كتب جمال فيَاضاخبار الفن

فيلم يحكي عن “كذبة كبيرة”.. لكنها حقيقة موجعة !!

كتب جمال فيّاض

من أولها، ومن آخرها، أتمنى أن يشاهد كل الأهل والأبناء وكل مجتمعنا، هذا الفيلم، الذي غلّف الحقيقة والواقع بإسم هو أصلاً “كذبة كبيرة”. ففي فيلم “كذبة كبيرة” وصلت الرسالة من أول مشهد في الفيلم، ووصلت الرسالة حتى آخر مشهد في الفيلم. زمان كنا نتحدث عن هَوَس مشاهدة التلفزيون، أو هَوَس الموسيقى والرقص، وهَوَس الشراء لدى بعض من يسّرت لهم الحياة والظروف القدرات الشرائية. لكننا اليوم، ومنذ مطلع القرن الجديد، دخلنا عالم الهَوَس الحقيقي، بل الهَوَس المَرَضي المُسمّى “تواصل إجتماعي” وهو في الحقيقة التباعد العدواني، والتواصل السلبي في المجتمع المريض. وضع المخرج نديم مهنّا يده وعينه وكاميرته على الجرح المؤلم. وكتب فؤاد يمين ورامي عوض ، “حكاية كل بيت” … ففي كل بيت مثل هذا، والإجتياح العام صار أكبر بكثير من القدرة على صدّه أو مواجهته. ولم تقف الحكاية عند التواصل والتطبيقات ذات الذكاء الشرّير، بل تعداها الى وضع أطفالنا وأولادنا في مدارسهم. وهو واقع حقيقي. لم تعد في مدارسنا تلك الصفات التي عرفتها الأجيال التي سبقت. فقد طغت عادات الأهل البشعة على شخصية أولادنا، وأستقالت المدرسة من مهمّاتها، لا بل شارك أغلبها بالأزمة والمرض، وتحوّلت العدوى الى المؤتمنين والمؤتمنات على أولادنا من معلمين ومعلمات.

فيلم “كذبه كبيرة” كان أشبه ب”كارامبول” أو “سترايك”، ضربة شديدة التأثير طالت أزماتنا المختبئة، من جميع الجهات. هذا الهوس، وهذه السطحية التي تفشّت فينا ويمجتمعاتنا كما الفيروس اللعين، كلها صوّرها لنا المخرج نديم مهنا، في فيلم مباشر وبلا تجميل، مع ممثلين ممتازين. وكان أبرزهم موهبة مستجدة هي ساندي فرح حكيم، وشخصيات شهيرة عرفناها من زمان مثل النجمة السورية هبه نور، وبديع أبو شقرا، ومجدي مشومشي وأليكو داوود(قدّم شخصيته بأداء ممتاز) ولورا خبّاز وشربل زياده، ونجم الآراب أيدول الفلسطيني يعقوب شاهين، بالإضافة الى الممثل فؤاد يمين كاتب الفيلم.

لا بد من الإشادة بالمخرج البطل، الذي لم يلتفت للهجة هذه الممثلة ولهجة ذاك الممثل، ولا قدّم لنا تبريراً، لأنه فعلاً إعتبره فيلماً عربياً، ليس مضطراً لتبرير مثل هذه النقطة، فكلنا نتكلم بلهجات مختلفة، وبالنهاية لغتنا العربية.

“كذبة كبيرة” عملٌ متقن، خفيف على القلب وعلى العقل، لكنه ثقيل برسالته، وإذا كان العنوان هو “كذبة كبيرة” ففي مضمونه حقيقة كبيرة جداً، لا بد من اعتبارها صرخة يجب أن تصل … أنصح وبشدّة بمشاهدة هذا الفيلم، لربما تصل الرسالة!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى