرف جيداً كيف وماذ يغني. ألهب الأكف ورفع الجميع له الأيادي تصفيقاً وتهليلاً ومشاركة في الغناء والإنسجام. كان واضحاً حجم الحب الذي يكنّه له هذا الجمهور الجميل. في مكان جميل ومريح ومنظّم بكل مواصفات التنظيم الأنيق، حقق زياد برجي ليلة من ليالي نجاحه المتصاعد.
ممتع زياد عندما يستنفر قواه الفنية لينهض بجمهوره، وممتع عندما يغني عاشقاً ورومانسياً …
قلب زياد مليء بالأنغام والمشاعر والأحاسيس، وهو يعرف كيف يحوّلها أنغاماً وألحاناً أحوج ما يحتاجه الغناء اليوم. في زمن عزّت فيه الأغاني الجميلة، وعزّ فيه الغناء الجميل..
أجمل شعور عندما يترك الفنان مسرحه في ليلة وسهرة غناء، وتشعر أنه ليته يستمر أكثر . ستشعر بالغبطة أنك لم تملّ من غناء مختلف وموسيقى فيها الكثير من الشجن والحب.
بعد زمن ، تغيّر زياد برجي، وتقدّم أكثر والنجاح فتح له ذراعيه ، ونحن فتحنا له القلوب على أوسع من نستطيع!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى