طارق الشناوي ومصطفى الكيلاني: الدراما بين المبالغة في النقد وواقع التوريث الفني

حسن شرف الدين
أكد الناقد الفني المصري طارق الشناوي خلال حلقة جديدة من برنامج “المشهد تاغ” الذي يحلل الأعمال الدرامية بشكل يومي عبر شاشة “المشهد” أن السوشيال ميديا بطبيعتها تميل إلى التطرف.
وقال الشناوي: “أعمال عديدة اتُّهمت بأنها تشوّه الواقع المصري، لكن هناك عدة أعمال لا يتم مهاجمتها رغم أنها تتحدث عن الشوارع الشعبية، مثل 80 باكو وولاد الشمس وإخواتي. ربما الهجوم يتركز فقط على مسلسل سيد الناس. وأنا أعترف بأن بعض الأعمال فيها نوع من المبالغة، لكن أن يصل الأمر إلى الاستعانة بجهات سيادية، فهذا مرفوض تمامًا”.
وشدّد الناقد مصطفى الكيلاني على حديث الشناوي، معتبرًا أن الدراما الشبابية اليوم تحاول نقل الواقع، مستعينًا بالمثل المصري: “لا تحرّج ولا تمرّج”.
وخلال الحلقة، أطلّ الممثل المصري مينا أبو الدهب، أحد أبطال مسلسل ولاد الشمس، وقال: “أكثر ما لفتني في العمل ككل، وبالدور بشكل خاص، هو الابتعاد عن التنمر. وكان المخرج شادي عبد السلام يريد تقديم الشخصية بشكل مميز. وحتى بالنسبة لي، كان هدفي أن أغيّر نظرة المشاهد، وهذا هو هدفي من التمثيل، بأن أجعل فكرة الاختلاف فكرة إيجابية”.
وعن كواليس التصوير مع محمود حميدة، قال: “على المستوى الإنساني، هو شخص رائع، يكسر حالة الجمود، ويشعرك دائمًا بأنه صديقك. وهو ملهم بحضوره والتزامه لأي ممثل. وكنا جميعًا نتعامل مع بعضنا البعض بمحبة، وهذا واضح على الشاشة”.
من جانبه، نوّه الشناوي بموهبة مينا، قائلًا له: “أنت موهوب، ولديك كاريزما. والحالة التي افتعلتها في البيوت المصرية والعربية استثنائية. والأهم أنك طرحت اسمك في أعمال قادمة دون أن تطلب. مينا أصبح على خارطة الممثلين، بعيدًا عن كونه قصير القامة. شخصيته في المسلسل ليست سهلة، وفهمك للنص جعل الشخصية مختلفة”.
من جهة أخرى، أطلّ مخرج ومؤلف مسلسل 30 حلقة، الذي اعتبر أن المسلسل يحمل نوعًا من المغامرة والجرأة، قائلًا: “العمل يتحدث عما يدور خلف الكواليس، سواء كان صالحًا أم طالحًا. فهو بالتأكيد يحمل جرأة. والسؤال دائمًا: هل سيتقبل الجمهور هذا النوع؟”.
وعن العلاقة بين الفنان سعد الفرج وخليل الرميثي، قال: “سعد يقدم دور منتج لا يفقه شيئًا في الفن، ويمتلك أموالًا مصدرها غير شرعي. للأسف، الفكرة جاءت من أن الاقتصاد الفني فكرة مبهمة، وأصبحت منطقة يلجأ إليها المنتجون الذين تكون أموالهم ذات شبهة. وهنا تأتي علاقته بشاب يحب المهنة، ومن دارسيها، ولديه شغف وأحلام، ومن هنا ينشأ الصراع”.
واعتبر أن “الدراما في الكويت، منذ بداية الستينيات، كانت رائدة في المجال. وتطورها أصبح مرتبطًا بمواقع الإنترنت، التي تساعد المنتجين والمخرجين على التطور، كما تمنح الفن نوعًا من الانفتاح”.
أما عن فكرة التوريث الفني، فقال الناقد الفني طارق الشناوي: “منذ 30 عامًا ونحن تسيطر علينا فكرة التوريث. توريث الحكم فشل، بينما توريث الفن قائم. لكن الجينات تلعب دورًا. أما المشكلة فهي أن النسبة أصبحت أكبر، حتى أن أبناء المطربين أصبحوا فنانين، وهناك نسبة ضئيلة صادقة، لكنها لا تمثل الأغلبية”.
بدوره، أشار الناقد مصطفى الكيلاني إلى أن “فرص أبناء الفنانين أكبر من خلال علاقات وأصدقاء والديهم، على عكس من دخل الفن دون واسطة. حتى أبناء أصدقاء الفنانين تتاح لهم فرص أكثر من غيرهم، وقد يكون بعضهم لا يستحقها”.