اخبار الفنكتب جمال فيَاض

صبحي محمد الموهبه الهادئة … مكتشف المواهب !

كتب د. جمال فياض

عندما كان صبحي محمد عازف أورغ خلف مطرب كبير، كان يبهر كما المطرب الذي يقف في الواجهة. لم يكن صبحي مجرّد عازف آلة سحرية فيها كل أنواع الشجن. ولم يكن مجرّد أصابع بارعة تتحرّك فوق المفاتيح الموسيقية. كان صبحي محمد يغنّي ويطرب بعزفه وبراعته. ظلّ يبهر لسنوات خلف المطربين، وكم نال تصفيقاً وتصفيقاً من جمهور جاء ليسمع الغناء، فسمع الصولوهات الموسيقية الجميلة، وربح السلطنة من العازف الشاطر.
لم يعد الوقوف في الخلف كافياً، ولم يعد الصوت يصل كما يجب من زاوية بعيدة على المسرح. إنسحب الشاب الجميل، وأمسك آلته وراح يعمل لنفسه بنفسه، فانصرف يؤلّف ويلحّن ويضع الموسيقى، حتى صار دولة موسيقى بذاتها. لا أبالغ إذا قلت دولة من الموسيقى والإحساس والشجن. اليوم، يتفرّغ صبحي محمد للتلحين لأصوات يكتشفها، ويأتي بها من زوايا الظلال والعتمة الى عالمه المضاء بأنغامه وقناته الخاصة، نافذته على العالم، يصقلها ويوضبها بقوالب موسيقية تناسب كل صاحب موهبة. ويطلقها عبر مواقع التواصل، وخصوصاً عبر “يوتيوب”. عشرات المواهب المغمورة لم تكن تجد سبيلاً للظهور، أتى بها صبحي محمد وأطلقها وجعلها مرآة موسيقاه وأحاسيسه أمام الناس. ويحقق بهذا عشرات ومئات ملايين المشاهدات. هناك حالة خاصة تنتاب السامع وهو ينصت بحب كبير لألحان وضعها صبحي محمد، وأطلقها بأصوات فيها جرح الحزن والعاطفة . ويضيف إليها عزفه وإحساسه، ونصبح أمام توليفة فنية متفرّدة لا مثيل لها.
صبحي محمد حالة خاصة جداً، وإسم كبير في عالم الموسيقى والألحان، والأهم أنه لا يطلق عبر الإعلام إلا أنغاماً جميلة، فلا كلام ولا تصاريح ولا تضييع وقت وتشتيت أفكار، بل ألحاناً مميزة. واليوم صارت له بصمته، فأنت عندما تسمع ستشير أذنك فوراً، إلى أنك تسمع صبحي محمد. وهل أجمل من أن يصبح الفنان علامة فارقة لا شبيه لها؟
هذا هو صبحي محمد … الموهبة الموسيقية الهادئة ذات الضجيج بالمشاعر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى