عندما يفقد الفن نكهته.. حضور باهت وغياب أكثر صدقًا!

حسن شرف الدين
اعتدنا على أن تكون حياتنا اصطناعية في زمن مزيف سياسيًا، اقتصاديًا، ومعنويًا، حتى انضم الفن إلى هذه المجالات المزيفة بعد أن كان منفسًا للخروج من أعباء الأوضاع التي نعيشها، فاقدًا شيئًا فشيئًا دوره الحقيقي عند الجمهور.
في ظاهرة جديدة وسخيفة، أصبح الفنان يتجه نحو الاستسهال، ليس فقط من خلال اللحن أو الكلمات أو حتى التوزيع!.. بل وصل الاستسهال إلى “الفيديو كليبات” التي كانت، نوعًا ما، وفي بعض الأغاني التي كان يعتمد فيها الفنان على الاستسهال، تشكّل الجانب الإيجابي الذي يعطي الأغنية نكهة معينة. ولكن حتى هذه النكهة فقدت وجودها “نوعًا ما” باستخفاف من نجوم الساحة مثل عاصي الحلاني، راشد الماجد، حميد الشاعري، محمد حماقي، وغيرهم كثر من قائمة طويلة لا تنتهي.
للأسف، أصبح “الاعتزال الفني” أو الغياب الطويل لكثير من الفنانين أكثر صدقًا واحترامًا للفن من هذا الحضور الباهت الذي يصرون على تقديمه.
فهل أصبح هذا النمط الجديد من الاستخفاف بالفن “موضة” نتباهى بها؟ هل بات معيار النجاح أن تستهلك أي شيء بسرعة وتقدمه بلا أي مجهود حقيقي؟
الفن ليس مجرد منتج تجاري، بل رسالة وجمال وموقف. وإذا فقد هذه العناصر، صار مجرد سلعة مصطنعة، تشبه هذا الزمن المزيف الذي نعيشه. وربما أصبح من حقنا أن نسأل: متى يتوقف هذا الانحدار؟
ومتى يعود الفن ليكون فنًا؟..