اخبار الفنكتب جمال فيَاض

سميه بعلبكي … عندما أخذتنا في راحة الأرواح !

كتب جمال فيّاض

عندما تتلقى دعوة من فنانة حقيقية لحضور سهرة طرب، لا بد أن تلبي، ومهما كانت ظروفك وانشغالاتك، فمثل هذه اللحظات، لن تجدها في أي وقت، ولا في أي مكان.
على مسرح مونو، وأمام جمهور من نخبة السمّيعة، وقفت سميّه بعلبكي كما فراشة الضوء وقالت لنا، الطرب ما زال فينا مهما تكاثرت علينا الكهربائيات، وما يتبعها من نشاز الغناء والموسيقى. وقفت بالصوت العالي الجميل الطربي الصحيح الحقيقي، وقالت لنا، تعالوا إليّ أيها المتعبون من طغيان أهل المغنى الذين قيل فيهم “ياهل المغنى، دماغنا وجعنا، دقيقة سكوت لله …” أليس هذا ما قاله بيرم التونسي؟ بيروم الذي غنّت له في هذه السهرة رائعته مع فريد الأطرش “هللت ليالي حلوه وهنيّه”.
في سهرة مع سميه بعلبكي، الجميلة الصوت والصورة، ومع فرقة من أساتذة بقيادة إستاذ الطرب والموسيقى نبيه الخطيب، سمعنا وطَرِبنا، وأنتشينا، ونلنا مخزوناً ثميناً من الغناء الجميل. وقد حفظ الجميع وصية الكبير محمد عبد الوهاب الدائمة، أن يكون الإيقاع وصوت الرق في حالة حضور وظهور دائمين. ونِعم الوصية.
أفطرنا على وجبة من الروائع، بعد صوم طويل في فصل الصوم العام… لم تترك سميّه لنا أن نختار ونحتار في ما نريده وما نشتهيه، فقد قدمت لنا على طبق من طرب، أجمل باقة يمكن أن نحلم بها، وشاركناها الغناء من أول نظرة، حتى آخر نغمة… وتنقّلت ونحن معها ، بين أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وزكريا أحمد وسيّد درويش وبليغ حمدي ومحمد سلطان وزكي ناصيف وصباح فخري، ومن “عاشقة الورد” الى “ليالي الأنس في فيينا” الى “حب إيه اللي جاي تقول عليه”، الى “حبيبي على الدنيا إذا غبت وحشة …” الى “هللت ليالي حلوه وهنيّه” الى “يا بو ضحكه جنان” ثم “أوعدك” و … و .. حتى وصلنا الى السلطنة، بكل معانيها مع “أنا في أنتظارك” … وهنا، ذهبنا معها في حالة من راحة الأرواح.
سمية بعلبكي في كل مرة، تبهرنا وتطربنا، وفي كل مرّة نذهب إليها بمشاكلنا ومشاغلنا، نخرج بروح نقية وحالة صفاء ، نادراً ما نشعر بها…
شكراً سمية بعلبكي، ونبيه الخطيب، ولكل الأساتذة الموسيقيين، ولكل من نظّم ورتّب وقدّم لنا هذه الوجبة الثمينة من الجمال…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى