كتب جمال فيَاض

فيروز … هاك الضحكه البدّا تحكي وما بتحكي

كتب جمال فياض

لا يمكن الحديث عن بساطة فيروز بكثير من البساطة. تركت السيدة الكبيرة عندنا الكثير من الغموض، لم تتح لأحد أن يتلصّص عليها في عرينها الجميل. لا مصوّر ولا صحفي ولا أي إنسان على وجه الأرض. هي في بيوتنا وكل الأماكن التي نجلس فيها، ومعنا في كل لحظة، لا تغادر قلباً ولا عقلاً، على مدار الساعة والزمن.
فَعَـلَها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الرئيس الشاب، لأكبر دولة في القارة العجوز. القارة التي استمدّت إسمها من أوربا الفينيقية. فَعَلَها وطلب معجزة زيارتها. وتكريمها بوسام فرنسي جديد. هي التي قال عنها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، “لديها كلّ الأوسمة”. وبالمعنى المرادف، من لديها كل الأوسمة، تصبح هي وساماً يناله من يراها أو يقابلها أو يصافحها. فيروز هي وسام العالم. ليس لأنها صوت وإحساس وأغنية ولحن ومعنى ورسالة، بل لأنها حققت الإجماع الذي لم يحققه رئيس ولا حاكم ولا زعيم في تاريخ البشرية الحديث. إختلفنا في لبنان على كل شيء… على الرئيس والحكم والسياسة والسلم والحرب والحرية والدين والمذهب والتاريخ والجغرافيا والإقتصاد، حتى اللغة إختلفنا عليها، وعلى الأصل والفصل، على الفينيقية والعروبة والأمة والإنتماء. على كل تفصيل ضمن تفصيل. على العلم والمعرفة والمدرسة والشكل والمضمون. حتى في ملابسنا وحجابنا وسفورنا، على تقويم الشمس والقمر، على الطعام والشراب، على الشجر والنهر والبحر… وعلى كل شيء.
وأتفقنا على فيروز …
كل هذا لا يهم … المهم، فيروز بخير،
وانشالله تضلّ “…تحرقني هاك الضحكه، البدّا تحكي وما بتحكي …”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى